قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إنه تسلم "رسالة رائعة" من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، الذي كان حذر سابقًا من أن بيونج يانج، قد تغير نهجها إزاء المحادثات النووية إذا أبقت واشنطن على عقوبات ضدها. وقال ترامب في اجتماع حكومي "تلقيت للتو رسالة رائعة من كيم جونج أون"، مكررًا القول إنه لا يزال يتوقع عقد قمة ثانية مع الزعيم الكوري الشمالي بعد توقيع الرجلين على تعهد بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية في سنغافورة في يونيو الماضي. وأضاف "أرسينا علاقة جيدة جدًا. ربما نعقد اجتماعًا آخر". وكان ترامب اعتبر قمته مع كيم انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا، وكرر، الأربعاء، الزعم بأن "آسيا كانت ستشهد حربًا كبيرة" لو لم يجلسا معًا ويتحادثا. لكن لم يتم تسجيل أي تقدم منذ قمة سنغافورة، حيث اختلف الجانبان حول معنى إعلانهما الغامض، وتراجعت وتيرة المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، مع إلغاء الاجتماعات والزيارات قبل وقت قصير من موعدها. وفي الوقت نفسه، شهدت التكهنات بشأن عقد قمة ثانية بين ترامب وكيم مدًا وجزرًا، في حين قال الرئيس الأمريكي إنه يأمل أن يتم ذلك في وقت مبكر من هذا العام. وفي تغريدة مقتضبة، الثلاثاء، قال ترامب إنه يتطلع "للاجتماع مع الرئيس كيم الذي يدرك جيدًا أن كوريا الشمالية لديها مقوّمات اقتصادية رائعة!". وتطالب كوريا الشمالية بتخفيف العقوبات المتعددة المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي وبرامجها الخاصة بالصواريخ البالستية، وتدين إصرار الولاياتالمتحدة على نزع سلاحها النووي وتصفه بأنه أشبه بتصرف "العصابات". ولم تجر كوريا الشمالية أي تجارب نووية أو بالستية منذ أكثر من سنة. وكانت آخر تجاربها في نهاية 2017 حين أعلنت عن ست تجارب نووية وجربت صواريخ قادرة على بلوغ البر الأمريكي . ولم يقم كيم بزيارة كانت مقررة إلى سيول في ديسمبر. وفي خطابه بمناسبة رأس السنة، قال زعيم كوريا الشمالية إنه "إذا لم تلتزم الولايات المتّحدة بوعدها الذي قطعته أمام العالم، وأبقت ضغوطها وعقوباتها المفروضة على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فلن يكون أمامنا من خيار سوى النظر في طريقة جديدة لحماية سيادتنا ومصالحنا". لكن كيم أبدى استعداده للقاء ترامب في أيّ وقت، قائلاً "أنا مستعدّ للجلوس مجدّدًا مع الرئيس الأمريكي في أيّ وقت في المستقبل، وسأبذل جهودًا بكلّ الطُرق لتحقيق نتائج تحظى بترحيب المجتمع الدولي". ورأت الصحيفة الكورية الجنوبية "هانكوك إيلبو" (وسط) في افتتاحية الأربعاء أن تصريحات كيم "تهدف على ما يبدو إلى إحياء المفاوضات". وأضافت أنه "يقول أيضًا إنه لا يمكن أن يستجيب لضغوط". من جهته، قال جوشوا بولاك من "معهد ميدلبري للدراسات الدولية" إن كيم يصر على أن "على الولاياتالمتحدة الآن أن تتحمل مسئوليتها". وأضاف "خلاصة الأمر أن كيم ما زال متحصنًا في المواقع نفسها حول الدبلوماسية النووية التي يلتزمها منذ ستة أشهر". مقعد جلديّ وألقى كيم خطابه وهو جالس على مقعد جلدي في مكتب قيل إنه في مقر حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، وقد ظهرت خلفه رفوف لكتب وصورتان لجده كيم إيل سونغ مؤسس الجمهورية، ووالده كيم جونج إيل. والصورة مختلفة عن تلك التي ظهر فيها عند إلقاء خطاب رأس السنة العام الماضي واقفًا على منصة. وكتبت صحيفة "كوريا تايمز" أن هناك أمرًا بدا مختلفًا عن الخطابات السابقة التي ألقاها الزعيم الكوري الشمالي وهو ظهوره "مرتاحًا في مكان داخلي، في مقعد مريح بدلًا من الوقوف ليتحدث في ساحة عامة". وأضافت "يبدو أن كوريا الشمالية تحاول مرة أخرى إعطاء نفسها هوية جديدة كبلد عادي على الساحة الدولية والتخلص من الصورة التي يربطها بها شركاؤها في العالم كدولة استبدادية فقيرة". ارتياح في الجنوب وخصص كيم جونج-أون الجزء الأكبر من خطابه الذي استغرق ثلاثين دقيقة للدعوة إلى تعزيز الاقتصاد الذي يعاني من ضعف ومن انقطع التيار الكهربائي المزمن، وهو هدف لا يمكن تحقيقه بدون رفع العقوبات. ورحّبت سيول حليفة الولاياتالمتحدة الكبرى في المنطقة والجارة الرأسمالية لكوريا الشمالية، بالخطاب معتبرة أنه تأكيد جديد من قبل بيونغ يانغ على التزامها نزع الأسلحة النووية. وكانت سيولوواشنطن اتبعتا في ما مضى نهجين مختلفين حيال كوريا الشمالية، إذ دفع الجنوب باتجاه إقامة مشاريع مشتركة بين البلدين بما في ذلك ربط شبكتي الطرق وسكك الحديد على الحدود المدججة بالسلاح بين البلدين وكذلك تحسين البنى التحتية للشمال. لكن خططا كهذه تتطلب تخفيف العقوبات. والتقى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، الذي لعب دورًا أساسيًا في اللقاء بين ترامب وكيم، الزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرات العام الماضي، مرتان في قرية بانمونجوم الحدودية، والثالثة في بيونج يانج. ووجه كيم رسالة إلى نظيره الجنوبي الأحد مؤكدًا أنه يتطلع إلى عقد اجتماعات معه لمناقشة نزع السلاح النووي.