أجهضت جرائم القتل حق أبرياء في الحياة، قصص مدوية تشهدها قرى ومدن محافظات مصر يوميًْا امتزج فيها الأسى والندم، وقائع هزت استقرار أسر مختلفة لفقدان أعزائها، وغدرًا في حوادث غير قابلة للتناسي بنار القتلى، آباء قتلوا بأيديهم فلذات أكبادهم، أمهات وأدن من حملتهم في أحشائهن حقهم في الحياة، وإخوة تقاتلوا لأتفه الأسباب، وأزواج خنقوا أنفاس شركائهم للتخلص من حياتهم المرة، وكالعادة نار الثأر تلتهم الإنسانية وتخلق بحار الدمار، وآخرون لطخوا أيديهم بدماء ذوي القربى. أعداد ضحايا جرائم القتل ليست بالقليلة خلال أسبوع مضى، فبيد الغدر وقلة العقل قتل محتجز زميله بحجز قسم شرطة المرج، بعد أن نشب الخلاف بينهما على فرض السيطرة داخل الحجز، ما أسفر عن تطور المشادة الكلامية إلى مشاجرة، قام خلالها المتهم بشحذ ملعقة، ثم استخدمها كسلاح أبيض وشق بها بطن المجنى عليه مما أسفر عن سقوطه غارقا في دمائه، وبالبدرشين عامل يزهق روح شقيقته بسبب خلافات أسرية بينهما، وآخر يقتل مسنًا نرويجيًا بدار السلام بعد فشله في إكراه المجني عليه على التوقيع عن التنازل عن الشقة التي يقطن بها. فتاة أزهرية تُشنق في سكن الغربة وفي واقعة زلزلت أرجاء مدينة نصر، لقت طالبة بجامعة الأزهر حتفها مغتربةً عن أهلها ومسقط رأسها طلبًا للعلم حينما دخل أحدهم إلى الشقة التي تسكن بها بغرض السرقة، فتفاجئ بوجود تلك الفتاة فقام بخنقها وفر بالهروب بعد سرقة بعد أغراضها، وتركها جثة هامدة تاركةً أثر لا يُنسى في قلوب زملائه وأهلها وكل من يعرفها ويعرف حسن طبعها وأخلاقها الحميدة. طفل شتم جدته فقتله أبوه فما زال الآباء أبطال معظم جرائم القتل، ويصبح التعذيب أسهل الطرق لمعاقبة الطفل حتى وإن راح ضحية أفعال الأب المشينة، فتجرد أب بالإسماعيلية من مشاعره الإنسانية حينما اشتكت له أمه من قيام محمد طفله بشتمها، على الفور قام الأب بربط الطفل وإخوته بالحبال، وعذبهم بشكل وحشي لمدة استمرت من العصر وحتى فجر اليوم التالي، وحينما طلب الطفل من أبيه بعض الماء رفض، فلقى الطفل مصرعه. طفل يلهو بطلقات والده فتكون لعبته الأخيرة إن الأسوأ من قتل الآباء لذويهم هو إهمالهم لأولادهم الذي من الممكن أن يزهق حياة الطفل بسبب تصرف طفولي طائش.. كحال طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، بمركز البدرشين بالجيزة، كان يعبث بفرد خرطوش ملك والده داخل المنزل، وخرجت منه طلقة طائشة أصابته في الوجه، ما أسفر عن إصابته بتهشم فى الجمجمة، ولقى حتفه فى الحال. يحتفلون بإطلاق الرصاص فتسقط الضحايا عادة سيئة لم تتخلص كثير من العائلات منها، ألا وهي تصويب الأعيرة النارية عشوائيًا بالهواء في الأفراح والمناسبات الاجتماعية كنوع من الاحتفال، وبهذا الشكل لقى طفل مصرعه بطلق خرطوش أثناء حضوره لحفل زفاف بالبحيرة، وآخر شاب يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بطلق ناري عن طريق الخطأ أثناء حضوره عرس ببني سويف. وأخيرًا أطفال تموت ضحية هوس الثأر لا شك أن الإنسان أسير للعادات التي تحددها القبيلة والعائلة، فإما أن يعيش بروح القبيلة أو يهجر المنطقة وينسلخ عن جذوره.. هكذا يكون الثأر في قرى الصعيد، الذي يمثل الوجه الآخر لهيبة العائلة وكرامتها داخل مجتمعها وقد تكاد أن تكون عائلة بأكملها مسئولة عن أخذ ثأر شخص واحد فقط. نزاع دام أكثر من سنتين بين عائلتين بسوهاج، فتقدمت عائلة منهم وأرسلت 4 أشخاص لاقتحام منزل أهل الخصم حاملين أسلحة نارية وأخذوا يصوبون الرصاص يمينًا ويسارًا، مما نتج عنه وفاة طفل 12 سنة، وإصابة طفلين بثلاثة طلقات متفرقة بالجسم.