فى دورته ال88 التى عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية فى الأسبوع الماضي، كشف تقرير لمكتب المقاطعة العربية لإسرائيل عن أن شركات أمريكية بينها شركة "كاتر بيلر" الشهيرة لمعدات البناء تقوم بتزويد اسرائيل بمعدات فى بناء جدار الفصل العنصرى العازل وهدم منازل الفلسطينيين، وأن شركة "سيمستار" الكندية تقوم بتزويد اسرائيل بأنظمة أمنية متطورة للغاية وكشف أيضا عن وجود شركات ومصارف ومؤسسات مالية جنسيتها بلجيكية لها فروع فى اسرائيل تقدم قروضا للمستوطنين اليهود ولاقامة مشروعات بالأراضى المحتلة وكذا شركة متخصصة فى مجالات الأجهزة الطبية. وكشف عادل سلامة ممثل منظمة التعاون الاسلامى بالاجتماع عن أن شركة g4s وهى شركة دانماركية بريطانية تعمل فى 50 دولة اسلامية بالرغم من طلب حظر التعامل معها وذلك لنشاطها الكبير فى اسرائيل والتعاون الكثيف معها ولفت الى أنها شركة متخصصة فى مجال الحراسة والتجهيزات الأمنية ولها أنشطة واسعة فى اسرائيل ونصف أسهمها تمتلكها شركة اسرائيلية. الاجتماع استهدف مناقشة هذا التقرير وتفعيل المقاطعة للشركات التى تتعامل مع الكيان الصهيونى بمشاركة ممثلين عن 9 دول عربية فقط هى السعودية والامارات وقطر والعراق والمغرب والسودان ولبنان وفلسطين وجذر القمر، وغابت بقية الدول لاعتبارات غير معروفة تردد أنها بسبب اضطراب المواعيد وابلاغها بصورة مفاجئة؟ وبحث الاجتماع على مدى خمسة أيام وضع 11 شركة غربية على لائحة الشركات المحظور التعامل معها عربيا وذلك لتعاملها مع اسرائيل والدول العربية فى نفس الوقت ومن بينها الشركة البريطانية الدانماركية G4S وهى شركة متخصصة فى اجهزة الحراسة والتجهيزات الامنية وبها 50 من أسهم شركة اسرائيلية وتزود اسرائيل بموظفى حراسة وتجهيزات أمنية، والشركة الفرنسية VILMORIN CLAUSE&CIE وهى شركة متخصصة فى تصدير البذور الزراعية كونها الشركة الام لشركة اسرائيلية، وفروع الشركة الاسرائيلية TEVA PHARMACEUTICAL INDUSTRIES LTD، والشركة الأمريكية ALMA LASERS المتخصصة فى انتاج وبيع اجهزة الليزر الطبية وهى شركة فرعية لشركة اسرائيلية، والمجموعة الأوروبية DEXIA GROUP وشركتها الأم البلجيكية DEXIA S.A، وشركتها الفرعية الفرنسية DEXIA CREDIT LOCAL S.A وهى مصارف ومؤسسات مالية لها فرع فى اسرائيل تقدم قروضا للمستوطنات الاسرائيلية فى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة، والشركة البرازيلية GEPSI AERONAUTICS التى تقوم بمساعدة اسرائيل فى مجال الصناعات الامنية والجوية، والشركة الكندية SENSTAR - STELER CORP التى تقوم بمساعدة اسرائيل فى مجال الأنظمة الأمنية، والشركة الامريكية CATERPILLAR INC وعدد من الشركات الأخرى المتعاملة مع اسرائيل وتكسر مبادئ المقاطعة. وناقش الاجتماع تعديل المبادئ العامة للمقاطعة بناء على طلب المكتب الاقليمى اللبنانى وتضمن التقرير الذى ناقشه الاجتماع شركة كاتر بيلر الأمريكية تقوم بتزويد اسرائيل ببلدوزرات وجرارات لهدم المنازل الفلسطينية والمساهمة فى بناء جدار العزل فى الضفة الغربية. كما تضمن التقرير الدعوة الى مراجعة مواقف بعض الشركات الغربية التى تقدمت بطلبات لرفع الحظر عنها لاعتبارات عديدة من بينها بيع أسهمها لشركات اسرائيلية ومن ثم انتفاء مبررات استمرار فرض العقوبات عليها. أكد السفير محمد صبيح "الأمين العام للجامعة العربية لشئون فلسطين" الذى رأس أعمال الاجتماع ضرورة الضغط على اسرائيل لحملها على تغيير سياساتها منوها بنجاح سلاح المقاطعة فى حمل نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا