\r\n الآن بدت الحقيقة والواقع ساطعين لكلا الطرفين وتحطمت تلك الصداقة محطمة معها خداع الذات‚ وقبل ايام قامت القوات الاميركية وقوات الامن العراقية بالاغارة على منزل ومكاتب الجلبي في بغداد كجزء على ما يبدو من تحقيق يجري حول خروقات لم تحدد بصورة كاملة حتى الآن‚ \r\n \r\n وقبلها بوقت قصير اوقفت الولاياتالمتحدة دفع المخصصات الشهرية للمؤتمر الوطني العراقي‚ التنظيم السياسي للجلبي‚ والبالغة 335 الف دولار كان من المفترض ان تدفع هذه الاموال مقابل جمع معلومات استخباراتية ثبت لاحقا ان معظم تلك المعلومات التي قدمها الجلبي كانت خاطئة بدرجة قاتلة‚ \r\n \r\n ان الجلبي كان احد كبار المروجين لنظرية ان العراق يمتلك كميات ضخمة من اسلحة الدمار الشامل‚ والبيان الذي القاه وزير الخارجية الاميركي كولن باول امام الاممالمتحدة حول مختبرات الاسلحة المتنقلة في العراق استند الى معلومات كاذبة وملفقة قدمها مخبرون مرتبطون بالجلبي‚ \r\n \r\n ويبدو ان الجلبي استنتج مؤخرا وهو السياسي الذي لا يملك اي قاعدة سياسية ان معاداة الاميركيين هي المفتاح للشعبية السياسية‚ الجلبي ايضا يعارض بقوة الاخضر الابراهيمي مبعوث الاممالمتحدة للعراق الذي تعتمد عليه الولاياتالمتحدة في تشكيل حكومة عراقية جديدة بحلول 30 يونيو‚ وفي الوقت الذي تقاطعت المصالح الاميركية مع مصالح الجلبي فان العلاقة بين الطرفين سادها الجفاء‚ \r\n \r\n ورغم كل ذلك فان رؤية القوات الاميركية وقوات الامن العراقية وهي تشق طريقها الى منزل احد القادة السياسيين يعد امرا مزعجا ومؤشرا على وجود مشاكل وقول الولاياتالمتحدة ما جرى كان عملية عراقية امر لا يصدقه احد‚ لقد فشل المسؤولون الاميركيون في تفسير من الذي يمكنه اصدار الاوامر للشرطة لمهاجمة احد اعضاء مجلس الحكم ووزارة الداخلية العراقية نفت بدورها وجود اي دور لها‚ \r\n \r\n الكثيرون من اعضاء ادارة بوش كان غضبهم يتنامى على الطريقة التي كان فيها الجلبي يعض اليد التي غذته لفترة طويلة‚ البعض منهم يقولون ان الصورة الوردية التي رسمها الجلبي واعوانه في المنفى حول «الاستقبال العراقي الحافل» للقوات الاميركية الذي لم يسبق للبشرية ان رأت مثيلا له ساهم في سوء الحسابات الاميركية في الحرب التي بدأت تتحول الى كارثة‚ ويظهر ذلك جليا في قرار رامسفيلد وزير الدفاع بارسال قوات اميركية قليلة لضمان الاستقرارفي البلاد بعد هروب صدام‚ \r\n \r\n الجلبي كسياسي وكبائع معلومات لا قيمة له ولكن لا يمكن جعله كبش فداء‚ كان يتوجب على ادارة بوش ان تعرف ما الذي كانت تفعله عندما اعطت الكثير من المصداقية لشخصية تثور حولها الكثير من التساؤلات استخدمت كل تكتيك ممكن لخدمة مصالحها الذاتية في دفع الاميركيين لغزو العراق‚ \r\n \r\n رامسفيلد اراد يائسا ان يثبت نظريته حول الحروب الخفيفة واراد كل شخص في البيت الابيض ان يصدق ما كان يروجه المنفيون العراقيون من ان العراق يتوسل الى اميركا لكي تغزوه‚ وحتى في هذا الوقت المتأخر فانه لامر جيد ان تبعد واشنطن نفسها عن ذلك الرجل الذي اصبح رمزا لكل هذا العمق الكارثي‚ \r\n \r\n المضحك كثيرا ما صرح به الجلبي او بالاحرى الانتهازي الجلبي عندما قال «اتركوا شعبي حرا»‚ ويبدو ان الجلبي يريد الآن تسويق نفسه كوطني عراقي ومشروع شهيد!‚ \r\n