أعلنت منظمة السياحة العالمية أن 2017 هو عام السياحة المستدامة لجدواها الاستثمارية فى مجالات: النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، الرعاية الاجتماعية والتوظيف والحد من الفقر، الكفاءة فى استخدام الموارد، وحماية البيئة وتغير المناخ، القيم الثقافية والتنوع والتراث، الفهم المتبادل والسلام والأمن، كما أعلنت أن اليونان أظهرت نموا مستداما في السياحة الدولية بلغ عدد السائحين بها 24 مليون سائح تقريبا عام 2015، بزيادة قدرها 7٪ مقارنة بالعام السابق، وحصلت منها على نحو 16 مليار دولار امريكى ، حيث إن مصر تتمتع بمقومات طبيعية مختلفة منها الشمس والشواطئ والآثار وجمال الصحراء وكلها تعد مقومات للسياحة البيئية وهى أحد مجالات السياحة المستدامة، مما يتطلب الاهتمام بها. قال حسام الشاعر رئيس مجلس إدارة مجموعة بلو سكاى التى تمتلك 12 فندقا: نطبق المعايير العالمية للسياحة المستدامة، تعاقدنا مع شركة متخصصة لتطبيق معايير السياحة المستدامة من الخارج، قامت بعمل المعايير والضوابط لبرنامج استخدام الطاقة الشمسية بنسبة 30٪ لتوفير استهلاك الكهرباء، مشيرا إلى أن التكلفة للتحويل من الكهرباء العادية إلى استخدام الطاقة الشمسية تختلف من فندق إلى آخر حسب المساحة وعدد الغرف، ووجه الاستخدام، مؤكدا أن التكاليف التى يدفعها المستثمر يستردها خلال فترة تتراوح بين 3 و 4 سنوات، وتخفض من استهلاك الكهرباء، كما تم عمل برامج يتم تطبيقها لتوفير استهلاك المياه، مع تقديم الارشادات للنزلاء للمحافظة على البيئة. وأشار الشاعر إلى تقسيم توزيع القمامة كل فى مكانه مما يؤدى إلى التوفير فى الاستهلاك، ويظهر تحضر الفندق، ويجذب السائحين. ويرى محمد سمير عبد الفتاح رئيس - سلسلة فنادق ريد سى - أن السياحة المستدامة أمر هام حيث التعامل مع سائحين قادمين من المانيا والنرويج وسويسرا، وهى دول تهتم بأن تكون صديقة للبيئة وللفنادق التى تستخدم المعايير الدولية وتعاقدنا مع شركات لتدوير القمامة. أما الطاقة فتم تحويل فنادقنا لاستخدام لمبات الليد الموفرة للكهرباء، وحاليا نقوم بعمل الدراسات التكنولوجية مع شركة ألمانية لاستخدام أفضل الطرق للطاقة الشمسية، كما نهتم بمعالجة المياه ولدينا محطات لمعالجتها ثم نستخدمها بعد ذلك فى الزراعة، وأكد أن رأسمالهم هو المحافظة على البيئة لجلب السياحة الأجنبية. وتعاقدنا مع شركة انجليزية عالمية لعمل دورات تدريبية، وإرشادية لجميع العاملين لتطبيق معايير السياحة البيئية، كما نطالب العملاء بالتوقف عن إطعام السمك حتى لا نغير من طبيعته، وكذلك عدم لمس الكائنات الحية داخل البحر أثناء الغوص. قال الدكتور محمود القيسونى خبير سياحة بيئية - مستشار وزير السياحة ووزير البيئة سابقا - كان يأتى السائحون قبل عام 2010 من انجلترا وفرنسا والمانيا للإقامة لمدة تتراوح بين شهر وشهر ونصف الشهر، بل ويكرر بعضهم الزيارة كل عام للإقامة فى الأقصر أو أسوان أو البحر الأحمر، للحصول على الشمس التى تغيب عن بلادهم معظم أيام السنة، بل إن بعضهم يشترى وحدات اسكان فندقى للإقامة المستمرة بها ومعظمهم من كبار السن. أشار إلى أن البعض لا يعلم أنه فى عام 1997 أعلنت منظمة الأممالمتحدة أن السياحة البيئية - جزء من السياحة المستدامة- ستصبح السياحة الرئيسية من عام 2002، وتم عمل أكبر مؤتمر سياحى فى كندا شاركت فيه مصر، وكان يأتى السائح لمدة تتراوح بين 20و 25 يوما إلى مصر يقضى منها 5 أيام، يذهب هو وأسرته إلى المناطق الأثرية فى القاهرة والاقصر وأسوان، ثم يقضى 15 - 20 يوما مع الطبيعة، إما بدخوله لعمق الصحراء أو الغوص فى البحر الأحمر الذى وصل إليه 3 ملايين سائح للغوص عام 2010 بخلاف أسرهم التى ترافقهم، مضيفا خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة الطبيعة المصرية جذبت سياحة عالمية بأعداد غفيرة، وتم نشر كتب كثيرة عن الطبيعة الموجودة فى مصر، وجمال الصحراء والأساطير المرتبطة بالصحراء المصرية والمغامرات والغوص، ولأننا نتميز بوجود الشعاب المرجانية جاء ترتيبنا عالميا رقم 10، كما أننا فوق أكبر خط هجرة طيور فى العالم، كل هذه مقومات تدعم السياحة المستدامة. يضيف أن الوضع فى مصر مختلف حيث تتدخل وزارة السياحة ووزارات اخرى لتفرض تعليماتها على النشاط السياحى، فعلى سبيل المثال لعمل رحلة سياحة الصحراء تحتاج إلى 27 تصريحا وموافقة، وموافقات معقدة للغوص، وأخرى لمركب للنزهة، تستخرج من جهات متعددة وتستغرق مدة تتراوح بين 24 و 30 يوما، وبالمقارنة بعام 1995 كان دخول الصحراء يحتاج إلى موافقتين يتم الانتهاء منهما خلال 24 ساعة، يمكث بهما 15 يوما، ويصرف 20 ألف دولار، ويعود سعيدا راغبا فى تكرارها لزيارة مناطق صحراوية محددة طبقا للقرار الجمهورى رقم 444 لسنة 2014 . أشار إلى أن متوسط اعداد السائحين لأنشطة سياحة الصحارى عام 2009 - 2010 بلغ 1.5 مليون سائح من المانيا وايطاليا وروسيا وانجلترا وفرنسا واليابان وأوكرانيا وبلجيكا وهولندا، والدول الاسكندنافية بإجمالى متوسط صرف 1.5 مليار يورو. وقال القيسونى إن المجلس الأعلى للسياحة السابق عام 2006، تنبأ بأن أحد مصادر الدخل الرئيسى لمصر هى السياحة، ولكن مع تدخل الوزارات المتعددة بإدخال مطالبات بتصاريح وموافقات وصلت إلى 27 موافقة وتصريحا بدلا من اثنين، وفرض سياستها دون نقاش أدى إلى فض المجلس. يتوقع من إنشاء المجلس الأعلى للسياحة الحالى دعما ودفعا للسياحة، وحل المعوقات التى تواجهه خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيترأسه.