اعتبرت القوى الثورية الحكم الصادر ضد الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه، إحياءً للنظام السابق، متهمة الأجهزة الأمنية بالتواطؤ عبر طمس وإخفاء أدلة الإدانة، وجددت مطالبها بالنزول للميادين لتطهير القضاء والداخلية وإقالة النائب العام. اعتبر أحمد إمام، عضو المكتب السياسي ل "الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية"، فى تصريحات ل "بوابة الأهرام"، أن الحكم الصادر اليوم السبت يوضح تواطؤ النائب العام عبر تقديم أدلة اتهام واهية يستطيع أى محام "خريج حديثًا" أن يحصل من خلالها للمتهمين على البراءة، على حد قوله. ولفت إلى أن النائب العام كان يعلم قبل تقديمه أدلة إدانة نجلى مبارك أن القضية ستنتهى بالبراءة ولكن تم استكمالها طوال جلسات"المسرحية الهزلية" المسماة بمحاكمة القرن كى يتم امتصاص غضب الشارع. واستنكر تبرئة "منفذى أوامر إطلاق النار" ذوى الموقف الأصعب قانونيًا وجنائيًا بذات الوقت الذى يتم فيه إدانة من أعطى تلك الأوامر، معتبًرا أن الحكم بتلك الطريقة يجعل من السهل جدًا انتزاع حكم ببراءة مبارك فيما بعد. وعما إذا كانت هناك نوايا للتصعيد باعتصام أو تغيير بموقف الجبهة من مقاطعة الانتخابات ودعم مرشح الإخوان بعد الحكم، أكد أن الجبهة تنسق مع عدد من القوى الثورية للتصعيد وأن هناك اتصالات مع الإخوان المسلمين لمعرفة موقفهم من الحكم، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتغير الموقف من مقاطعة الانتخابات. ولم يبتعد موقف طارق الخولى، المتحدث باسم حركة 6 إبريل ( الجبهة الديمقراطية) عن سابقه، حيث اعتبر فى تصريحات "بوابة الأهرام" أن الحكم غير منطقى ويثير علامات استفهام كثيرة، مشيرًا إلى أن القاضى حكم بما توفر لديه من أدلة رغم شكواه من قبل عن نقص الأدلة وشكوى النيابة العامة فى إحدى الجلسات من تقاعس جهاز المخابرات العامة عن تقديم أشرطة الفيديو والتسجيلات التى من شأنها إدانة مبارك ومعاونيه، معتبرًا أن ما حدث خلال المحاكمة يشير إلى تورط وتواطؤ الأجهزة الأمنية المختلفة فى طمس الأدلة وإخفائها. وأكد ضرورة إعادة المحاكمة، وأن تقام محاكمة ثورية حقيقية يتولى الإشراف عليها لجنة مستقلة مشكلة من قضاة ورجال شرطة يشهد لهم بالنزاهة لجمع الأدلة، لافتا إلى أن الساعات المقبلة مع نزول الحركة إلى الشارع والتنسيق مع القوى الآخرى قد تشهد حسمًا للموقف العام من الانتخابات. واعتبر تامر القاضى، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، أن الحكم غير مرضٍ وأنه سياسي أكثر منه جنائي، مشيرا إلى أن الاتحاد حذر من قبل أن الأدلة المطروحة أمام المحكمة "واهية"وستؤدى للبراءة وأن هناك جهات ومسئولين بالدولة حرصوا على طمس الأدلة، محملا أحمد شفيق المسئولية باعتباره كان آخر رئيس وزراء بعهد مبارك، كما أنه لم يشرف فقط على تهريب أموال النخبة الحاكمة للخارج بل سعى خلال مهمته لمحو أدلة إدانة رموز النظام، على حد قوله. وأكد أن الحل أمام القوى الثورية الآن أصبح العودة للميادين من جديد دفاعًا عن الثورة التى تتم سرقتها تحت أعين الجميع، مضيفًا:" كفانا مهاترات سياسية على مدى أكثر من عام ونصف، فالثورة تسرق من الشعب وهو صامت ولا أستبعد أن يكون جمال مبارك نائبًا لشفيق بعد نجاحه فى الانتخابات ". من جهته، أشار محمود عفيفي، مدير المكتب الإعلامى لحركة شباب 6 إبريل التى يقودها أحمد ماهر، فى تصريحا ل "بوابة الأهرام" إلى أن الحكم الصادر بمثابة رصاصة أخرى فى قلب الشهيد، حيث أصبح تطهير القضاء والداخلية أمر حتمى وضرورى إذا كان الشعب حقا يريد تحقيق القصاص. واتفقت معه إنجى حمدى، عضو المكتب السياسي بالحركة، مؤكدة على أن الحكم صادم وظالم ويمثل إعادة انتاج لدولة الفساد والظلم والقمع، وتساءلت مستنكرة:" إذا كان هؤلاء المجرمون براءة إذن فمن قتل الشهداء؟ وإذا كان القضاء حر ولكن ليس لديه أدلة كافيه إذن، فلماذا لا يحاكم من منع عنه الأدلة وقام بحرقها سواء من أجهزة المخابرات أو الداخلية وفق ماقالته النيابة بخصوص اختفاء الأدلة. وأضافت: كيف يتم محاكمة محرضين وتبرئة الفاعلين، فهذا الحكم تمهيًدا لبراءة مبارك، فنحن عائدون للميادين لاستكمال ثورتنا، وإعادة محاكمة المجرمين"، معلنًا نزول الحركة بكامل قوتها بكل المحافظات فى تظاهرة اليوم. واتفق معها عبدالرحمن فارس، المتحدث باسم حزب التيار المصرى وعضو ائتلاف شباب الثورة، الذي قال إن الحكم ليس عادلاً على الإطلاق ويثير علامات استفهام لا تشير إلا للتمهيد لبراءة مبارك والعادلى، منتقدا منح البراءة لمساعدى العادلى فى الوقت الذى شاهد فيه الجميع خلال الثورة إسماعيل الشاعر بنفسه يتعامل مع المتظاهرين بعنف شديد. واعتبر المتحدث باسم "التيار المصرى" أن الحكم سياسي موجه لم يحترم دماء الشهداء ولا الثورة وغير مستبعد بعد سلسلة البراءات التى حصل عليها صغار رجال الداخلية وضباطها، مشيرًا إلى تواطؤ الأجهزة الأمنية فى إخفاء أدلة الإدانة لصالح النظام فى محاولة لإحيائه بدأت تتضح بشدة بعد تصعيد أحمد شفيق لجولة الإعادة.