أ ش أ أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة إننا نحتفل خلال شهر يوليو/تموز كل عام بالعيد القومي لمحافظة القاهرة ، والذي يوافق هذا العام مرور 1044عاما على افتتاح الخليفة المعز لدين الله الفاطمي لعاصمة مصر " القاهرة " في عام 362ه/ 972م ، حيث تعد العاصمة الرابعة لمصر منذ الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص. واستعرض في تصريح خاص اليوم الأحد - تاريخ "القاهرة " وأبرز معالمها الأثرية ، مشيرا إلى أنه بعد أن دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلى عام 969م - بعد قضائهم على الدولة الإخشيدية - فكر جوهر في بناء عاصمة جديدة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله ، الذي كان لايزال يقيم في بلاد المغرب ، تمهيداً لانتقاله إلى مصر، وأضاف أنه بعد الانتهاء من بناء المدينة أطلق عليها جوهر اسم ( المنصورية ) نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمي والد الخليفة المعز لدين الله، وظلت تعرف بهذا الاسم حتى قدم الخليفة المعز إلى مصر فغير اسمها وجعلها القاهرة المعزية ، مشيرا إلى أنه يرجع السبب في اختيار المعز لهذا الاسم تفاؤلاً منه بأن عاصمته الجديدة ستكون قاهرة العواصم والمدن السابقة لها جميعاً، وهو اسم يدل على القوة والمجد ، كما أن هناك رأيا آخر يقول أن سبب التسمية يعود إلى أن بناءها بدأ فيه عند طلوع كوكب القاهر فسميت القاهرة. وأوضح أن القاهرة الفاطمية القديمة كانت وقت إنشائها محدودة المساحة تمتد من باب الفتوح شمالاً إلى باب زويلة جنوباً ، ويمر بوسطها شارع المعز - الذي يضم حالياً حوالي 29 أثرا إسلاميا - ويحدها من الشرق جبال المقطم ومن الغرب الخليج الكبير ومن الجنوب مدينة القطائع، وأشار إلى أبرز المعالم الأثرية الفريدة لمدينة القاهرة ومن أهمها (بوابات القاهرة ) فمدينة القاهرة كانت مثل أي مدينة في العصور الوسطي لها سور خارجي وأربع جهات ، ويتم الدخول إليها من عدة أبواب، بعضها اندثر ولم يعد قائماً مثل باب القوس ، البرقية ، المحروق ، سعادة ، القنطرة ، الفرج ، الخوخة ، ولكن لحسن الحظ فإن أبواب القاهرة لم تندثر جميعها ومازال بعضها قائماً حتى الآن مثل باب الفتوح ، باب النصر ، وباب زويلة ، والتي تكون قطعة من أعظم التحصينات الحربية في العصر الإسلامي ، وهي من أعمال الأمير بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ما بين سنة 480 - 484 ه/ 1087م – 1091م، ولا يوجد لهذه الأبواب حالياً مثيل على الإطلاق. وعن شارع المعز لدين الله، قال عبد اللطيف إن قصة هذا الشارع تبدأ عندما أنشأ القائد جوهر الصقلي القاهرة المعزية، فجعل في السور الشمالي بابين متباعدين هما باب النصر والفتوح، وفي السور الجنوبي بابين متجاورين هما بابا زويلة.