قد تكون الفئة محور هذه الدراسة، لا تحظى بالقدر الكافى بالاهتمام فى مجتمعنا المصرى النامى الساعى إلى التقدم، ولكن عندما يتطرق أحد الباحثين للحديث عنها وكيفية الاستعانة بهم كقوى مؤثرة فى المجتمع تُشعرهم بدورهم فى الحياة وأهمية تواجدهم فى الحياة، فإنه الأمر يستدعى الوقوف عنده احتراما للفكرة، وتقديرا للنتيجة التى ستعم على المجتمع من وراء تطبيقها والعمل بها. بدأت الفكرة بدراسة إمكانية تطبيق نموذج العمل باستخدام التحليل الرباعى لمنظمات رعاية المسنين، كى تعينها على تحقيق أهداف دراسة مطبقة على إحدى دور الرعاية "بيت العيلة" بالقاهرة الجديدة. الباحث كريم حسن أحمد همام المدرس المساعد بقسم تنظيم المجتمع كلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان والذى حصل على درجة الدكتوراه بهذه الدراسة للعام 2011، ربط التزايد الكبير في أعداد المسنين كظاهرة عامة سائدة في جميع بلدان العالم في عصرنا الحديث، بالتقدم العلمي الهائل، الذي أدى إلى إرتفاع مستوي الصحة الوقائية والعلاجية، والتقدم الكبير في وسائل الحماية من الحوادث اليومية والمهنية، وتحسن ظروف الحياة الاجتماعية، الثقافية،الغذائية والسكنية، وتأثر مرحلة الشيخوخة بالظروف والمتغيرات المحيطة بها، وبين كون مجال رعاية المسنين أصبح المدخل التنموي في الدول المتقدمة، حيث يعتمد علي مشاركة المسنين واستثمار طاقاتهم وقدراتهم فى المجتمع بعد أن تزايد أعدادهم في الآونة الأخيرة. وأشار همام من خلال دراسته إلى أن مرحلة الشيخوخة لها سماتها وخصائصها النفسية والعقلية والاجتماعية، والتي تتحدد علي أساسها الاحتياجات الأساسية للمسنين، حيث أنها كثيرة ومتنوعة، وإذا لم تشبع هذه الاحتياجات فإن ذلك يؤدي الى العديد من المشكلات التي تواجههم. ومن ذلك يتضح أهمية أن تعطي أولوية واهتمام لهذه الفئة، وتتمثل هذه الأولوية والاهتمام في مجموعة من البرامج والخدمات الخاصة برعاية المسنين، وتتضمن هذه البرامج والخدمات مجموعة من الأنشطة، وتهدف هذه الأنشطة الى إشباع المتطلبات الاجتماعية والصحية للمسنين، ويتضح ذلك بصورة خاصة في المسكن الجيد والتغذية والرعاية الصحية والتثقيف والترويح والمشاركة الاجتماعية في أنشطة المجتمع. وأوضح د.كريم همام أن هذه المتطلبات تمثل إحتياجات أساسية، وهذه الاحتياجات تختلف في مدي الالتزام بتوفيرها، وهذا يستدعي الإرتفاع بمستوي الخدمات الاجتماعية المقدمة للمسنين حتي يمكن الارتفاع بالمستوي الصحي وتوفير الإقامة وغيرها من خلال تقديم الخدمات المتكاملة التي يحصل عليها المسنون المستفيدون من خدمات دور إيواء المسنين. وربط الباحث بين ما سبق وبين ما ترتب عليه من أنه للخدمة الاجتماعية دور أساسى في مساعدة دور رعاية المسنين علي تحقيق أهدافها، باعتبارها مهنة تمكن المسن من الاستفادة من أنشطة وخدمات دور رعاية المسنين، وكذلك تذليل كل الصعوبات التي تمنع استفادة المسن من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها دور رعاية المسنين، بالإضافة إلى ربط المسن بأسرته وأن تكون خدماتها علي قدر كاف من التكامل، وذلك بتطبيق الأسلوب العلمى بإستخدام نماذج الخدمة الاجتماعية بصفة عامة ونماذج تنظيم المجتمع على وجه الخصوص. وأكد همام أن طريقة تنظيم المجتمع كإحدي الطرق الأساسية للخدمة الإجتماعية، تستهدف تقوية قدرة المجتمع وأفراده في الحصول علي احتياجاته، وتيسير علاقات التعاون بين الأفراد والجماعات والمنظمات، وتعبئة المجتمع لحل مشكلاته المجتمعية القائمة.