رئيس جامعة جنوب الوادي يشهد حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية التربية الرياضية    التعليم العالي: منح باليابان لدراسة الماجستير ضمن مبادرة «ABE»    سعر الذهب فى مصر يستهل تعاملات اليوم علي تراجع 15 جنيها    محافظ أسوان: بدء تجديد شبكة مياه الشرب بمنطقة صحاري والجامعة بتكلفة 6 ملايين جنيه السبت المقبل    تباين أسعار السلع الرئيسية والمعادن بالبورصات العالمية    محافظ سوهاج يستقبل وفد المكتب التنسيقى لبرنامج التنمية المحلية    أسعار شقق جنة مصر 2024.. فرصة للحجز في المدن الجديدة    وزيرة التخطيط تبحثُ مع رئيسِ شركة «سكاتك» النرويجية تطوراتِ توسعاتِ مشروعاتها بمصر    «تضامن المنوفية»: معرض لتوزيع الملابس الجديدة على 350 أسرة بالمجان    محافظ المنوفية يتفقد مستشفى شبين الكوم التعليمي للاطمئنان على الخدمات الطبية    عرض «مشاهدة إباحية» على شاشات طائرة ركاب.. ما القصة؟    تصاعد حدة إعصار «ميلتون» مع اقترابه من «فلوريد».. والبيض الأبيض يطالب ب«إخلاء فوري»    منذ مطلع العام.. مطار بن جوريون بتل أبيب يتراجع 43% فى أعداد المسافرين    فريدة الشوباشي: إسرائيل تكتب نهايتها بأيديها    هل يلحق الونش ب الزمالك في كأس السوبر المصري؟ شوبير يكشف    وزير الشباب والرياضة يشهد المؤتمر الصحفي لبطولة العالم للبياثل والترياثل في بورسعيد    محافظ أسيوط يوجه برفع كفاءة 200 باكية في سوق الباعة الجائلين بشارع التحكم وطرحها للإيجار في مزاد عام    الداخلية: ضبط 29 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تعرف على حالة الطقس في مرسى مطروح اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    مصرع سباك إثر سقوطه من الطابق الخامس أثناء عمله بالشرقية    مفاجأة في تحقيقات حريق مول في الشيخ زايد    لمواليد برج الجدي والعذراء والثور.. كيف يؤثر كسوف الشمس على طاقة الأبراج الترابية؟    لماذا رفضت منال سلامة دخول ابنتها أميرة أديب مجال الفن؟    وزير الصحة يستقبل سفير سنغافورة لتعزيز التعاون وتدريب الكوادر الطبية    «الرعاية الصحية»: استقبال 720 سائحا من 42 دولة بمستشفيات الأقصر    قائد اللواء الإسرائيلى كان مختبئًا خلف صخرة.. وكنا شوكة أمام الإسرائيليين طوال الحرب    بالفيديو| عالم فلك أزهري: قراءة الكف وتوقعات الأبراج سحر وشعوذة    الأهلى يرحب بانتقال القندوسى إلى زد فى الصيف الجارى    الرمادي: اعتذرنا للزمالك لعدم بيع بيكهام.. وأخطأنا في رحيل خالد صبحي للمصري    ضبط عددا من قضايا الإتجار غير المشروع في النقد الأجنبي بقيمة 7 ملايين جنيه    بعد قليل.. نظر فض الأحراز الخاصة بالمتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة    "رئيس عمليات كرة القدم".. مجموعة ريد بول تعيد كلوب إلى الملاعب    "الموضوع كبر".. هل يضع الزمالك "أكبر قلعة رياضية" على بوابة النادي؟    "سرابيوم الإسكندرية" أحدث إصدارات سلسلة "عارف" الوثائقية    ترقية 24 عضوا بهيئة التدريس وتعيين 21 مدرسا بجامعة طنطا    بعد عرض الحلقة ال 19.. مسلسل "برغم القانون يتصدر تريند جوجل    تمنى وفاته في الحرم ودفنه بمكة.. وفاة معتمر مصري بعد أداء صلاة العشاء    مدرب ساجرادا: من الجيد تجنب الأهلي في دوري الأبطال.. وحظوظنا متساوية بمجموعة بيراميدز    التضامن: إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة ل44.240 مواطنا خلال أغسطس وسبتمبر    "عبدالغفار" يبحث مع وزير العمل تعزيز سبل التعاون في مجال تطوير التدريب الطبي المهني    الفتوى وبناء الإنسان.. الإفتاء على خطى المبادرات الرئاسية لمواجهة الفكر المتطرف وتنمية المجتمع    "سرابيوم الإسكندرية" أحدث إصدارات سلسلة "عارف" الوثائقية    وزير الأوقاف: لا خيار أمام العالم إلا العيش سويًّا على هذه الأرض في سلام    جائزة نوبل فى الكيمياء.. كيف حفر أحمد زويل اسمه فى تاريخ العلوم؟    