أحمد محمد عدلي مازالت مفاجآت وتداعيات استقالة القاضي محمد عبد المنعم السحيمي الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية تتوالي، حيث حصلت الأهرام العربي منذ دقائق على صورة ضوئية من نص خطاب جديد أرسله السحيمي إلى وزير العدل المستشار أحمد الزند اليوم الثلاثاء، بنفس الأسلوب والبلاغة التي صاغ بها السحيمي استقالته التي كان قد تقدم بها للمجلس الأعلى للقضاء منذ أيام. وفيما بدا الهدف من الخطاب غامضا، إلا أنه يشير إلى رغبة السحيمي في توضيح موقفه للرأي العام المصري وزملائه القضاة بعدما أعلن عن اعتذاره للوزير مساء أمس الاثنين. وجاء في نص خطاب السحيمي الجديد: إلى وزير العدل.. لم تكن استقالتى التى أديتها إليك مناورة ليلوكنى الناس بألسنتهم، ولا لأكون مضغة الأفواه، وإنما أخذتنى بها عزيزات الأنفس إذا أبت أن تضيق الدنيا من ظلم أهلها، ولا أديتها كذلك لأتخذ عليك موقعا لترانى، فلقد هان عندى أعز ما ترك والدى، و آخر ما أشبهه به، فإن القضاء وجه، يرى فينا ونعرف به. وحين استحكمت إجراءات قبولها حتى لزم أن يلتقى القاضى وزيره سعيت إليك لا طمعا، ولا لأحنى القامة فى مقابل أن أعود، ثم عاتبتنى فأجلى عتابك ما كان من ظلم، فبدت الاستقالة مثل سوأة واريتها، فألزم حسن خلقك نفسى أن تعود. أما عن خبر بثته الجرائد أنى وأمى جئناك معتذرين، وأنا لزمنا بابك كعزيز قوم ذل، فهو شجرة خبيثة بذرها رجالك ليتخذوها زينة عند سيدهم، وقد سولت لهم أنفسهم أن ما يفعلونه نفعله، ونأتى إليك مثلما يأتون، وإنك لتعلم أنه ما أبعده عن شرفى، وأن نساءنا عرض، لا يعتذرن فى مجالس الرجال. إن الذين نالونى ممن حولك نالوك لو يعلمون، ما كان لأمى ولا لامرأتى أن يأتياك إلا لقُربى بيننا، عهد أبينا الذى عند ربه، لقد رافقانى الطريق إليك. قلبان يخفقان، وإنى بما أشفقت طاوعتهما، فأتيا فلزما مواضع السيارة خارج الديوان، وأنك من دعوتهما بفضل منك، لا يخلو إلى مجلسك أحد إلا بإذنك، غير أن السلطة لا تغنى والدا عن ولده، فعظم صدرك بعظيم شكواى. لقد أعدتنى إلى نفسى وما أعز الرجوع إليها، فإن المنصة قطعة من السماء، إذا ثبتنى عليها، فإنها كوثرى، عطاء حيث أرضى، وإنى بلغت جميع الأمل فانقطع من بعدها الرجاء. مازالت بقلبك بعض من أبوة عاملتنى بها، والسلطة فى يد صاحبها لا تترك له قلبا يلين، فبما رحمة منك رددت على استقالتى، وما رددت سوى قميص يوسف ليعقوب أبيه، وإنى لك من الشاكرين. القاضى/ محمد عبدالمنعم السحيمى الرئيس بمحكمة قنا الابتدائية 2 / 2 / 2016