د. سمير محمود - تفاقمت مشكلات العاملين المصريين بالسعودية من مختلف المهن والمستويات العلمية وعددهم بالآلوف من إجمالى 2.5 مليون مصرى يقيمون ويعملون بالمملكة، بات على البعض منهم ممن يخالف نظم العمل والإقامة، ناهيك عن علاقات العمل غير السليمة لدى بعض الكفلاء، بات على هؤلاء ضرورة تصحيح أوضاعهم وفق تعليمات وتحذيرات وزارة العمل السعودية وفترة المهلة الممنوحة لتصحيح الأوضاع وهى ثلاثة أشهر أوشكت على الانتهاء. فقد وجد عشرات الألوف أنفسهم ملاحقين بممثلى الجوازات ووزارة العمل التى تطبق بصرامة اشتراطات الإقامة وإثبات سواء طبيعة المهن الواردة فى الإقامات مع العمل الفعلى الذى يمارسه أى وافد للملكة، ومدى التزام الوافدين بالعمل لدى الكفلاء الذين أتوا على كفالتهم، الأمر الذى أدى إلى ضبط وترحيل حالات مخالفة من مختلف الجنسيات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. المشكلة الآن أن الكثيرين من المصريين يرغبون فى العودة للوطن ويرغبون فى تصحيح أوضاعهم بشكل قانونى سليم، وقد لجأوا إلى السفارة المصرية وقنصلياتها فى المملكة، وانتظروا لساعات طويلة خارج أسوارها على أمل تقديم طلبات تصحيح الأوضاع أو تيسير إجراءات الترحيل بكرامة، تجنباً لملاحقات السلطات السعودية، إلا أن أعدادهم الكثيفة حالت دون إنجاز طلباتهم، ومن هنا بادرت مجموعة مخلصة من أبناء مصر وتواصلوا مع السفير المصرى والقناصل المساعدين، معلنين عن تدشين آلية إلكترونية جديدة لاستقبال طلبات الراغبين فى الترحيل ضمن مبادرة تحمل اسم «رحلنى شكراً»، يقف خلفها مصطفى النفياوي، المنسق التنفيذى لاتحاد المصريين فى الخارج، الذى حدثنا عن التجربة وحجم المعاناة التى تواجهها. هل لديكم رقم أو تصور دقيق لحجم العمالة المخالفة أو التى تحتاج إلى الترحيل نسبة إلى إجمالى عدد المصريين فى السعودية? الأعداد غير النظامية فى المملكة العربية السعودية تقدر بنحو 500 ألف مواطن مصرى من واقع 2.5 مليون وهو رقم تقريبى بالطبع. أى الفئات المهنية تتركز فيها الحالات الراغبة فى الترحيل وغير القادرة عليه؟ هناك فئات عدة من مهندسين ومحاسبين ومندوبين مبيعات يضاف إليهم أصحاب الأعمال الحرة والمهن الحرفية. ما طبيعة المشكلات بين الفئات الراغبة فى الترحيل وأصحاب العمل ؟ أغلب المشكلات تتلخص فى استغلال الكفلاء لاحتياجات المصريين وأغلبهم يرغب فى تصحيح الأوضاع أو تجديد الإقامة، ويتفاجأ بطلب الكفلاء لمبالغ ضخمة بسبب تضييق الحكومة السعودية على تصحيح الأوضاع والمهلة المسموحة، مما يجعل الكفلاء يستغلون المكفولين فى طلب أموال بغرض الاستثمار قبل فوات الآوان. بحسب مناطق المملكة .. فى أى المناطق تتركز مشكلات الراغبين فى الترحيل ..الرياضجدةالدمامالشرقيةالغربية ؟ وصلنا من المنطقة الشرقية وتشمل الإحساء والدمام والخبر طلبات من 11حالة وفى مكةوجدة والمدينة 12 حالة، وفى الرياض 27 حالة والمجموعة المتبقية بين أبها وخميس مشيط وسكاكا والخفجي ، وهذه ليست الأرقام الكلية وإنما الحالات التى رغبت فى مساعدتنا عبر مبادرة "رحلنى شكرا". رحلنى شكراً ..