عشت حياتي كلها أسمع أن القطط بسبع أرواح, لكنني لم أر ذلك أبدا رأي العين.. لكنني والحمد لله عشت وشفت وزارة بثلاث أرواح, ووزير' سوبرمان' كلفوه بتولي هذه الوزارة' الاكس لارج'..! أما الوزارة فهي الصناعة والتجارة والاستثمار, وهذا هو اسمها بعد ضم3 وزارات معا لأول مرة علي ما أذكر في تاريخ الحكومات المصرية..أما الوزير فهو السيد منير فخري عبد النور. وقد يكون من المهم أن أؤكد أولا أنني لاأشكك أبدا, لا سمح الله, في قدرة وكفاءة أستاذنا منير فخري عبد النور, كما أنني لا أقصد الحط من قدره أو السخرية منه بوصفه ب'الوزير السوبرمان', لكنني فقط أنبه الي أن خطوة ضم ثلاث وزارات من أهم الوزارات الاقتصادية في وزارة واحدة وفي عهدة وزير واحد فقط, في هذه المرحلة المهمة, وفي ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية الحالية, هو خطأ سنتحمل جميعا عواقبه.. ولا أعتقد أن شخصا واحدا مهما بلغت قدراته وإمكانياته يستطيع أن يدير الملفات الثلاثة.. الصناعة والتجارة والاستثمار..ادارة علمية سليمة ويحقق فيها إنجازات, فكل ملف من هذه الملفات يحتاج لحكومة كاملة لادارته. فالصناعة, مثلا, تعاني الان من مشاكل خطيرة..في مقدمتها مشكلة المصانع التي أغلقت أبوابها والتي يزيد عددها علي5000 مصنع.. بالاضافة لمشكلة نقص الطاقة..والإضرابات والاعتصامات التي تجتاح الان العديد من القلاع الصناعية الاستراتيجية, والتي أدت الي توقف عجلة الانتاج في تلك المصانع, وتوقف الصناعات المغذية أو التي تعتمد عليها في إمدادها بالمواد الخام ومستلزمات الصناعة.أما ملف التجارة ففيه ما يكفيه من المشاكل, التي تنعكس سلبا علي الميزان التجاري.. حيث تتزايد الواردات بصورة ملحوظة في الوقت الذي تتراجع فيه الصادرات..فآخر تقرير لهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات كشف عن أن الصادرات تراجعت خلال شهر فبرايرمن العام الحالي بنسبة4%.. كما تراجع إجمالي الصادرات خلال العام المالي الحالي حتي نهاية شهر فبراير بنسبة3% لتصل الي3.516مليار دولار مقابل3.608 مليار دولارخلال نفس الفترة من العام السابق.. أما ملف الاستثمار فعامر هو الآخر بالعديد من المشاكل, حيث تراجع صافي الاستثمارات الاجنبية المباشرة, حسب آخر تقرير للبنك المركزي المصري, خلال الربع الاول من العام المالي الي1.24 مليار دولار مقابل1.62 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق. وهذا التراجع هو انعكاس طبيعي لحالة التردي الامني وعدم الاستقرار السياسي التي تشهدها البلاد, والتي تؤدي لعدم ثقة المستثمرين في الاقتصاد وإحجامهم عن المغامرة بالاستثمار في ظل هذه الظروف. ولاشك أن إعادة ثقة المستثمرين, المصريين قبل العرب والاجانب تتطلب جهدا مستمرا علي مختلف الاصعدة, وهو ما يحتاج لتكاتف كل وزراء الحكومة, ومن قبلهم ومن بعدهم رئيس الحكومة نفسه. نخلص من كل هذا الي أن دمج ثلاث من أهم وأخطر الوزارات الاقتصادية في وزارة واحدة هي خطوة غير موفقة من جانب الحكومة, لاسباب عديدة, خاصة في ظل تشابك الملفات والتراجع الواضح في كل المؤشرات الاقتصادية, وفي ظل الازمات والمشاكل الحادة التي يعاني منها الاقتصاد في الوقت الراهن..التي تتطلب جهدا غير عادي.. واذا كان رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب قد وصف وزراء حكومته بأنهم مقاتلون في مهمة قتالية.. فانني أعتقد أن مهمة وزيرالصناعة والتجارة والاستثمار.. مهمة انتحارية قد تكون نتيجتها المحتومة هي انفجار الازمات الاقتصادية في وجوهنا جميعا.. الشعب.. والحكومة.. والوزير السوبرمان..!!