مهدى مصطفى مات أحمد الجلبى.. تغلبت عليه أزمة قلبية صبيحة الثلاثاء الماضى ببغداد. موت الجلبى يعنى نهاية «عصر الجلبيات». 2 الجلبى، كان ثالث ثلاثة معارضين عراقيين اجتمعوا فى «غار جورج دبليو بوش». أقنعوا القاتل الأمريكى بغزو العراق، الأحمق كان جاهزا بنبوءة توراتية. قال الثلاثة: العراق يملك أسلحة دمار شامل. صدام حسين هو أسامة بن لادن. صدام هو من خطط لعملية 11 سبتمبر2001. 3 الجلبى، مفردة تعود إلى أصول تركية أو فارسية، تعنى الأصل النبيل أو الشريف، أطلقوها على الأغنياء والتجار، وفى مصر نقول: فلان: شلبى، بنفس المعنى التركى أو الفارسى، ومن حسن الحظ لا نملك جلبيات من فصيلة العراقى الأشهر، فقد فشلت كل محاولات الاستزراع الأمريكية فى السنوات الأخيرة. 4 الزعيم العراقى عبد الكريم قاسم أنهى مسيرة الجلبية عام 1958. انتشرت السلالة فى شتى أصقاع الأرض. التحق الجلبى الراحل ببريطانيا، وكانت شمسها تغيب، فسلمته ببريد مستعجل إلى أمريكا. 5 فى بلاد العم سام كانت تنتظره حظيرة ألبرت ووهلستيتر. يتعلم على يديه فن الدعاية للحروب والقتل. ووهلستيتر هو الأب الروحى والمنظر للقنابل الأمريكية، والوكيل الحصرى لإشعال الحرب الباردة. 6 الجلبى، كان عصفورا سريع الطيران من غضن إلى آخر، فمن ووهلستيتر طار إلى أغصان دونالد رامسفيلد، وديك تشينى، وريتشارد بيرل، وفى تلك اللحظة بات الجلبى العربى الوحيد النافد فى حديقة المحافظين الجدد الجهنمية. 7 فى واشنطن يتعهده بالرعاية جيمس وليسى، رئيس المخابرات الأمريكى الأسبق، يشكل له جيشا يسمى بجيش تحرير العراق، يختار له المجر للتدريب على القتل. جيش المرتزقة هذا سيعود مع غزو العراق 2003 ليشكل نواة ( فرق الموت). 8 قبل عشر سنوات نشرت (الأهرام العربى) وثيقة دامغة بعنوان (الجلبى يقود فرق الموت فى العراق)، وكانت وثيقة مفصلة بأسماء القتلة، وأسماء الضحايا، وأماكن القتل. 9 عرف العراقيون هوية القاتل، دب الرعب بين جماعة فرق الموت، راحوا يختفون عن الأعين، فروا خارج العراق، سكتت كواتم الصوت عن القتل المباح.