عن سياسة الابرتايد. وقال إن هناك الكثير من الشركات والمصارف التى تتعامل مع دولة الاحتلال وأنه يتعين اشعارها بأنها لن تستمر كدولة محصنة من أى عقوابات، مشددا على أن أسلوب هذه المقاطعة يعد أمرا سلميا وسياسيا مشروعا من حق العرب اللجوء اليه واقامة علاقات طبيعية وفقا لما نصت عليه مبادرة السلام العربية التى ترفضها اسرائيل وتتهرب منها ثلاث دورات نظرا للظروف التى مرت بها العديد من الدول العربية. وشدد السفير محمد صبيح على ضرورة تفعيل المقاطعة العربية للمنتجات الاسرائيلية تعزيزا لصمود الشعب الفلسطينى الذى يواجه أصعب مرحلة فى تاريخه فى ظل التصعيد المتواصل على قطاع غزة وكذلك مواصلة الانتهاكات الاسرائيلية فى مدينة القدس واقتحام المسجد الأقصى. وأكد أن هذا الاجتماع عقد فى ظل ظروف عربية ودولية صعبة وفى خضم معركة قاسية فى فلسطين وخاصة قطاع غزة الأمر الذى يتطلب تضافر الجهود لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال. ولفت الى أن المقاطعة ضد المنتجات الاسرائيلية تشهد تزايدا كبيرا على مستوى العالم حيث تسعى العديد من الدول لسحب استثماراتها من اسرائيل، منوها بدور مدارس وجامعات واتحادات وكنائس ومؤسسات علمية كثيرة فى الولاياتالمتحدة وأوروبا وكندا لمقاطعة نظيراتها الاسرائيلية. واشار الى أن هناك حوالى 200 مدينة على مستوى العالم تقاطع اسرائيل نظرا لانتهاكاتها المستمرة للأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولى الانسانى واتفاقيات جنيف الخاصة بحقوق الانسان اذ تعتقد انها دولة محصنة ضد الادانة والعقوبات وأشاد فى هذا الشأن بقرار الاتحاد الأوروبى مقاطعة منتجات المستوطنات، واعتبر أن هذا الأسلوب مهم للغاية ومن شأنه أن يلجم سياسات وغطرسة اسرائيل على غرار ما جرى مع سياسة نظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا ضد البيض. وأكد صبيح أهمية تفعيل الحراك الشعبى العربى باعتباره الأقوى والأكثر تأثيرا، ولفت الى أن التطرف الذى يمارسه العدوان الاسرائيلى يتطلب اتخاذ المقاطعة كأسلوب ورسالة سلمية للعمل على تصحيح الأوضاع والتصدى للظلم الذى يعانيه الشعب الفلسطينى والعمل على اعادة الأراضى المحتلة وتنفيذ مبادرة السلام العربية التى تقضى بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعودة اللاجئين. ودعا صبيح الى تفعيل المقاطعة العربية للمنتجات الاسرائيلية التى يتم تسريبها لدولنا كرسالة مفادها أنه لا سلام مع الاحتلال الاسرائيلى الذى لا يقل عنصرية عن نظام الابارتايد العنصرى الذى عانت منه جنوب افريقيا. وقال إنه لابد من تفعيل المقاطعة العربية لمنتجات اسرائيل على أعلى مستوى اذ لا يمكن القبول بأن يكون موقف الغرب ومنظماته المدنية اقوى من الموقف العربى، داعيا فى الوقت ذاته الى اعطاء الأولوية للاقبال على المنتج العربى كأساس لبناء اقتصاد الامة العربية وازدهارها. ولفت الى ضرورة تعزيز الاتصالات العربية فى هذا الاطار لتعزيز المقاطعة لاسرائيل حتى تتخلى عن عنصريتها خاصة ان المقاطعة اسهمت فى انهيار نظام الابرتايد فى جنوب افريقيا. وطالب السفير أنور عبدالهادى "مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق" بضرورة تفعيل مقاطعة المنتجات الاسرائيلية باعتبار ذلك "مقاومة سلمية" ازاء ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات، لتكون رسالة قوية للكيان الاسرائيلى مفادها انه لا تعاون دون تحقيق السلام، مشيرا الى أن المواطنين الفلسطينيين قاطعوا منتجات اسرائيل فى الأسواق المحلية رغم ارتباط فلسطينالمحتلة باسرائيل اقتصاديا.