تعتبر جراحة الغضروف التحدي الأبرز في جراحة العظام، وقد تحقق في السنوات الأخيرة خطوات طويلة في هذا المجال، والمعروف علميا أن الغضروف عندما يتعرض للتآكل لا ينمو مجددا لوحده، وحول أحدث جراحات العظام والغضاريف، ودور الخلايا الجذعية كان ل"بوابة الأهرام" هذا الحوار مع الطبيب الإيطالي اللبناني الأصل دكتور حسن سهيل زمرلي أخصائي جراحة العظام و المفاصل، دكتوراه في الابحاث السرطانية، مسؤول قسم جراحة العظام في مستشفى مار يا سيسيليا Maria Cecilia Hospital في إيطاليا، وأستاذ جراحة العظام في جامعة لوديس Ludes HEI Malta في سويسرا، عضو الجمعية الدولية لإصلاح الغضروف. البروفيسور حسن زمرلي في البداية يؤكد البروفيسور حسن زمرلي أنه يجب عدم اللجوء الى الجراحة ، إذ أن علاج خشونة المفصل يجب أن يكون بواسطة الأدوية والعلاج الفيزيائي وعبر تغيير نمط الحياة وممارسة بعض أنواع الحركات الرياضية، ثم في مرحلة أكثر تقدما عبر الحقن داخل المفصل لمادة AC.hyaluronic intrarticular injection التي تحتوي مواد لزجة طبيعية. و قال إنه إذا لم نصل الى نتائج مرضية، نلجأ في بعض الحالات من الاصابات الطفيفة أي من الدرجة الثانية والثالثة لإصابات الغضروف الى العلاج بواسطة تنظيف المفصل بالمنظار (joint debridement). إصلاح الغضروف وحول طرق علاج الغضروف قال الدكتور زمرلي إنه عندما تكون إصاية الغضروف عميقة وكاملة ولكن محدودة الانتشار يجب محاولة إصلاحه، و ذلك على طريقة "الميكروفراكتشر" microfracture اللتي تعطي نسيج fibrocartilage، أو زراعة الغضروف عبر مجالين، الأول أخذ عينة من الغضروف مع العظم ostecondral graft من الركبة غير المعرض للاستهلاك، وهذا الغضروف عبارة عن قطعة غيار أو احتياط عادة لا يتم استخدامه في الحالات الطبيعية، وبعد اخذه نزرعه في المنطقة التي تعرضت للتآكل. والطريقة الثانية هي أخذ عينة من الغضروف بواسطة المنظار autologus chondrocyte فيتم سحب الخلايا منها في المختبر وإجراء عملية مضاعفة لعددها ثم إعادة وضعها على انسجة اصطناعية وتثبيتها في المكان المصاب سواء في الركبة او الكاحل او الكتف. و كذالك من الممكن استعمال غضروف مع عظم يصنع في المختبر او يستخرج من بعض الحيوانات، وإذا لم تتحقق النتائج اللازمة و في الدرجة المتقدمة و الأسوأ من الخشونة يتم اللجوء إلى زراعة المفصل الاصطناعي. المفصل الاصطناعي في الحالات المتقدمة المفصل الاصطناعي وعن جدوى استخدام المفصل الاصطناعي في علاجات خشونة الغضروف المتقدمة قال البروفيسور زمرلي إن جراحات العظام شهدت تطورا هائلًا خلال الفترة الماضية، فقد كنا سابقا نلجأ إلى زراعة المفاصل الاصطناعية لمن تجاوزوا الستين من العمر ولكن حاليا صرنا نضع مادة السيراميك أو مشابه لها في المفصل الاصطناعي، وهي مادة لا تهترأ ومعمرة، ويمكن زراعتها للمصابين في مختلف الأعمار وخاصة عند زراعة مفصل الورك، و الدراسات الحالية تشير إلى أن معدل عمر المفاصل الاصطناعية يفوق ال 20 سنة. وحول العلاجات المستقبلية قال البروفيسور الإيطالي: المستقبل سيكون لعلاج الغضروف و الخشونة من خلال الإصلاح البيولوجي biological repair والخلايا الجذعية stem cells و استعمالهم ما زال قيد الدراسة، وتتميز هذه الخلايا الجذعية بأنها تتكاثر بعد زرعها في أي مكان من الجسم، فإذا زرعت في الغضروف تصبح خلايا غضروفية ، وهذا ما يتم تطبيقه اليوم اذ يتم سحب هذه الخلايا من النخاع العظمي أو من الدهون الموجودة في بطن الانسان، ثم نقوم بمعالجتها وإعادة زرعها في المفصل، وكل ذلك يجري دون جراحة بواسطة حقن. و كذلك الإصلاح البيولوجي بواسطة استعمال غشاء الكولاجين collagen menbrane الذي يتم وضعه مكان الإصابة بعد معالجتها بالميكروفراكتشر، وهذا موضوع أبحاثي الحالية ويهم الكتيرين حول العالم و كمان تأكل الغضروف هو أهم موضوع اليوم في جراحة العظام و ربما في كل الأمراض. إصلاح الغضروف بالمنظار وقال إن هشاشة العظام، التهاب المفاصل تصيب النساء أكثر من الرجال ، موضحا أن تأكل الغضروف و خشونة الركبة تصيب 25 % من الاشخاص فوق عمر ال 45، و ألام الظهر تصيب 40 % من الأشخاص على الأقل مرة في العمر، موضحا أن خشونة العظام أكتر شيئ تصيب الظهر و الركب و الأيدي.