اتفق غالبية قيادات "ماسبيرو" على رفضها دعاوى العصيان المدنى، التى دعت إليها بعض القوى السياسية والثورية، ومقرر تنفيذها بعد غدٍ السبت، واتفقوا على رأى واحد، مفاده أن مصر تحتاج إلى العمل، وليس العصيان عن العمل، كما أن الوضع الاقتصادى الخطير، يحتم على الجميع أن يتحمل المسئولية تجاه وطنه، مؤكدين أن الدعوة للعصيان المدنى، فكرة دخيلة على مصر. فى هذا الشأن، يقول عصام الأمير رئيس التليفزيون: "ليس من حق أحد أن يفرض رأيه على غيره، ولكل إنسان الحق فى التعبير عن رأيه، والحصول على حقوقه، لكننا فى الأساس دولة لها ظروفها الخاصة، منذ أكثر من عام، فكيف ندعو لوقف المصالح اليومية الحياتية؟ ومن سيستفيد من ذلك؟". ويتفق معه فى الرأى، على عبد الرحمن رئيس القنوات المتخصصة، قائلا: "أرفض دعوة العصيان المدنى، فالثورة أصبحت واقعا، والتظاهر السلمى حق نؤمن به، لكن مصر مستهدفة من الداخل والخارج، وبالتالى لا يجب أن نعطى الفرصة للفوضى غير المسئولة، فالجميع مع تحقيق العدالة، التى هى من المبادئ الأولى للثورة، لكن العصيان المدنى معناه توقف قلب مصر، وهذا شىء غير مقبول، لأن الاستجابة للعصيان، تعنى الدعوة لوقف العمل والإنتاج". وقال مجدى لاشين رئيس القناة الأولى: "أنا ضد العصيان المدنى، فلا يوجد وقت للخراب والتدمير، وأتساءل: لمصلحة من تلك الدعوة؟، فهناك وسائل كثيرة للتعبير عن المطالب، ولابد أن ننظر للإمام، خاصة أن لدينا الآن برلمانا والخطوات بدأت تتحقق". بدوره، قال ممدوح يوسف رئيس القناة الثانية- الذى يتفق مع الآراء السابقة فى رفض الدعوة للعصيان المدنى: "إن العمل لابد أن يسير حتى ينصلح حال البلد، فلابد أن ننظر للإنتاج، وكان من الأولى الدعوة إلى تضافر جميع الجهود للخروج من الأزمات بدلاً من استمرار الفوضى". غير أن سمير سالم رئيس الإدارة المركزية للإعداد والتنفيذ بالتليفزيون أفاد بأنه يرفض دعاوى العصيان جملة وتفصيلا، وقال: "نحن نعيش الآن في مرحلة دقيقة من تاريخ مصر، ومرحلة عدم استقرار نلمسها جميعًا، ويجب علينا أن نواجه هذه الدعوة التي ستهدم كل شىء في مصر، ويصب في مصلحة أعداء الوطن". من جانبه تساءل عباس سمير، رئيس الإدارة مركزية للمكتبات بالتليفزيون: هل يتحمل الوضع الحالي عصيانا مدنيا؟ وإلى من سيوجه هذا العصيان؟.