جامعة طنطا تطلق قافلة تنموية بقرية منشأة العتر بمركز زفتى    بالأسماء، السماح ل 21 شخصًا بالتنازل عن الجنسية المصرية    قبل انطلاقه.. تعرف علي تفاصيل حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال32    الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة الكبرى.. الأربعاء 9 أكتوبر    عام على حرب غزة.. مجازر ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدارس التي تأوي الفلسطينيين النازحين‬    للقضاء على قوائم الانتظار.. تشغيل 6 أسرَّة إضافية بقسم جراحات القلب بمستشفى بهتيم    خالد الجندي: البعض يستخدمون الفتاوى الضالة لتغيص حياة الناس    جوتيريش: الصراع في الشرق الأوسط يزداد سوءاً وكل صاروخ يدفع بالسلام بعيداً    أمين الفتوى: الوسطية ليست تفريط.. وسيدنا النبي لم يكره الدنيا    هدنة غزة.. «رويترز» تكشف عن خطوة مفاجئة من قيادات حزب الله والسبب لبنان    2119 شهيدًا و10019 مصابًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان    الدعاء وسيلة لتحسين العلاقة بالله وزيادة الإيمان    الدعاء في السراء والضراء: وسيلة للشكر والصبر    هل الأهلي بخيل في الصرف على صفقات فريق الكرة؟ عدلي القيعي يرد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطور الحروب حتى حروب الجيل الرابع والخامس
نشر في بوابة الأهرام يوم 27 - 08 - 2020


د. سمير فرج
انتبه البعض، هذه الأيام، لأفكار حروب الجيل الرابع والخامس ، التى تنتهجها القوى العظمى كاستراتيجية لإسقاط الحكومات والدول والنظم، فى العالم، دون الدخول فى حروب تقليدية، المعروفة فى بدايتها، بحروب الجيل الأول، وهى الحروب التى كانت تمارس، منذ بدء الخليقة، باستخدام السيوف والسهام والعجلات الحربية، اعتمادا على حشد كبير من المقاتلين الأشداء، وهى المعارك المخلدة على جدران المعابد الفرعونية، وفيها يقود الملك الفرعونى جيشه، من فوق عجلته الحربية، حتى طرد الأعداء من على حدود البلاد. وتلا ذلك حروب الإمبراطورية الرومانية، والإسكندر الأكبر، التى انتهجت ذات الأسلوب والمفهوم.
ومع ظهور البارود واختراع البندقية والمدافع، بدأت حروب الجيل الثانى المعتمدة على قوة النيران الجديدة، باستخدام البارود، وكانت أهمها معارك نابليون بونابرت، القائمة على نفس فكر الحشود القديمة، يضاف إليهم جنود المشاة بالبنادق، ومن خلفهم المدفعية. تطور الأمر والفكر لحروب الجيل الثالث، مع بداية الحرب العالمية الأولى، بظهور الدبابات والمدرعات والطائرات المقاتلة، إضافة لظهور المدمرات والبوارج والغواصات، ليصبح الشكل الجديد، للمعارك ما يطلق عليها معارك الأسلحة المشتركة الحديثة، التى تشارك فيها القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوى والقوات الخاصة، وهو ما طاله التطوير والابتكار، عبر السنوات ،باستخدام التكنولوجيا الحديثة. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، واستخدام القنبلة الذرية ضد اليابان، فى ناجازاكى وهيروشيما، أصبح العالم، فى إطار حرب الجيل الثالث، يقسم الحروب إلى حروب تقليدية وحروب نووية، حتى بداية حرب فيتنام، فى نوفمبر 1955،التى حاربت فيها الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 9 سنوات ونصف السنة تقريبا، وانتهت الحرب بانتصار فيتنام الشمالية، وانسحاب القوات الأمريكية ، بعد سقوط سايجون فى 30 أبريل 1975،تكبدت الولايات المتحدة الأمريكية، فى هذه الحرب، أكبر خسائر بشرية، فى تاريخها، إذ فقدت نحو 58 ألف جندى قتيل، فضلا عما يزيد على 1600جندى فى عداد المفقودين. وأمام هذه الخسائر، بدأ البنتاجون التفكير فى بدائل للتدخل العسكرى فى مختلف دول العالم، متجنبا الخسائر بين صفوف جنوده، وضباطه، فظهر أسلوب جديد يعرف باسم الحرب بالوكالة. zومع ظهور مشكلة أفغانستان، الناتجة عن الانقلاب العسكرى على الملك ظهر شاه، وصعود النظام الشيوعى بها، الذى وقع على معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفيتى فى ديسمبر 1978، تتيح للأخير، التدخل عسكريا فى أفغانستان، لقتال المجاهدين. وهنا شعرت الولايات المتحدة الأمريكية بخطورة من اقتراب السوفيت من بترول الخليج، فعقدت العزم على طردهم من أفغانستان دون استخدام الجندى الأمريكي، فى تطبيق أول لمفهوم الحرب بالوكالة، وذلك بدعم حركة المجاهدين بالأموال، ومدهم بالسلاح،حتى نجحوا فى قتال السوفيت وطردوهم من أفغانستان، بعد عشر سنوات. وفجأة وجدت الولايات المتحدة أن عددا كبيرا من أولئك المجاهدين قد انضموا لتنظيم القاعدة، ونفذوا هجوم الحادى عشر من سبتمبر 2001، على برجى التجارة العالمى فى نيويورك، بقيادة أسامة بن لادن،أحد أهم العناصر الذين دعمتهم أمريكا فى حربه ضد السوفيت، سواء بالسلاح أو الأموال التى وصلت إلى 5 مليارات دولار أمريكي.
