انتقد جمع من محامي رجال النظام السابق الدعوات التي ينادي بها عدد من الحركات السياسية والائتلافات الشبابية الثورية للعصيان المدني واتفقوا على فكرة واحدة وهى أن الأحوال غير المستقرة والبلاد لا تحتمل فكرة وقف عجلة الإنتاج في هذا التوقيت الحساس. قال محمد عبد الفتاح الجندى محامى إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق، إن البلاد تمر بمرحلة خطيرة على المستويين الاقتصادى والأمنى ومن يدعو الآن للعصيان المدنى فهو فى الحقيقة يطالب بوقف عجلة الإنتاج وتدمير البلاد. وأشار الجندى إلى أن الثائر الحق هو الذى يثور على الظلم ثم يهدأ ليبنى وطنه، مضيفًا أن مجلس الشعب المنتخب هو المنوط به الآن الحديث أو الضغط على المجلس العسكرى من أجل تسليم السلطة الآن أو فى الموعد الذى أعلن عنه المجلس العسكرى. كما اكد يسرى عبد الرازق رئيس هيئة الدفاع المتطوعة عن مبارك، أن الدعوة التى تطلقها بعض القوى من أجل العصيان المدنى ما هى إلا نوع من البلطجة والفوضى الخلاقة التى حذر منها مبارك سابقًا حين قال على الشعب أن يختار بينى وبين الفوضى والدمار الذى يحدث الآن بالفعل. وأشار يسرى إلى أن هذا مخطط لتقسيم مصر وقد حذروا منه قبل ذلك ولكن الجميع فضل السير خلف إعلام مضلل يدعو الآن للإضراب عن العمل حتى يزيدوا مصر خرابًا. فيما قال وجيه نجيب محامى أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق إن ما يحدث الآن في مصر غير مفهوم وليس له أى مبرر. وأضاف أن هناك تيارًا ينادى بالعصيان المدني من أجل مصالح محددة له وهى تسليم السلطة الآن إلى سلطة مدنية، وتيارًا آخر يخشى من الفوضى التي قد تحدث من وراء هذه الدعوات. واستنكر دكتور حسانين عبيد محامى عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، دعوات البعض للعصيان المدني، مشيرًا إلى أن ذكرى التنحي كان يجب أن يحتفل بها الشعب المصري بمزيد من العمل حتى ينهض باقتصاد البلد الذي أوشك على الانهيار. وأكد أن أي إنسان عاقل ومحترم يراعى الله في وطنه لن يؤيد هذه الدعوات التي ستصيب البلاد بمزيد من التدهور في الوضع الاقتصادى ومزيد من الانفلات الأمني التي تعانى منه مصر منذ اندلاع الثورة لذلك لا بد من الهدوء حتى تخطو البلاد من هذه الكبوة. وأكد دكتور سيد عيد محامى حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق والمتهم الثامن في قضية قتل المتظاهرين إن العصيان المدنى يؤدى لخلل وفوضى فى البلاد فامتناع كل صاحب عمل عن تأدية عمله يؤدى لتعطيل عجلة الإنتاج مناديًا الأحزاب إلى تغليب مصلحة البلاد على مصلحتهم الخاصة التى لا ينكرها لأنها حقهم ولكن ليس على حساب الوطن فمصر تنزف ويجب أن نضمد جراحها لا أن نزيدها. وشدد على رفضه القاطع للعصيان الذى انتشرت دعواته حتى داخل الجامعات، ولا أحد أصبح يعرف السبب فى ذلك.