اكد أكثر من 200 صندوق استثمار تدير أصولا بقيمة 26 تريليون دولار، إنهم سيكثفون الضغط على أكبر الشركات الباعثة للغازات المسببة للاحتباس الحراري بهدف مواجهة تغير المناخ. بعد مرور عامين على تبني 195 حكومة اتفاقية باريس للمناخ، يشدد المستثمرون من بينهم "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت"، و"أموندي"، و"ليجال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت"، و"نورذرن تراست"، و"أيجون" على أنهم يهدفون إلى العمل مع أكثر 100 شركة تلويثا للبيئة للحد من الانبعاثات بموجب خطة مدتها خمس سنوات. وأضافوا أن ذلك سيكون أكثر فاعلية من التهديد بالتخارج من استثماراتهم في تلك الشركات، ومن بينها كول إنديا، وجازبروم، وإكسون موبيل، وتشاينا بتروليوم آند كيميكال. وقالت آن سيبمسون مديرة استثمار لدى هيئة تقاعد موظفي القطاع العام في كاليفورنيا: "سنطلب من الشركات الحد من الانبعاثات وخفضها بما يتماشى مع أهداف باريس"، وأبلغت الصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف أن ذلك يعني خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 80 في المائة بحلول 2050. ويدعو المستثمرون الشركات أيضا إلى تحسين عملية الإفصاح عن الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، بما في ذلك الغازات المنبعثة من استخدام منتجاتها، وتعزيز إدارة المخاطر والفرص المناخية. وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة في باريس للبناء على اتفاقية المناخ لعام 2015، التي قوضتها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لانسحاب الولاياتالمتحدة وتعزيز صناعة الوقود الأحفوري الأمريكية. وبموجب خطة المستثمرين، سيكون التخارج من الاستثمارات هو الحل الأخير، وإذا رفضت الشركات الباعثة للغازات التعاون معهم، فقد يكثف المساهمون الضغط من خلال إصدار بيانات علنية وقرارات وإجراء عمليات تصويت. وقالوا إن مثل هذه الإجراءات قد تحقق نجاحا. ففي مايو على سبيل المثال، صوت 62 في المائة من مساهمي "إكسون موبيل" لمصلحة تعزيز الشفافية بشأن مخاطر النفط والغاز على المناخ رغم معارضة مجلس الإدارة، وفي الماضي، تخارج بعض كبار المستثمرين من أنشطة مرتبطة بالفحم أو من شركات يرون أنها لا تلبي أهداف اتفاقية باريس. واجتمع نحو 60 من قادة العالم ومئات الوزراء ورؤساء الشركات والناشطين أمس الثلاثاء في باريس في مسعى لتمويل تحول الاقتصاد العالمي نحو الطاقة النظيفة، بعد عامين بالضبط من توقيع اتفاق دولي لتجنب أسوأ سيناريو للاحتباس الحراري. وحذر خبراء عشية انعقاد "قمة العالم الواحد" من أن هدف الاتفاق المتمثل بإبقاء الاحتباس الحراري أقل من درجتين مئويتين سيظل حلما ما لم يتم استثمار تريليونات الدولارات في تكنولوجيا الطاقة النظيفة. وقال رئيس وزراء فيجي فرانك بانيماراما الذي ترأس محادثات الأممالمتحدة بشأن المناخ التي جرت في بون الشهر الماضي "فيما التحدي ضخم، علينا القيام بكل ما في وسعنا لمواجهته. ندرك أن ذلك يعني الفرق بين الحياة والموت بالنسبة لملايين الناس المعرضين للخطر حول العالم". وأضاف "هناك تريليونات الدولارات المخزنة في المؤسسات الاستثمارية الخاصة .. وعلينا النفاذ الي هذا التمويل"، ودعا ماكرون إلى القمة جزئيا كرد على إعلان ترمب في يونيو انسحاب واشنطن من الاتفاقية التي تفاوضت بشأنها 200 دولة طيلة أكثر من عقدين.