في محاولة لاحتواء حالة الغضب بين عموم المصريين بسبب غلق المساجد وتعليق صلاة الجمع والجماعات والحرمان من صلاة التراويح كأحد الطقوس الدينية في شهر رمضان الكريم، كإجراء احترازي ضد انتشار فيروس كورونا المستجد.. قررت وزارة الأوقاف اليوم، السبت، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، ممثلة في قطاع الإذاعة، وتحديدًا إذاعة القرآن الكريم، ووزارة الاتصالات، ممثلة في المصرية للاتصالات، بث صلاة العشاء والتراويح إذاعيا بشكل يومي بدءا من الغد، من مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة بالقاهرة، بحضور إمام المسجد واثنين فقط من العاملين به. وبقدر ما حقق ذلك القرار قبولا لدى المصريين إلا أنه فتح الباب للتساؤل حول حكم صلاة التراويح خلف الإمام في الإذاعة والتليفزيون. وهو ما أكدت دار الإفتاء، أنه غير جائز شرعا، فالصلاة في المنزل خلف صلاة منقولة عبر التليفزيون أو الإذاعة، غيز جائزة، ولا فرق في ذلك بين صلاة جمعة أو غيرها، سواء كانت فروضا أو نوافل. من جانبها، أصدرت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فتوى مفصلة حول حكم صلاة التراويح خلف التليفزيون أو الإذاعة، قالت خلالها: إن الصورة التي يدعو بعض الناس إليها بأن نصلي خلف التلفاز أو المذياع تناقض مقصود الشارع وهو لقاء المسلمين في مكان واحد لقاء حقيقياً وليس لقاءً افتراضياً، وقد اشترط الفقهاء لصحة اقتداء المأموم ب الإمام في الجماعات الاتصال المكاني بأن يكون كل منهما في مكان واحد. أضافت اللجنة، أنه جاء في بدائع الصنائع في الفقه الحنفي: (ومنها - اتحاد مكان الإمام والمأموم، ولأن الاقتداء يقتضي التبعية في الصلاة، والمكان من لوازم الصلاة فيقتضي التبعية في المكان ضرورة، وعند اختلاف المكان تنعدم التبعية في المكان فتنعدم التبعية في الصلاة لانعدام لازمها} بدائع الصنائع (1/ 145)، وجاء في حاشية الجمل في الفقه الشافعي:{ وثالثها: اجتماعهما أي الإمام والمأموم بمكان.. فإن كانا بمسجد صح الاقتداء، وإن بعدت مسافة، وحالت أبنية كبئر وسطح.. لَمْ يَصِحَّ الِاقْتِدَاءُ إذْ الْحَيْلُولَةُ بِذَلِكَ تَمْنَعُ الِاجْتِمَاعَ}. وأكدت اللجنة، أنه بناء على ما سبق: لا تصح الصلاة بواسطة التلفاز أو المذياع أو عبر وسائل الاتصالات الحديثة، ومن فعل ذلك فصلاته باطلة؛ وذلك لانتفاء الاتصال بين الإمام والمأموم الذي يشترط لصحة الاقتداء كما نص الفقهاء. كما أكدت، أنه لا تصح صلاة التراويح خلف إمام في التليفزيون أو الراديو لانعدام التواصل ب الإمام ، و الإمام إنما جُعل ليؤتم به، والأفضل يصليها المسلم في بيته جماعة بأهله وأولاده لأنها سنة وليست فرضًا، وهي فرصة لاتخاذ مصلي بركن في البيت تؤدي فيه الصلاة فتعم الرحمة والبركة في البيت، حيث تتنزل الملائكة بإذن ربهم حتي مطلع الفجر.