سهير عبد الحميد - كتابى عن قصة مولد المسيح للأطفال طبع بالإنجليزية والإسبانية فى أمريكا وللأسف لم يترجم للعربية
- كاتب من جزيرة برمودا أعجب بأيقوناتىفطلب منى أرسم لوحات قصة قام بتأليفها للأطفال عن أحداث الميلاد لأن الأدب الأوروبى يخلو من قصة مباشرة عنه
- السيدة العذراء ترسم فى الفن القبطى وقد وضع على ملابسها 3 نجوم على الرأس والكتفين لأنها دائمة بتول
جاءتها البشارة بذلك الوليد، لتزوغ ملامح البتول وتتساءل «قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أكن بغيا» وتمضى الأيام تلو الأخرى وتأتيها آلام المخاض ويأتيها المدد السماوى «وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا » ويأتى النور حاملا رسالة المحبة والسلام التى كانت الدنيا عطشى إليها. يولد المسيح بنور إلهى بلا أب ليكون معجزة للعالمين .السيد المسيح عيسى بن مريم ابن أفضل وأطهر نساء العالمين ..مشاهد مليئة بالأحداث مفعمة بالشغف والروحانية لم تكن يد الفنان لتتركها دون أن تجسدها فى لوحات بديعة، خصوصا فى تلك الأيقونات التى هى صور رمزية للشخصيات المقدسة وهى ما تبقى من الفن الشعبى المصرى التى يراها مؤرخو الفن تطويرا لما يعرف «بورتريهات الفيوم». تلك البورتريهات التى كانت تحمل صورة وجه المتوفى لتعرف الروح طريقها إلى الجسد. وقد ظهرت بورتريهات الفيوم فى أواخر العصر الرومانى. ومع دخول المسيحية مصر بدأ الفن القبطى الوليد يتأثر بفكرة البورتريهات، فظهرت الأيقونة التى جاءت لتحمل الملامح ذاتها الموجودة فى بورتريهات الفيوم وهذا يدل على مصريتها الشديدة . الفن القبطى يحاور المصلى ويجذبه إليه ويعلمه الطقوس والعقيدة والرمزية
الفنان عادل نصيف سفير الفن القبطى حول العالم أحد الذين شغفوا بقصة الميلاد ونسجوا منها مئات الأيقونات التى زينت جدران أبرز الكنائس داخل مصر وخارجها . كما زينت أيقوناته كنيسة مار مينا بيكنج ماريوط وكنيسة الأنبا أنطونيوس بالمنيا وكنيسة القديس أنطونيوس بالبحيرة وله أعمال فريسك بدير الأنبا توماس بالخطاطبة والملاك ميخائيل بكفر الدوار .وله جدارية فريسك. فى أمستردام أبعادها 2 متر * 5 أمتار، وعام 2012 أدرجت وزارة الثقافة الفرنسية جداريته فى كنيسة الملاك ميخائيل بفرنسا ضمن أهم المزارات. ويعد كتاب» رحلة الميلاد» أحد أهم إنجازات عادل نصيف فى هذا المجال، والذى روى فيه قصة ميلاد السيد المسيح بالأيقونة للأطفال. وقد طبع الكتاب فى نيويورك 2008 وأقيم معرض واحتفالية خاصة له . وعقب صدوره حصل على لقب أفضل كتاب هدايا أعياد على مستوى أمريكا . وطبعت منه أكثر من 40 ألف نسخة. وصدر باللغتين الإنجليزية والإسبانية . حول الأيقونة القبطية والمشاهد المستوحاة من قصة الميلاد..كان لى معه هذا الحوار :
