أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الفترة الماضية شهدت بارقة أمل للبدء في تفعيل مسار الحل السياسي للأزمة السورية المستعصيوذلك على أساس ما تم الاتفاق عليه في البيان الختامي لاجتماع مجموعة العمل الدولية فى جنيف فى نهاية شهر يونيو الماضي. وشدد في كلمة له أمام الدورة 139 لمجلس وزراء الخارجية العرب اليوم على أن بارقة الأمل تلك لا زالت ضعيفة وتحتاج الى الدعم معربا عن أمله في أن لا يتم تبديدها تحت أوهام الغلبة والحل العسكري وأعمال العنف والقتل ضد المدنيين السوريين والتي لا يزال النظام السوري يتحمل المسئولية الأولى عن تصاعدها وبلوغها هذا المنحى الخطير الذي أصبح يهدد مستقبل سوريا ووحدتها ومستقبل الشعب السوري الذي يقاسي اليوم أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات تحت أعين المجتمع العربي والدولي. وأعرب عن أسفه لأن الأطراف الفاعلة على المستوى الدولي وعلى مستوى مجلس الأمن بالتحديد وهو المعني الأول بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين على الاتفاق على رؤية مشتركة تساعد الشعب السوري على الخروج من نفق هذه الأزمة المستعصية. وقال انه رغم الماساة التي نشهدها يجب أن لا نفقد الأمل بخيار الحل السياسي وبالجهود التي يبذلها الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي المشترك والذي حدد منطلقات هذا الحل في تقريره الأخير أمام مجلس الأمن وهو أن هذا الحل لابد وأن يكون سورياً بامتياز وأن يحظى بدعم الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة في مجريات الأزمة السورية لتسهيل عملية التوصل إلى الاتفاق على حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية لإدارة مهمات المرحلة الانتقالية ونقل السلطة كاملة وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة الاجتماعية والتغيير الديمقراطي المنشود. وحذر من اننا لا نملك رفاهية الانتظار وعلى الحكومة السورية أن تحسم موقفها وتستجيب بشكل فعلي وواضح للمبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف الوطني السوري الشيخ أحمد معاذ الخطيب والتي حظيت بدعم واسع من أبناء الشعب السوري وبمساندة من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية. وأعرب عن اعتاده بأن تبديد هذه الفرصة المتاحة لسرعة التوصل الي الاتفاق على خطوات الحل سيكون لها بلا شك عواقب وخيمة وتداعياتٍ خطيرة على سوريا الشقيقة وشعبها العزيز ومستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. وقال انه سيقدم امام اجتماع وزراء الخارجية العرب تقريراً حول الجهود المبذولة لتطوير جامعة الدول العربية وتحديث آليات عملها، وذلك حتى تتمكن الجامعة العربية من مواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية وما يفرضه الواقع العربي الراهن من تحديات لابد من التعامل معها برؤية جديدة وآليات عمل متطورة فيجب ان نعترف اننا أمام مرحلة جديدة من التحديات ومرحلة جديدة من العلاقات العربية والدولية. وأضاف انه في هذا السياق ستتناول مناقشة المجلس اليوم أبرز النتائج التي توصل إليها تقرير اللجنة المستقلة التي شكلته لهذا الغرض مشفوعةً باقتراحات لدراستها واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.