لم يختلف الامر كثيرا في الصحافة السعودية عن الصحافة المرئية حيث افردت الصحف هنا الاثنين مساحات كبيرة لمتابعة المشهد المصري ونشرت تفاصيل ماجري طوال يوم 30 يونيو ، وقدمت وصفا تفصيليا لحتشد ملايين المصريين في ميادين المدن المصرية، والعديد من عواصم العالم الخارجي، مطالبين الرئيس محمد مرسي بالرحيل، بعد عام واحد من تسلمه السلطة. كما ابرزت الصحف السعودية دعوة جبهة الإنقاذ المعارضة الشعب المصري لمواصلة التظاهر حتى سقوط النظام وانتقال السلطة. واشارت الي وقوع اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين في عدد من المحافظات قتل خلالها 4 مواطنين وأصيب المئات، حتى منتصف الليل. واشارت الي تأكيد الرئيس محمد مرسي، خلال حوار أجرته معه صحيفة "الجارديان"، أنه لن تكون هناك "ثورة ثانية" في مصر، رافضا دعاوى المعارضة المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأكد أنه "لن يسمح بأي انحراف عن الدستور، وأن استقالته المبكرة من شأنها أن تقوض شرعية خلفائه وتخلق فوضى لا نهاية لها"، كما ابرزت الصحف تصريحات المتحدث باسم الرئاسة إيهاب فهمي في مؤتمر صحفي أن الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الأزمة، مبينا "لا سبيل إلا أن يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيا للتوصل إلى تفاهمات مشتركة". وحظي المشهد المصري الراهن باهتمام عدد من الصحف السعودية وخصصت افتتاحياتها للحديث عنه وعما يحدث في الشارع المصري حالياً ، حيث أبرزت صحيفة "الوطن" تحت عنوان " مصر تنزلق " أن مصر اليوم تمر بأزمة حقيقية وهي وحدها من سيدفع ثمن ذلك إن لم يجنح الجميع إلى تغليب المصلحة العامة على الخاصة الضيقة. واوضحت الصحيفة ان ملايين المصريين خرجوا بالأمس إلى الشوارع والميادين باحثين عن مكاسب ثورة 25 يناير، كما يرى المعارضون للرئيس مرسي أن التجربة الإخوانية أثبتت بما لا يدع مجالا للانتظار وإعطاء المزيد من الفرصة بأن الإخوان يفتقدون الحنكة السياسية والخبرة في إدارة بلد بحجم مصر. والمحت الي أن الإدارة الأميركية قد بدأت بالفعل سحب البساط من تحت أقدام الإخوان، بل وأعطت الضوء الأخضر للجيش في إشارة لحماية إرادة الشعب المصري. من جانبها أعادت صحيفة "المدينة" إلى الأذهان مشهد مصر 25 يناير من خلال التظاهرات الحاشدة، والشعارات، والهتافات، والاعتصامات الغاضبة، بما يعتبر بمثابة ثورة جديدة للشعب المصري، مع الفارق أن مشهد أمس عكس انقسامًا في صفوف هذا الشعب، بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه. واوضحت الصحيفة أن ما حدث في مصر أمس، وما يمكن أن يحدث لاحقًا يمثل قضية تشغل بال العالم كله، فقد أثبتت التجربة، وشهد التاريخ أن ما يحدث في مصر يتأثر به العالم كله، وليست منطقة الشرق الأوسط وحدها. واستشهدت الصحيفة بأحداث " وول ستريت" في نيويورك، التي اعتبرها بعض المحللين صورة طبق الأصل لما كان يجري في ميدان التحرير بالقاهرة في ذلك الوقت. بينما تساءلت صحيفة "الرياض" ماذا حدث لمصر حاضنة العروبة وهمومها وتطلعاتها، وماذا جرى لمصر المشتغلة بالتنوير والحداثة، وتصدير المعرفة والوعي والثقافة..؟ واشارت الصحيفة إلى مكانة مصر المتميزة في العالم العربي، وأنها مركز ثقله الاقتصادي والسياسي والمعرفي، ورئته التي يتنفس من خلالها، وقلبه النابض بالعنفوان والإباء والحس العروبي. ودعت الصحيفة، الله تعالى، أن يحفظ مصر من منطق التطرف وغاياته، وهوس السلطة بدون امتلاك الرؤى والبرامج والخطط لبناء نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وتربوي يتماهى مع العصر ومنتجه. وفي مقال الكاتب سعد الموسي في صحيفة الوطن اشار الي خطأ جماعة الاخوان المسلمين الفادح والاستراتيجي حين اعلنت علي لسان مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع أن الدكتور محمد مرسي هو المرشح الاحتياط للحزب وللجماعة في انتخابات الرئاسة إن لم يتمكن المهندس، خيرت الشاطر، من تجاوز عقباته القانونية نحو استيفاء شروط الترشيح. وابدي الكاتب اندهاشه من تدخل المرشد واعلانه بنفسه هذا الترشيح متشبها بمواقف مرشد الملالي الايرانية والذي يمارس سلطاته فوق الرئيس نفسه ، كما توقع الكاتب يومها ان يفوز مرشح الاخوان لسببين لا علاقة لهما لا بالإدارة ولا أيضاً بعوالم السياسة الأول، لان الشعب كان ظامئ للتغيير الجذري، وهنا تبدو الجماعة أقرب الحلول، الثاني، هو استغلال الاخوان الامية والفقر لدغدغة العواطف وحصد الاصوات ومن جانبه اكد الكاتب جاسر الجاسر بجريدة الجزيرة لا يزال المصريون ومحبوهم يعيشون قلقاً وتوتراً وتوجساً لما سيتبع يوم 30يونيو، ورغم بعض التجاوزات التي حدثت ومن أهمها حرق مكاتب جماعة الإخوان المسلمين ومقرات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان، ومقتل سبعة أشخاص حتى الان، فإن الأوضاع أمكن السيطرة عليها رغم أن جميع المحافظات المصرية تقريباً شهدت تظاهرات وتجمعات واعتصامات أكثرها عدداً ما شهدته القاهرة والإسكندرية.