في 25 أكتوبر من عام 1836م احتفلت فرنسا في حضور الملك لويس فيليب وآلاف المواطنين الفرنسيين بوصول السفينة التي نجحت في نقل مسلة رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية من الأقصر لفرنسا حيث حازت فرنسا السبق في العالم لكونها أول دولة في التاريخ تستطيع نقل مسلة كبيرة بمساعدة القطع البحرية في ديارها . لمدة 7 سنوات استمرت أصعب رحلة بحرية في التاريخ دونتها الوثائق والكتب التاريخية لنقل مسلة معبد الأقصر بصعيد مصر والتي أهداها محمد علي باشا لفرنسا وهي الرحلة التي جعلت أهالي الأقصر يطلقون علي السفينة الفرنسية التي حطت علي نهر النيل لنقل المسلة بأنها "سفينة الفدان" نظراً لاتساعها وضخامتها . الفرنسيون أطلقوا علي السفينة التي نقلت المسلة "سفينة الأقصر" وكان عليهم أن ينتظروا فيضان النيل للسير بالسفينة التي نقلت مسلة رمسيس الثاني والتي حوت انتصاره وألقابه "رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية- المحارب الذي هزم الملايين من الخصوم والأعداء والذي خضع العالم كله لسلطانه". نقل مسلة رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية من الأقصر لفرنسا بعد أن تم بنجاح نقل الزرافة المصرية لباريس في عام 1826م كما يؤكد الأثري فرنسيس أمين ل"بوابة الأهرام" تم نقل المسلة الفرعونية لافتا الى أن محمد علي باشا أهدي مجموعة من الزراف لبعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا التي حازت بها الزرافة شهرة كبيرة . وأضاف أن رحلة الزرافة قام بها مدير الحدائق الفرنسي ومجموعة من الجنود المصريين الذين ذهبوا بخيولهم لفرنسا واستقلوا السفينة التي كانت تضم بجانب الزرافة 3 جاموسات من أجل إرضاع الزرافة وقد عاشت الزرافة لسنوات قبل أن تموت في فرنسا التي استقبلتها استقبالا كبيراً جعلت موضة السيدات آنذاك تأخذ قصة وتسريحة شعر يطلق عليها تسريحة الزرافة . بعد سفر الزرافة بدأت رحلة نقل المسلة والتي يحوي التاريخ وقائعها قبل أن يتم وضعها في باريس وهي الرحلة التي كلفت بها وزارة البحرية الفرنسية حيث تم وضع سفينة سفينكس أفضل القطع البحرية السفينة لسحب مقطورة سفينة الأقصر من نهر النيل حتي البحر المتوسط ومنه إلي فرنسا . نقل مسلة رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية من الأقصر لفرنسا يضيف "أمين" أن محمد علي باشا أهدي عدد 2 مسلة لفرنسا لكن كان للقدر كلمته حيث تم أخذ مسلة رمسيس والتي كلفتها الكثير من الأموال والجهد وتنازلت فرنسا بعد مئات السنين علي المسلة الباقية في الأقصر في عام 1981م لافتاً الى أن الشعراء الفرنسيين والأدباء دائماً ماكانوا يعبرون في شعرهم عن بكاء المسلة في باريس من أجل أختها المسلة القابعة في معبد الأقصر . في وقت نقل المسلة ضربت الكوليرا الصعيد 1831م وأدي لموت مئات المواطنين وكان علي الحكومة المصرية أن تقوم بهدم منازل المواطنين القابعة في معبد الأقصر آنذاك وتقوم فرنسا بتعويضهم أموال جراء هدم منازلهم إلا إن الفرنسيين كانوا يفاجئون أن الأهالي البسطاء يتقاضون أموالا ويصممون علي البقاء في منازلهم القريبة من المسلة التي احتاجت آلاف القطع الثقيلة لتفكيكها ونقلها. يوضح فرنسيس أمين أن قصة نقل المسلة المصرية هي قصة طويلة جدا وسبقتها الكثير من الأحداث المهمة مع محمد علي باشا الذي كان يرغب في إعطاء فرنسا مسلتي الإسكندرية إلا إن شامبليون الذي توفي جراء تناوله لحم تمساح في الصعيد في العام التالي من نقل المسلة ،رفض مسلتي الإسكندرية وطلب مسلتي الأقصر . نقل مسلة رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية من الأقصر لفرنسا طلب محمد علي باشا من المهندس لينان وهو فرنسي عمل دراسة عن كيفية نقل المسلة عبر النيل حيث كان يصفها محمد علي باشا " بعمود " وليس مسلة وقد أشار الأخير علي الباشا الى أنه من الصعوبة جداً نقل المسلة عبر النيل إلا أن الفرنسيين تكفلوا بعمل مجري مائي لنقل السفينة عبر النيل حتي الوصول للسفينة سفينكس التي سحبت سفينة الأقصر وارتحلت بها خلال البحر المتوسط لباريس لتوضع في ساحة الكونكورد وهو المكان الذي شهد إعدام الملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت بالمقصلة بعد الثورة الفرنسية وتأسيس الجمهورية في فرنسا . وأضاف أمين أنه مازال يوم 25 أكتوبر من عام 1836م خالداً في أذهان الفرنسيين مثلما مازالت المسلة المصرية في باريس شاهدة علي عظمة الحضارة المصرية الخالدة . نقل مسلة رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية من الأقصر لفرنسا نقل مسلة رمسيس قاهر الشعوب الأجنبية من الأقصر لفرنسا