طالب الدكتور زكي محمد عثمان أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، بعودة مقص الرقيب علي كل ما تنتجه وزارتا الثقافة والإعلام، من أعمال سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، دراما أو مسرحا أو سينما، وذلك لتهذيب الإعلام ومحاربة جميع صور الإعلام الفاسد الذي يجهر بالألفاظ القبيحة والخادشة للحياء. وكذلك الإعلام الذي يخاطب الغرائز وينشغل بالإيرادات فقط علي حساب هدم قيم المجتمع.وذلك بالإضافة إلي التنسيق بين الأزهر الشريف ووزارتي الإعلام والثقافة وأن يكون الأزهر الشريف المؤسسة الدينية الرسمية في مصر ذات الأغلبية المسلمة طرفا أصيلا في الضوابط التي علي أساسها تقبل أو ترفض الأعمال الثقافية أو الفنية، وأن يكون رأيه ملزما وليس اختياريا. وقال د.زكي عثمان في حديث ل"بوابة الأهرام" إن الإعلام يعد مكونا رئيسيا من مكونات الثقافة، ومن ثم فلابد من إصلاح المنظومة الإعلامية ككل، وأن يكون الإعلام المصري إعلاما موجها وهادفا ذا رسالة سامية تتماشي وقيم وسمات المجتمع الذي يوجد فيه دون إسفاف أو تسطيح أو تشويه. وشدد علي الاهتمام باللغة العربية الفصحي وتقليص العامية، وتوجيه الإعلام لتصحيح الصورة السلبية عن العربية الفصحي والمتحدثين بها، فاللغة مكون رئيسي من ثقافتنا بل وديننا أيضا. كما طالب زكي عثمان بتفعيل دور وزارة الثقافة، وإزالة الأمية الثقافية التي تفشت حتي بين المتعلمين، وأن تكون ثقافتنا مترادفة لقيمنا بعيدة عن الاستيراد الثقافي وسد منافذ الغزو الفكري والثقافي الذي هو أخطر من الغزو العسكري.. فنحن أمة لنا تاريخنا وفكرنا ولنا هويتنا الحضارية التي تميزنا عن غيرنا، وما يصلح لغيرنا ليس بالضرورة يصلح لنا.