طريقتى فى الادارة لا تكتب ولا تقرأ بل تمارس، لا احب ابدا المواقف المترددة واميل الى الحسم السريع للامور دون اغراق فى التمحيص والتدقيق والدراسة، هذا هو المهندس المقاول العصامى عثمان احمد عثمان او المعلم وهو اللقب المحبب اليه، مؤسس اكبر واشهر شركة مقاولات فى مصر منذ اواخر الاربعينيات وحتى الان وتعدت شهرتها الدول العربية لتصل الى افريقيا وبعض دول اوروبا. كانت نشأته بسيطة جدا حيث ولد عام 1917 فى احد بيوت الاسماعيلية المبنية بالطين وبها عشة الطيور وتعريشة الفرن، توفى والده وهو فى الثالثة من عمره تاركا زوجة وسبعة ابناء.. عمل صبى ميكانيكى بعد المدرسة متقاضيا 25 قرشا فى الاسبوع لتخفيف العبء عن اخيه الاكبر ثم كان يتقاضى ثلاثة جنيهات من عمله ببنك التسليف الزراعى وحصل عثمان على الابتدائية وسافر الى القاهرة ليلتحق بالمدرسة السعيدية وحصل منها على البكالوريا 1935 وحتى يتمكن من الدراسة مجانا بكلية الهندسة قدم «شهادة فقر» ليتم اعفاؤه من المصروفات وكانت 40 جنيها وحصل على بكالوريوس الهندسة بتفوق عام 1940 وكان يقيم عند اخته وزوجها. المعلم فى البداية عمل مع خاله لمدة عامين براتب 24 جنيها ثم استقل عنه ليبدأ مشوار الالف ميل بتنفيذ رسم كروكى لدكان ثم بناء منازل للاهالى وخلال تلك الفترة اطلق عليه عماله لقب «المعلم» لمشاركته لهم فى اعمالهم بيده وظل هذا اللقب هو المفضل اليه، وبدأ فى البحث عن العمليات التى تسندها الشركات للمقاولين فاسندت اليه شركة عبود باشا عام 1947 تنفيذ سور لمصنع السماد بالسويس فكانت هذه اول سابقة اعمال له فى المقاولات وتطورت اعماله وانشأ مقرات لشركته التى اسسها واستعان بأخيه الذى توفى1949 . السعودية المحطة الأولى السعودية كانت رحلته الاولى التى اطلق عليها «رحلة الملاليم والملايين» وعمل بها لمدة طويلة استطاع خلالها فتح مجالات عمل فى الكويت والاردن والعراق وليبيا والامارات ونجح فى توطيد علاقاته بملوك ورؤساء تلك الدول وافتتاح المزيد من الشركات وبالتالى فتح اسواق جديدة للعمالة المصرية. 500 عامل شهيد بعد نكسة 1967 وبداية حرب الاستنزاف وضرب اسرائيل للاهداف العسكرية والمنشآت المدنية قامت الشركة ببناء قواعد الصواريخ تحت القصف الاسرائيلى المتكرر لما يتم بناؤه حتى استشهد فى يوم واحد 500 عامل من الشركة فى احد المواقع على الضفة الغربية للقناة . وفى ورش المقاولين صنع مهندسوها المعدية التى حملت الطلمبات والمضخات التى فتحت الثغرات فى الحاجز الترابى فى حرب 6 اكتوبر. ملحمة السد العالى يقول عثمان احمد عثمان فى كتابه «تجربتى»: واجهت اكثر من خصم وخضت اكثر من معركة فوقف جميع مقاولى مصر فى جانب وشركتى وحدها فى جانب آخر عندما تقدمت لعطاء بناء السد العالى عام 1961 وكسبت العطاء وكانت قيمته 15 مليون جنيه وتحدانى نظام الحكم وقتها، وكان عطاء شركات مصر كلها 27 مليون جنيه، وحاول الروس دفنى تحت الاحجار ولكن الله انقذنى . اصرت الدولة وقتها على ان تدخل شركة مصر للاسمنت المسلح وهى شركة قطاع عام شريكة فى التنفيذ بنسبة 50 ٪ ووافق عثمان مجبرا. وفى نفس العام أممت شركته تأميما نصفيا ولكنه لم يتركها وظل يعمل بها حتى لا يكون مصيرها كمصير الشركات الاخرى. وفى عام 1964 تم التأميم الكلى للشركة وتغيير اسمها من الشركة الهندسية والمقاولات العمومية الى المقاولون العرب عثمان احمد عثمان وشركاه. فى الوزارة 3 مرات فى اكتوبر 1973 عين عثمان احمد عثمان وزيرا للتعمير واسندت له مهمة تعمير مدن القناة ثم اصبح وزيرا للاسكان والتعمير وكان اول شىء فعله اعادة اسماء اصحاب الشركات التى تم تأميمها وتم بناء كوبرى اكتوبر وازدواج طريق القاهرة - الاسماعيلية ونفق الشهيد احمد حمدى وعندما عين نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا لشئون التنمية الشعبية اسس 12 بنكا فى المحافظات. تولى رئاسة نادى الاسماعيلى 1965، وفى هذه الفترة فاز الاسماعيلى بالدورى لاول مرة فى تاريخة عام 1967 وفى السبعينيات اسس نادى المقاولون العرب وفريق كرة القدم. ورحل اول مايو 1999 بعد ان اسس 170 شركة لا يملك فيها سهما واكثر من 15 بنكا.