متى بدأت مشاهد الميلاد تتصدر الأيقونة القبطية؟ جاء ذلك فى عصور متأخرة من ظهور المسيحية، ففى القرون الأربعة الأولى للميلاد كان هناك اضطهاد للمسيحية ثم خلافات مذهبية. فى أواخر القرنين السادس والسابع بدأ ظهور أيقونة الميلاد ولم تكن بصورتها الحالية. فى القرن الثالث عشر أصبح هناك اهتمام زائد بها . ومعظم فنانى النهضة قدموا أيقونات عن الميلاد منهم : دافنشى ورفايلو وألبرخت دورر. وماذا عن الأيقونة القبطية والفارق بينها وبين نظيرتها الأوروبية فيما يخص أحداث الميلاد؟ الفن القبطى يحاور المصلى ويجذبه إليه ويعلمه الطقوس والعقيدة والرمزية وأهم شىء على الإطلاق أنه فن التعبير عن الروح، كل ما نرسمه يمثل الكنيسة المنتصرة، حيث يظهر القديسين بلا ظل على الأرض... باختصار هو فن البعد عن الواقع، لأن الواقع مادى، أما الفن الغربى فيجسد الموضوع كمشهد مسرحى واقعى يفتقد روحانية فنوننا القبطية. وبالتالى فإن الأيقونة القبطية نجد فيها أحداثا متباعدة زمنيا فى قصة الميلاد، لأن الغرض هو توصيل الحالة الروحية للموضوع ذاته، لأنها تعتمد على أحداث الكتاب المقدس. أما الأيقونة الأوروبية فترسم أحداثا معينة من الموضوع. وذلك لأنها تهتم بإبراز الحدث الواقعى أكثر من الروحى... كما يستلهم الفنان الأوروبى لحظة الميلاد من البيئة والطبيعة الأوربية. ما الملامح الرئيسية لقصة الميلاد فى الأيقونة القبطية؟ الأيقونة القبطية تشمل المشهد كاملا. فنجد صورة السيدة العذراء وترسم فى الفن القبطى وقد وضع على ملابسها 3 نجوم على الراس والكتفين الأيمن والأيسر، لأنها دائمة بتول قبل وبعد وأثناء الولادة، كما نرى شيخا كبيرا يتأمل لحظة الميلاد والرعاة الذين شهدوا الميلاد والنجم الذى أرشدهم لميلاد السيد المسيح والملائكة الذين عرفوا الرعاة بمكان الميلاد. وكذلك المجوس الذين أتوا من المشرق، وقد كانت لديهم تنبؤات فلكية حول الحدث فراحوا لهيرودس وقال لهم لو لقيتوا الطفل حاقتله، والمجوس جاءوا بعد لحظة الميلاد بأربعة أشهر، لكن كما قلنا الأيقونة القبطية قد تضم أحداثا زمنية متباعدة. ونرى مع المجوس هدايا من الذهب الذى يرمز لأن الطفل سيكون ملكا . والبخور لأنه يصير كاهنا والمر كرمز لأحداث الصلب. كيف واتتك فكرة تقديم كتاب عن قصة الميلاد للأطفال؟ اتصل بى كاتب من جزيرة برمودا، أخبرنى أنه معجب بأيقوناتى. وطلب منى أن أرسم لوحات قصة قام بتأليفها للأطفال عن أحداث الميلاد، لأن الأدب الأوروبى يخلو من قصة مباشرة عن حادث الميلاد. فقررت رسم الكتاب بأيقونة قبطية وبدأت أرسم 22 أيقونة بمساحات 65 فى 40 والكبيرة 110 فى 60 .. والكتاب يروى فصوله حمار يوسف النجار، وهو بطل القصة واسمه «زيكا». ويبدأ الكتاب بنبوءة النبى أشعيا حول هروب العائلة المقدسة إلى مصر وكانت النبوءة، ذلك قبل الميلاد بقرون «ها العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى اسمه «عمانوئيل» أى الله معنا. فى بداية القصة أرسم أشعيا يكتب النبوءة وفوقه ملاك يعطيه الرؤية. ثم مشهد للقاء يوسف النجار والسيدة العذراء، يليه مشهد البشارة والملاك يبشر العذراء بميلاد السيد المسيح. وتتوالى المشاهد لنصل إلى الملك هيرودس عرف، وهو يأمر الجنود بالبحث عن الطفل وقتل جميع الأطفال من عمر يوم وحتى سنتين. مشهد يوسف النجار يأخذ العذراء وهى حامل ليسجلا اسميهما فى بيت لحم مقر الميلاد، فجاءت آلام المخاض. ويظهر يوسف النجار وهو يطرق باب أحدهم الذى يقوم بإدخالهم إلى الحظيرة، حيث يعد يوسف النجار المزود حتى يتم الميلاد، ليأتى مشهد الكوخ منيرا بالضياء من أجل حادث الميلاد. تم الميلاد والعذراء مضطجعة ويوسف النجار جنبها والملائكة تظهر فى المشهد ويبشر الرعاة بالميلاد ليذهبوا لرؤية الطفل.