هنا تأكد للولايات المتحدة عدم جدوى أسلوب الحرب بالوكالة، فشرعت فى التفكير فى أساليب جديدة، حتى ظهر على السطح مصطلح حروب الجيل الرابع، القائم على هدم الدولة من الداخل، دون استخدام القوة العسكرية، المباشرة، وبعد هدم الدولة، يتم فرض الإرادة الخارجية، وإملاء الشروط عليها، وهو ما كانت تحققه القوات العسكرية، بخسائر أكبر. وبالرجوع للتعريفات الدولية، يتضح أن حروب الجيل الرابع، هى نوع من الحروب، التى يكون المشارك فيها ليس دولة، بل جهة فاعلة، غير حكومية، وتضيف المراجع العلمية العسكرية، أنها حرب معقدة، طويلة الأمد، لامركزية التخطيط، تعتمد على الهجوم المباشر على ثقافة الخصم، وأساسها الحرب النفسية ، من خلال وسائل الإعلام الحديثة، وشبكة الإنترنت، باستخدام كل الضغوط المتاحة, سياسياً واقتصاديا وعسكريا. تتصف تلك الحروب بغياب التسلسل الهرمي، وتتخذ من الإرهاب وتكتيكات التخريب وفى بعض الأحيان حرب العصابات واحدة من أهم أدواتها.
وبينما تؤكد معظم المراجع العسكرية أن حروب الجيل الرابع تعتمد، بالأساس على خلق تناقضات ما بين الدولة والمجتمع، باستغلال كل الوسائل، لاحداث الخلل فى العلاقة، فإن حروب الجيل الخامس تعتمد فى استراتيجيتها على احتلال العقول لا الأرض، وبعد احتلال العقول سيتكفل المحتل بالباقي، فهو يستخدم العنف غير المسلح، مستغلًا جماعات عقائدية مسلحة، و عصابات التهريب المنظمة، والتنظيمات الصغيرة المدربة، من أجل صنع حروب داخلية، تتنوع ما بين اقتصادية وسياسية واجتماعية للدولة المستهدفة، وذلك لاستنزافها عن طريق مواجهتها لصراعات داخلية، بالتوازى مع مواجهة التهديدات الخارجية العنيفة. الخلاصة أن يتم إسقاط الدولة من الداخل، وليس بقوات عسكرية،حيث إن ما يتم إنفاقه على هذه النوعية من الحروب الجديدة لا يساوى ثمن عدة طائرات مقاتلة حديثة. وعادة ما يتم التخطيط لهذه الحرب مسبقا، وتدريب العناصر الموكل إليها إشعال الجبهة الداخلية ، فى أماكن خارج الدولة نفسها، وعادة ما يستغل، فى ذلك، المنظمات الأهلية تحت شعار مزيد من الديمقراطية للبلد. وهكذا تتم قيادة الجموع الحاشدة من أفراد الشعب لإسقاط النظام القائم دون استخدام القوة العسكرية. هذه، ببساطة، وبإيجاز شديد، أهداف حروب الجيل الرابع والخامس ، وعليه أهيب بكل الشعوب توخى الحذر من التعامل مع الشائعات باعتبارها أخبارا، ضمن خطة الحرب النفسية والإرهابية التى تحاك ضدها،كى لا تقع فريسة حروب الجيل الرابع والخامس .
نقلا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.