شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي بمدينة باليرمو الإيطالية، على مدار يومين أمس، واليوم، وذلك تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، انطلاقا لما تمثله مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. تهدف القمة إلي التشاور بشأن سبل التوصل إلي استعادة الاستقرار والأمن في ليبيا. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركته فى أعمال القمة، ولقائه برئيس الوزراء الإيطالي، على التالي: 1- أكد الأهمية التى توليها مصر لتلك العلاقات، والحرص على تطوير أوجه التعاون الثنائي فى مختلف المجالات، فضلاً عن التنسيق مع إيطاليا إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. 2- أكد على ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بدعم من الأممالمتحدة، يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، بالشكل الذي يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية، ويُساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها، وعلى رأسها الجيش الوطني والبرلمان والحكومة، ويتيح الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في ليبيا، بما يمكننا من طي هذه الصفحة، وتحقيق مصالح الشعب الليبي فى عودة الاستقرار والأمن. 3- وأكد أن أي مقترحات لحل الأزمة الليبية لابد وأن تشمل كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، نظرا لطبيعة الوضع المتشعب والمركب للأزمة، وعلي أن تكون تلك المقترحات متسقة مع الاتفاق السياسي وخطة المبعوث الأممي. 4- أكد أن يتحمل جميع الليبيين مسئولية التنفيذ. 5- أكد دور المجتمع الدولي في مجمله داعما للتسوية في ليبيا بدون أي انحياز لطرف من الأطراف، آخذا في الاعتبار أهمية عامل توحيد مسار الحل السياسي لمنع الأطراف التي تهدف لعرقلة التسوية في ليبيا للمناورة بين مسارات دولية متوازية. 6- أكد ضرورة مراعاة التوازن، والحفاظ على تمثيل جميع مكونات المجتمع الليبي بجميع المؤسسات، وعلى رأسها المجلس الرئاسي والحكومة، تأكيدًا لملكية الليبيين لمقدراتهم، ومشاركتهم جميعاً في السلطة دون أي تدخل خارجي. 7- كما شدد على أهمية دعم الجهود التي تقودها الأممالمتحدة لإنجاز تسوية سياسية شاملة في ليبيا، وتنفيذ جميع عناصر مبادرتها التي قُدمت خلال سبتمبر عام 2017، بدون اجتزاء أو اختزال للأزمة في جانب واحد فقط من جوانبها. 8- وأكد الرئيس أهمية مكافحة الإرهاب بشكل حاسم في ليبيا، ومنع تحولها إلى نقطة تمركز للتنظيمات الإرهابية، استغلالاً لحالة الفراغ السياسي، التي قد تنشأ نتيجة عدم الإسراع بتسوية الأزمة، وأنه من الضروري كذلك مواجهة كل التنظيمات الإرهابية، ومن يقف وراءها ويمدها بالسلاح والدعم المالي واللوجيستي والإعلامي، ويوفر ملاذات آمنة للإرهابيين، ولا يجب مكافأة أي طرف إقليمي أو دولي تورط في دعم الإرهاب ومعاملته كما لو كان جزءاً من الحل في ليبيا. يذكر أن مدينة باليرمو الإيطالية، استضافت مساء أمس، الإثنين، مؤتمرا دوليا حول ليبيا، وذلك بمشاركة الأطراف الرئيسية فى الأزمة، وبحضور عدد من الدول الفاعلة والمعنية فى الملف الليبي، لبحث التوصل لحل للأزمة السياسية التى تعصف بالبلاد، ووضع خارطة طريق للخروج من النفق المظلم. بحث مؤتمر باليرمو إجراء الانتخابات فى ليبيا، وتوحيد السلطة التنفيذية فى البلاد، ووضع رؤية مشتركة لمكافحة الإرهاب فى البلاد ودعم الجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. المؤتمر تم الإعلان عنه رسميا في بداية شهر أكتوبر الماضي، من خلال رسالة تقدم بها وزير الخارجية الإيطالي، آنذاك إنزو ميلانيزي، إلى مجلس الشيوخ في بلاده، بهدف جمع القوى المتصارعة حول طاولة واحدة من أجل الوصول إلى حل.