أفردت الصحف الصحافة السعودية اليوم الاثنين مساحات كبيرة لمتابعة المشهد المصري، ونشرت تفاصيل ماجري طوال يوم 30 يونيو، وقدمت وصفا تفصيليا لاحتشاد ملايين المصريين في ميادين المدن المصرية، والعديد من عواصم العالم الخارجي، مطالبين الرئيس محمد مرسي بالرحيل، بعد عام واحد من تسلمه السلطة. كما أبرزت الصحف السعودية دعوة جبهة الإنقاذ المعارضة الشعب المصري لمواصلة التظاهر حتى سقوط النظام وانتقال السلطة. وأشارت إلي وقوع اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين في عدد من المحافظات قتل خلالها 8 مواطنين وأصيب المئات، حتى منتصف الليل. وأشارت إلي تأكيد الرئيس محمد مرسي، خلال حوار أجرته معه صحيفة "الجارديان"، أنه لن تكون هناك "ثورة ثانية" في مصر، كما أبرزت الصحف تصريحات المتحدث باسم الرئاسة إيهاب فهمي في مؤتمر صحفي أن الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الأزمة، مبينا "لا سبيل إلا أن يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيا للتوصل إلى تفاهمات مشتركة" . وخصصت عدد من الصحف السعودية وخصصت افتتاحياتها للحديث عنه وعما يحدث في الشارع المصري حالياً ، حيث أبرزت صحيفة "الوطن" تحت عنوان " مصر تنزلق " أن مصر اليوم تمر بأزمة حقيقية وهي وحدها من سيدفع ثمن ذلك إن لم يجنح الجميع إلى تغليب المصلحة العامة على الخاصة الضيقة. وألمحت إلي أن الإدارة الأميركية قد بدأت بالفعل سحب البساط من تحت أقدام الإخوان، بل وأعطت الضوء الأخضر للجيش في إشارة لحماية إرادة الشعب المصري. من جانبها أعادت صحيفة "المدينة" إلى الأذهان مشهد مصر 25 يناير من خلال التظاهرات الحاشدة، والشعارات، والهتافات، والاعتصامات الغاضبة، بما يعتبر بمثابة ثورة جديدة للشعب المصري، مع الفارق أن مشهد أمس عكس انقسامًا في صفوف هذا الشعب، بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي ومعارضيه. وأوضحت الصحيفة أن ما حدث في مصر أمس، وما يمكن أن يحدث لاحقًا يمثل قضية تشغل بال العالم كله، فقد أثبتت التجربة، وشهد التاريخ أن ما يحدث في مصر يتأثر به العالم كله، وليست منطقة الشرق الأوسط وحدها. بينما تساءلت صحيفة "الرياض" ماذا حدث لمصر حاضنة العروبة وهمومها وتطلعاتها، وماذا جرى لمصر المشتغلة بالتنوير والحداثة، وتصدير المعرفة والوعي والثقافة..؟ وأشارت الصحيفة إلى مكانة مصر المتميزة في العالم العربي، وأنها مركز ثقله الاقتصادي والسياسي والمعرفي، ورئته التي يتنفس من خلالها، وقلبه النابض بالعنفوان والإباء والحس العروبي. وفي مقال الكاتب سعد الموسي، في صحيفة الوطن، أشار إلي خطأ جماعة الاخوان المسلمين الفادح والاستراتيجي، حين أعلنت علي لسان مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع، أن الدكتور محمد مرسي هو المرشح الاحتياط للحزب وللجماعة في انتخابات الرئاسة إن لم يتمكن المهندس، خيرت الشاطر، من تجاوز عقباته القانونية نحو استيفاء شروط الترشيح. وأبدي الكاتب اندهاشه من تدخل المرشد وإعلانه بنفسه هذا الترشيح متشبها بمواقف مرشد الملالي الايرانية والذي يمارس سلطاته فوق الرئيس نفسه، كما توقع الكاتب يومها أن يفوز مرشح الاخوان لسببين لا علاقة لهما لا بالإدارة ولا أيضاً بعوالم السياسة الأول، لأن الشعب كان ظامئا للتغيير الجذري، وهنا تبدو الجماعة أقرب الحلول، الثاني، هو استغلال الإخوان الأمية والفقر لدغدغة العواطف وحصد الأصوات. ومن جانبه أكد الكاتب جاسر الجاسر، بجريدة الجزيرة، لا يزال المصريون ومحبوهم يعيشون قلقاً وتوتراً وتوجساً لما سيتبع يوم 30يونيو، ورغم بعض التجاوزات التي حدثت ومن أهمها حرق مكاتب جماعة الإخوان المسلمين ومقرات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان، ومقتل سبعة أشخاص حتى الآن، فإن الأوضاع أمكن السيطرة عليها رغم أن جميع المحافظات المصرية تقريباً شهدت تظاهرات وتجمعات واعتصامات أكثرها عدداً ما شهدته القاهرة والإسكندرية.