قال المعماري الدكتور عصام صفي الدين، مؤسس بيت المعمار المصري، إن حسن فتحي، عندما دون يومياته أثناء إنجازه بناء قرية الجورنة، لم يكن ينوي نشرها في كتاب، ولكنه أراد تسجيلها فحسب، حيث إنه أبدى عدة توجهات في العمل المناسب للريف من خلال عدة ممارسات باستخدام الماده المحلية المناسبة، وبالرغم من الضغوط التي تعرض لها حيث حاربه الكثير من أصحاب شركات الإسمنت والحديد، إلا أنه استطاع بناء قرية الجورنة، حيث اهتم فتحي بالريف لأنه رأى أن الريف لم ينل الاهتمام المناسب الذي يحتاجه. وأضاف عصام، خلال مناقشة كتاب "عمارة الفقراء"، للدكتور حسن فتحي، ضمن محور الكتب المؤسسة للثقافة العربية، بالقاعة الرئيسية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أنه استفاد أكبر استفادة من حسن فتحي لكونه أحد تلامذته، فكان يتحدث إليه عن أمور كثيره تخص الريف وعمارته، وبعض تلاميذ حسن فتحي استطاعوا أن يسيروا علي نهجه وإضافة الجديد له، والبعض الآخر تفرغ لنشر ثقافة العمارة، وأهم ما ميز فتحي هو منهجية الفكر حسب الأزمنة ليكون مناسبًا للهدف المطلوب تحقيقه، مشيرًا إلي أن حسن فتحي بدأ الدراسة في المهندس خانة بعد أن ترك دراسة الزراعة، وعندما ذهب لزيارة الريف لفت انتباهه ما يعانيه الريف من عدم اهتمام بالعمارة الريفية فتقدم لدراسة الهندسة، مما زاد لديه الرغبة لتأسيس هذا الفكر ووضع المناهج له، واهتم الكتاب بالتكنولوجيا المتوافقة التي تعني استخدام التكنولوجيا المتاحه بما يتوافق مع طبيعة البيئة، والعمارة الانتمائية بكيفية انتماء العماره للبيئة، مشيرًا إلي أن حسن فتحي هو رائد لم يسبقه أحد في تراث العمارة المصرية وهذا يحسب له، وتشمل الريادة إمكانات الإنسان المصري واستثمار خبراته ليصبح بناءً والتجريب والعمارة البيئية. وأوضح عصام أن حسن فتحي لديه ايجابياته التي تتمثل في التأسيس الأولي وسلبياته حيث كان لا يطيق المناقشة وكان يتميز بجرأة كبيرة في النقد والتي كان ينفر منها الكثير، وكان يطلق العنان لفكره وفكر الآخرين ولا يحددها في إطار معين، لافتًا إلي أن الكثير قال عنه إنه لديه مجموعه من البدائل التصميمية والإنشائية التي لم تنفذ علي أرض الواقع، ففكر حسن فتحي أصبح فكرًا إنسانيًا لا يخص مصر وحدها ولكنه انتشر في كثير من بلاد العالم، إيمانًا من حسن فتحي بأن أهم مشكلات العمارة تكمن في الفوارق المادية، كما مدح فيه الكثير من الكتاب والمعماريين تكريمًا له، لما قدمه من فنون كثيره وأفكار عظيمة في العمارة، حيث كان يعتمد علي موارد البيئة الموجودة بشكل تام، مشيرًا إلي أن المباني الموجودة في الريف حاليًا لم تتوافق مع مواصفات المباني الريفية، مشيداً بشخصية حسن فتحي لكونه فنانًا أكثر من كونه معماريًا فكان يعزف الآلات الموسيقية وهذا ما أثر في عبقريته المعمارية. وقال المعماري عمر رءوف، إن شخصية حسن فتحي كمعماري لديها اهتمام كبير بجميع بلاد العالم ففي إحدى السنوات قام المركز الثقافي الفرنسي بإعداد تقرير عن أسماء أهم 100 معماري في القرن العشرين وكان حسن فتحي هو المصري والعربي والمسلم الوحيد في قائمة الأسماء، مشيرًا إلى أن الكثير من الدول الغربية قامت بتطبيق أسلوب العمارة الخاص به في كثير من المدن، وحصل فتحي علي 6 جوائز عالمية، من ضمنها جائزة نوبل البديلة، وأفضل معماري في العالم، كما أراد فتحي توفير منازل ملائمة للفقراء محدودي ومعدومي الدخل باستخدام مواد البناء الطبيعية التي تتميز بزهد ثمنها، وبالرغم من ذلك فهو لا يستخدم مادة واحدة فقط للبناء ولكنه كان يستخدم المواد التي تتوافق مع ظروف البيئة. وأوضح عمر أن فتحي واجه الكثير من الصعوبات والضغوطات من أصحاب شركات الحديد والإسمنت مثل عثمان أحمد عثمان لمنعه من تنفيذ وتطبيق منهجه المعماري ومنعوه من التدريس في الجامعات حتى لا يتسنى له نشر ثقافته المعمارية، واستمرارًا لمسيرة حسن فتحي قام وليام ليفيت الأمريكي بالسير على نهج حسن فتحي وقام ببناء منازل من الخشب فقط دون الحاجة إلى الإسمنت والحديد، مما أدى الى تقليل العشوائيات المنتشرة في شوارع أمريكا، لافتًا إلى أنه من الممكن حل مشكلة الإسكان الاجتماعي إذا تم تطبيق منهج حسن فتحي في استخدام الموارد الطبيعية الموجودة في البيئة لبناء منزل بتكلفة أقل دون الحاجة إلى استخدام إسمنت أو حديد.