من أين أتت الفكرة، وما هدفها ومن وراءها ؟ خدمة "رحلنى شكراً" هى فكرتى التى جاءتنى بعد الاعتصام الأخير الذى نفذه الراغبون فى الترحيل أمام السفارة المصرية، حيث مئات الحالات التى سدت أبواب السفارة راغبة فى إنهاء معاناتها وترحيلها إلى مصر. هذا الاعتصام كشف مدى تعقد الأمور وعدم الاهتمام والتقصير من جانب موظفى القنصليات، الأمر الذى يسىء فى النهاية إلى الجالية المصرية هنا فى السعودية، من عدة زاويا أبرزها وأكثرها ظلماً، نظرة الجنسيات الأخرى للمصريين على أنهم شعب همجى رخيص ،والواقع أن من يبحث فى ظروف ومعاناة هؤلاء المتجمهرين يآسى لهم ويدرك أن وراء كل واحد قصة معاناة مؤلمة تستحق التعاطف. فكرة رحلنى شكراً باختصار عبارة عن خدمة إلكترونية على موقع http://exit.eaunited.com وهى لكل من أراد الترحيل بسبب تعنت الكفلاء أو رفضهم لتصحيح الأوضاع وغيرها من الحالات المستعصية التى تجبر المصريين إلى العودة لأوطانهم فى وقت لا تستجيب لهم السفارات أو القنصليات. ومن جانبنا قمنا بتدشين الخدمة لتعبئة النموذج والبيانات مباشرة على الشبكة على أمل تقديمها إلى القنصليات المعنية لمساعدة هؤلاء الناس، من خلال آلية أسرع، لا يتعرض فيها المصرى للمهانة والانتظار بالساعات أمام سفارة بلده وقنصلياتها. هل وجدتم الاستجابة اللائقة من السفارة والقنصلية المصرية مع مبادرتكم أم أن الأمر لا يتجاوز مجرد محاولات غير رسمية من جانبكم للمشاركة فى حل مشكلات الراغبين فى الترحيل ؟ وجدنا الاستجابة المبدئية من السفير عفيفى عبدالوهاب الذى رحب بالفكرة كما نشر بالصحف، ولكن عند التطبيق على أرض الواقع تفاجأنا بعدم الاهتمام أو الرد على ما اتفقنا عليه مسبقا. حيث أكد لى سعادة السفير، ضرورة إرسال كل المجموعات المحددة في «رحلنى شكرا» وغيرها من حالات الترحيل إلى القنصليات المعنية بكل منطقة سواء جدة أم الرياض، للتواصل مع القنصل طارق سراج بالقنصلية العامة بالرياض. وقد تم الاتفاق على إرسال مشتركى خدمة «رحلنى شكرا» بالمناطق التابعة لقنصلية الرياض وأيضا المناطق التابعة إلى قنصلية جدة لإنهاء الإجراءات واستلام استمارة التخريج والتوجه إلى إدارة الوافدين ومن ثم الترحيلات. وسيقوم فريق عمل الجمعية المصرية للعاملين بالخارج، بالتواصل مع الراغبين فى الترحيل لتوجيههم إلى هذه التعليمات المهمة، لكن الأهم استجابة واقعية من السفارة والقنصليات فى الرياضوجدة. مع بدء العد التنازلى لانتهاء المهلة التى منحتها وزارة العمل لتصحيح الأوضاع، قد تكون هناك ضغوط كبيرة على السفارة أو القنصلية لإنهاء عمليات الترحيل بشكل كريم .. ما رأيك؟ هذا ما سعينا إليه من أجل مساعدة السفارة المصرية والقنصليات تحديداً بالسعودية لأن أغلب الطلبات التى وصلتنا من السعودية فقط لكن لم تستفد السفارة من رغبتنا فى المساعدة بل التجاهل كان هو ما تحصلنا عليه حين عرضنا خدماتنا لمساعدة المصريين