ميرفت فهد في ظل موجة البرد التي تتعرض لها سوريا، تبذل اللجنة الدولية ما في وسعها لمساعدة الملايين من الناس على الرغم من تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الأمنية وتدني فرص الحصول على المساعدات الإنسانية. فقد دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقد شعرت بالقلق البالغ إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين المعلن عنهم في حلب جميع الأطراف إلى الامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني. وتتسبب درجات البرودة القياسية أيضاً في تزايد البؤس الذي يعاني منه الملايين من النازحين داخل سورية ومن اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة. وقال السيد "ماغني بارث"، رئيس بعثة اللجنة الدولية في سوريا: "إن عدد القتلى في ارتفاع. وقد قتل ما يزيد عن مائة شخص من المدنيين في حلب خلال الأيام الأخيرة. وقد أصيب ما لا يقل عن نصف مليون شخص بجروح، ونزح الملايين، واحتجز عشرات الآلاف من الناس في البلد. وبدأت الإمدادات من المواد الغذائية وغيرها من الضروريات الأساسية في التناقص بشكل خطير، ولا سيما في المناطق المحاصرة." وأردف السيد "بارث" قائلاً: "ومع ذلك، فلا يزال من الصعب للغاية إغاثة الناس في سورية على الرغم من الطابع بالغ الاستعجال لهذه الحالة." وصرح السيد "بارث" قائلاً: "نرحب بالبيانات الأخيرة الصادرة عن السلطات السورية التي تقرّ بضرورة زيادة حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لضحايا هذا النزاع. ويحدونا الأمل بأن تسفر هذهالبيانات عن زيادة فرص الوصول إلى الضحايا". وأضاف يقول: "ومع ذلك، فلا يزال من غير المسموح به لموظفي اللجنة الدولية الدخول إلى المناطق المحاصرة لتقديم المساعدات، بما فيها الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها، إلى جميع الأشخاص المحتاجين، أيّاً كانوا". وحتى يتسنى إجراء تحسينات ذات مغزى لهذا الوضع، فسيكون من الضروري السماح للمرضى والجرحى، أينما كانوا، بتلقي الرعاية الطبية، والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المناطق المحاصرة، والترخيص للمنظمات الإنسانية المستقلة مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة الأشخاص المحتجزين في إطار النزاع القائم. وأفاد السيد "بارث" قائلاً: "لا يمكن لفئات واسعة من السكان، ولا سيما في المناطق المتضررة بشكل مباشر من القتال، بما فيها تلك الواقعة شرق حلب، أن تحصل على الرعاية الصحية المناسبة". وأضاف قائلاً: "لا يتلقى الجرحى في معظم الأحيان الرعاية المناسبة، ولا يحصل المصابون بأمراض مزمنة في الغالب على العلاج الذي يحتاجونه." ويؤثر أيضاً انعدام الأمن تأثيراً بالغاً على قدرة المنظمات الإنسانية على العمل في سورية. ويتضح هذا بشكل مأساوي في مقتل 32 متطوعاً من الهلال الأحمر العربي السوري منذ بداية النزاع، واختطاف جماعة مسلحة لثلاثة موظفين تابعين للجنة الدولية في إدلب في 13 أكتوبر. وعلى الرغم من هذه الحوادث، فإن الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية يواصلان العمل مع مجالس المياه المحلية لتوفير مياه الشرب المأمونة لما يزيد عن 20 مليون سوري. واتخذ مهندسو المياه والصرف الصحي التابعون للجنة الدولية خلال الشهرين الماضيين تدابير لضمان حصول أكثر من 1,5 مليون شخص يعيشون في مدينة حماة على مياه نظيفة من الحنفيات بعد أن تسبب القتال في إلحاق أضرار بشبكة المياه المحلية. وقامت اللجنة الدولية مع الهلال الأحمر العربي السوري، في الوقت نفسه، بتوزيع مواد غذائية على حوالي مليون شخص داخل البلد.