سوزى الجنيدى هل أصبح العالم على حافة حرب عالمية ثالثة بسبب أوكرانيا؟ فأمريكا تستخدم مخلب الناتو وتريد أن تكون أوروبا ساحة الحرب، والاتحاد الأوروبى يحاول المراوغة لمنع حدوث ذلك، ولهذا تسعى للوصول إلى اتفاق بأسرع ما يمكن، ولكن فرص الصدام أصبحت عالية وهو ما تجسد واضحا فى عدة أحداث فى غاية الأهمية الأسبوع الماضى مثل اجتماع وزراء دفاع الناتو، واجتماع ميونيخ للأمن ولقاءات القمة الروسية الألمانية، حيث أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) «ينس ستولتنبرغ»، فى اجتماع وزراء الدفاع للحلف فى بروكسل الأسبوع الماضى عن نية الحلف تشكيل قوة «تدخل سريع»، مؤلفة من 5 آلاف جندي، مع بداية العام المقبل بجانب زيادة عدد قوات الناتو من 13 ألفا إلى 30 ألفا. وإقامة 6 مراكز "قيادة وتحكم" إقليمية في دول البلطيق، وبولونيا، ورومانيا، وبلغاريا، لتكون نقاط اتصال بين الجيوش الوطنية، وقوات حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى كونها مراكز تنظيم تدريبات، وتسهيل توجيه قوات الحلف بين البلدان. وأشار صراحة إلى أن "زيادة قدرات الحلف، تعتبر رد فعل على انتهاكات روسيا للقانون الدولي، وضمه شبه جزيرة القرم، وهي متوافقة تماما مع التزامات الناتو الدولية". الناتو بهذه الخطوة يضع العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة، ولعل من مظاهرها أنه لأول مرة من 55 عاما تتخلي دول مثل فنلندا عن حيادها بين الشرق والغرب، وتنتقد روسيا وبوتين بكلمات قاسية جدا تصل لحد الإهانة، بعد أن رفضت منذ شهر تقريبا دعوة أمريكية لمناورات جوية مشتركة مع السويد وأستونيا، ووقتها اعترض الرئيس الفنلندي لعدم علمه بهدف المناورات، وحتي لا يثير غضب روسيا، لكن منذ أسبوع أعلن وزير الدفاع الفنلندي صراحة أن روسيا هي أكبر تهديد لفنلندا، وأن السلاح الروسي لا يمكن التعامل معه في فنلندا التى تفضل شراء السلاح والطائرات الأمريكية، وأن فنلندا ستشارك في المناورات الحربية وستسمح للطيران والمراكب الأمريكية باستخدام المجال الجوى الفنلندى. وكذلك حشد الناتو العتاد العسكري والطيران في أستونيا لمحاولة الالتفاف حول روسياوأوكرانيا بجانب قواته في النرويج في الشمال، بينما حشدت روسيا قوات على حدودها الشمالية مع فنلنداوالنرويج، أى أن ساحة الحرب ستكون أوروبية بينما الولاياتالمتحدة تجلس فى التكيف تلعب فيديو جيم. اجتماع ميونيخ للأمن الذى أعقب اجتماع الناتو بأربع وعشرين ساعة، واللقاءات التى تمت على هامشها ركزت على قضية أوكرانيا، وعدم السماح بالمحاولات الروسية لإعادة كتابة القواعد الدولية. روسيا تبدو وسط كل هذا لا مبالية بالعقوبات التى فرضت عليها برغم من تأثيراتها الاقتصادية، وتصر على الاستمرار فى سياستها المؤيدة للانفصال فى أوكرانيا، والاستمرار فى زيادة مخاوف الغرب من توسعة التدخل الروسى فى دول البلطيق، وهو ما ينذر فى حالة التصعيد بحرب عالمية ثالثة.