كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن هزيمة تنظيم "داعش" في معاقله بالرقة والموصل إضافة إلى خسائره المتزايدة في ليبيا، يفتح الباب في الفترة المقبلة لاتجاه التنظيم السري واستغلاله شبكة علاقاته المترامية والمتعددة الأطراف؛ للتركيز على إنهاك الدول والمجتمعات بسيل من العمليات الإرهابية التي تتفق واستراتيجيته في النكاية والإنهاك. وأضاف المرصد - فى تقرير له اليوم الثلاثاء -أن هذا الأمر يصعب من مواجهة التنظيم وإمكانية ملاحقته؛ كون خلاياه وذئابه المنفردة تتقن بشكل كبير تكتيكات الكر والفر والمراوغة والتخفي، موضحا أن ما يساعد التنظيم على هذا الأمر هو امتلاكه للكوادر الفنية والتقنية ذات الكفاءة العالية في مجال استخدام التكنولوجيا والإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، وهي الوسائل الأكثر استخداما من قبل التنظيم لتجنيد العناصر والخلايا النائمة والإعداد والتوجيه لعمليات إرهابية في مناطق مختلفة تحقق للتنظيم عنصر الردع وتوقِع الإنهاك بصفوف الدول المستهدفة وقواتها. وأوضح أن تنظيم داعش الإرهابي يمتلك عناصره تقنيات حديثة تسهم في القيام بالعمليات الإرهابية وتصنيع المتفجرات والتخفي من السلطات والجهات الأمنية، واستخدام الأموال المشفرة الحديثة في شراء الأسلحة والمعدات المطلوبة، وتنفيذ العمليات والأهداف التي يعلن عنها التنظيم بشكل مستمر عبر إصداراته المتنوعة، مما يؤكد أن التنظيم قد استعد بشكل كبير لخسارته في معاقله واضطراره إلى العودة إلى التخفي والعمل في الظلام. كما كشف تقرير مرصد الإفتاء سعي تنظيم داعش لإيجاد معاقل جديدة لعناصره وقواته تبقي على رمزية "الخلافة" المزعومة، وتحافظ على معنويات العناصر المسلحة التابعة له، وعثرت على ملاذ للباحثين عن الجهاد والعمل تحت راية دينية، جنوبالفلبين، لكونها مناطق تسودها الفوضى وتتركز بها جماعة "أبو سياف" وهي تعد ملاذًا للإسلاميين المتشددين الباحثين عن الجهاد والعمل العنيف، ثم تأتي أفغانستان في المرتبة الثانية بعد جنوبالفلبين، خاصة أن تنظيم "داعش" يملك نفوذًا كبيرًا هناك فيما يسمى ولاية خراسان، ويعمل التنظيم على تجنيد مقاتلين ويتوسع فيما يتجاوز إقليم ننكرهار شماليَّ أفغانستان. وحذر من توسع داعش في ضم مقاتلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان أفغانستان، إضافة إلى وجود الكثير من المتعاطفين مع التنظيم في الداخل الباكستاني، وتأتي مناطق شمال نيجيريا والمنطقة الحدودية مع الكاميرون وتشاد والنيجر كاحتمال وارد لتكون معقلًا جديدًا لداعش، خاصة أن تنظيم بوكو حرام يتمتع بنفوذ واسع في تلك المنطقة، وعلى صلة قوية بتنظيم "داعش" ويتلقى الكثير من تعليماته من قادة التنظيم في سوريا والعراق. وشدد التقرير على ضرورة العمل على كافة الاحتمالات المتاحة لسلوك التنظيم ومساراته في الفترة المقبلة، والتعاطي معها بشكل جاد وحقيقي وفق تكتل دولي وتعاون إقليمي يضمن حصار التنظيم وقطع الطريق على خططه في إيجاد بدائل لمعاقله المتهاوية في سوريا والعراق، والحد من قدرته على التخفي والعمل السري وفق استراتيجيته الخبيثة في النكاية والإنهاك.