ميرفت فهد قبل أن يبدأ باراك أوباما الرئيس الأمريكى بتوجيه ضربته العسكرية ضد سوريا، تلقى العديد من النصائح من كبار القادة والهيئات فى العالم علاوة على عدد من الشخصيات الحاصلة على جائزة نوبل للسلام. وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان -الذي وصف الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 بأنه "غير قانوني" و"انتهاك" لميثاق الأممالمتحدة- قد أعلن بشكل قاطع أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا . كما دعت ستة من الحاصلات على جائزة نوبل للسلام -باسم مبادرة نساء نوبل- الولاياتالمتحدة وحلفائها لاستخدام النظام القانوني الدولي، وعلى رأسه المحكمة الجنائية الدولية، للرد على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وفي الوقت نفسه، قالت "مجموعة الأزمات الدولية" ومقرها بروكسل، أنه إذا مضت الولاياتالمتحدة قدماً في الهجوم العسكري، فإنها ستكون قد اتخذت مثل هذا الإجراء لأسباب لا علاقة لها إلي حد كبير بمصالح الشعب السوري. وحذرت مجموعة الأزمات الدولية، "لقد قررت الإدارة الأمريكية ضرورة معاقبة وردع ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية -وهذا هو هدف يمكن الدفاع عنه، على الرغم من أن السوريون قد عانوا أثناء النزاع من فظائع جماعية أكثر فتكا بكثير دون أن يؤدي ذلك للدفع إلى إجراءات جماعية للدفاع عنهم". وبدوره، قال كوفي عنان، أنه حتى إذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تتخطى مجلس الأمن بالأممالمتحدة، فإن هذا المجلس المكون من 15 عضواً لديه "مسؤولية أخلاقية للعثور على أرضية مشتركة، ووضع رفاه الشعب السوري في طليعة قراراته". كذلك فقد صرح كوفي عنان متحدثاً باسم "مجموعة الحكماء" المكونة من 11 عضواً: "نحث كل الدول الأعضاء (في مجلس الأمن) على إنتظار تقرير مفتشي الاممالمتحدة حول إستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ومداولات مجلس الأمن، قبل التوصل إلى استنتاجات وإتخاذ قرار بشأن مسار العمل". و"مجموعة الحكماء" -التي أسسها عام 2007 رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا و يرأسها كوفي عنان حالياً- تضم الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، ورئيس الوزراء النرويجي السابق غرو هارلم برونتلاند، والرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريك كاردوسو، والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، والرئيسة الايرلندية السابقة ماري روبنسون، والرئيس المكسيكي السابق ارنستو زيديلو . كما قال عنان في بيان أن مجموعة الحكماء تشعر بالإستياء الشديد لإستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في سوريا .. "إننا ندين بشدة إستخدام مثل هذه الأسلحة اللا إنسانية والإجرامية. ويجب محاسبة المسؤولين سواء على المستوى الفردي أو الجماعي". وتقول الجماعة أن مفتشي الأممالمتحدة سوف يحددون الوقائع وينبغي على الولاياتالمتحدة أن تنتظر صدور تقريرهم إلى الأمين العام بان كي مون. ولا يوجد جدول زمني لصدور التقرير الذي يركز في المقام الأول على التحقق من وجود هجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا يوم 21 أغسطس. وتقول الولاياتالمتحدة إن لديها أدلة تثبت أن قوات الأمن السورية هي المسؤولة عن الهجوم، لكن الرئيس السوري بشار الأسد إتهم قوات المتمردين بإستخدام أسلحة الدمار الشامل. والصراع السوري، الذي يستمر منذ سنتين ونصف، قد أدى لموت 100,000 شخصا أو أكثر، وإصابة عدة آلاف، ونزوح أكثر من مليون لاجئ إلى الدول المجاورة، ونزوح أكثر من أربعة ملايين داخل سوريا . هذا ولقد شدد كوفي عنان علي أنه "لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع.. ولذلك يجب بذل كل جهد ممكن لوقف المزيد من إراقة الدماء وإعادة تنشيط العملية السياسية لوضع حد للصراع الذي دمر سوريا بوحشية". أما الحائزات على جائزة نوبل للسلام -بما فيهن جودي وليامز (الولاياتالمتحدة)، وشيرين عبادي (إيران )، وتوكل كرمان (اليمن)، وميريد ماجواير (إيرلندا)، وليما جبوي (ليبيريا)، وريجوبرتا منشو توم (جواتيمالا)، فقد طلبن من مجلس الأمن الدولي أن يحيل قضية الأسلحة الكيميائية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت جودي وليامز -التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1997 لجهودها ضد إستخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد- "نأمل أن يدرك المشرعون الأمريكيون - ونظراؤهم البريطانيون- أن الشعب لا يرغب في حل هذه المشكلة من خلال المزيد من القنابل والمزيد من العنف". وأضافت، "الأميركيون يعرفون أن أي تدخل لن يكون مجرد خطوة استراتيجية، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر في الأرواح وربما حتى الإنتقام من الأمريكيين". هذا وتقول مجموعة الحائزات على جائزة نوبل للسلام أن استخدام الأسلحة الكيميائية هو "جريمة حرب ينبغي التصدي لها عبر النظام القانوني الدولي الذي تم تأسيسه لمثل هذه القضايا على وجه التحدي.