أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن مصر لن تستعيد مكانتها وصدارتها في العالمين العربي والإسلامي، إلا بالأزهر الشريف، شريطة أن يكون أزهر قويًا عابرًا للقارات منفتحًا علي الثقافات الأخري. وأكد الطيب خلال تكريمه الدفعة الثانية من طلاب الكليات الشرعية الدارسين اللغة الإنجليزية بالمركز البريطاني التابع للجامعة أمس أنه لا سبيل لذلك إلا بتعلم اللغات الأجنبية، من خلال هذا المركز وغيره من المراكز التعليمية الأجنبية، حيث سيتم افتتاح المركز الفرنسي قريبًا وفي الطريق أيضا المركز الألماني والأسباني. وقال شيخ الأزهر إنه بات واجبًا وفرض عين علي الأزهر أن يعد كتيبة جديدة تصل ما انقطع بين الأزهر وثقافة الغرب منذ أربعة عقود لدراسة العلوم الإنسانية الغربية، ولتعريف المسلمين في الغرب بدينهم الصحيح بلغتهم التي يتحدثون بها، مشيرًا إلي أنه لا يليق بالأزهر أن يدير ظهره للحراك العلمي والثقافي الذي يشهده العالم كله اليوم، لا سيما بعد ثورة الاتصالات وطوفان العلوم والمعارف. وأوصي الإمام الأكبر الخريجين الذين حصلوا علي منح لاستكمال للدراسة ببريطانيا بعدم الازدواجية في دراسة العلوم الشرعية والاهتمام بالعلوم الإنسانية فقط، مع عدم الالتفات إلي المثبطات التي قد تحول دون أداء رسالتهم..مؤكدًا أننا بحاجة إلي أن ينتعش الأزهر وتوقد به الشموع التي كادت أن تنطفئ، حيث ظل الأزهر في الفترة الماضية قوي الصلة بالثقافات الأخري. وفي لفتة إنسانية خلال تكريمه الخريجين نزل شيخ الأزهر من علي المنصة لمصافحة طالب معاق من الخريجين، ورفض الإمام الأكبر حمل هذا الطالب إلى المنصة، مما أجبر المنصة كلها للنزول لمصافحته أيضا. حضر حفل التخرج الذي أقيم بفرع جامعة الأزهر بالدراسة الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف والدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الدايم نصير، المستشار العلمي لشيخ الأزهر، والسفير البريطاني بالقاهرة بالإضافة إلي القائمين علي المركز من الجانب البريطاني. وفي كلمته أوضح الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، أن تعلم اللغة الأجنبية مع الحفاظ علي اللغة العربية هو السبيل لنقل صحيح الدين للعالم ومعرفة ثقافاته المختلفة والاستفادة بها بما يتفق وصحيح الإسلام، مشيرًا إلي أنه لن يكون هناك تواصل بين بين الأزهر والعالم إلا بمعرفة لغاتهم والاطلاع علي ثقافاتهم حتي يعود للأزهر مجده وشموخه. كما أشاد جيمس وات السفير البريطاني بالقاهرة بدور الأزهر التنويري في العالم كله وحرصه علي نشر القيم التي تحض عليها جميع الأديان، لاسيما قيم الحب والتسامح والسلام، وتحدثت كارلين داني جراني، مديرة المركز عن نشاط المركز، ودوره وعدد المنح التي يقدمها المركز للخريجين.