بقلم محمود عبدالله الباز شهدت مصر واحدة من أعظم ثورات التاريخ وتحدث عنها العالم أجمع وهي ثورة 25 يناير التي قامت من أجل هدم الفساد بكافة أشكاله وصوره والإرتقاء بالإنسان المصري وإستعادة مكانته علي كافة المستويات السياسية والإقتصادية والعلمية وكذلك الفنية ولكن قطار الثورة والتغيير لم يمرعلي الفن بشكل عام وعلي السينما بشكل خاص حتي الأن فما زالت صناعة السينما المصرية باقية علي حالها تعاني الفساد وتزداد إنهياراً وتراجعاً كما كان حالها في عهد النظام البائد ! حيث خرجت لنا بعض الأفلام المصرية بعد الثورة علي عكس المتوقع لتكشف لنا عورة وخلل هذه الأفلام من حيث النص والتمثيل والإخراج. فنجدها مليئة بالإسفاف والمشاهد الغير لائقة إجتماعياٌ والإفيهات الهابطة التي لا تنتمي لأي نوع من الكوميديا ولا تحمل أي رسالة هادفة ولكنها إعتمدت علي المشاهد والإيحاءات الجنسية فمشهد رجل يقضي حاجته في الحمام في أحد أفلام العيد لا أعتقد أنه مشهد يثير ضحك الجمهوروإعجابه! إنما يشعره بالحرج والإشمئزاز! وغيرها من المشاهد المبتذلة الخادشة للحياء وهذه كانت السمة الأساسية لصناعة السينما في عهد مبارك !.والتي إعتمدت علي تغييب عقل المشاهد عن واقعه الحقيقي وتحريك الغرائز والشهوات . وهذه النوعية من الأفلام الهابطة لن يقبلها المجتمع المصري بعد الثورة وخاصة جيل الشباب الذي شارك في الثورة وعاصرها فقد أحدثت الثورة نضجاً ووعياً فكريا ُوعمريا وأصبح إحساس الجمهورأكثر واقعية فلم يعد جمهور السينما مهتماً بصناعة السينما بدرجة متابعته للأحداث السياسية الجارية ولكن حين تستقر الحياة السياسية ومؤسسات الدولة سنجد الجمهور أكثر اهتماما بالسينما والأفلام الجادة فصانعي السينما لابد لهم من دراسة سلوك الجمهور بعد الثورة وتقديم أعمال فنية هادفة ذات مستوي جيد تساهم في تنمية الفكر والثقافة وترسيخ قيم العدل والمساواه والديمقراطية في قالب فني بناء بعيداً عن مشاهد العري والإبتذال وإعتبار صناعة السينما رسالة سامية تقدم للجمهور منتج ثقافي إجتماعي أكثر منه تجاري .فمازلنا في إنتظار ثورة سينمائية تواكب ثورة ينايرالعظيمة تسترد فيها السينما وعيها ونبضها وقيمتها الحقيقية بلا قيود .