نظرا لسجلها الدامى فى قتل المدنيين و لأن الدول الأعضاء في مجلس الأمن المكون من 15 عضوا، قد أعطت في نوفمبر/تشرين الثانى الماضي، "الضوء الأخضر" لإستخدام "طائرات بدون طيار غير مسلحة" لرصد تحركات الجماعات المسلحة من قبل بعثة تحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي التابعة للأمم المتحدة وقوامها 17.500 رجلا، وذلك في وجه القتال العنيف الدائر مع "المتمردين"، فإن العديد من الخبراء بدأوا فى تسليط الضوء على خطورة إستخدام مثل هذا النوع من الأسلحة. و وفقا لعدة تقارير، هناك أكثر من 40 دولة تستخدم أو تصنع طائرات بدون طيار. فقد كشف لاري ديكرسون، الخبير في نظم الدفاع الدولي في مؤسسة أبحاث توقعات التسويق التابع لوزارة الدفاع الامريكية، لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن هناك -إلى جانب الولاياتالمتحدة- قائمة طويلة من الدول التي تنتج "طائرات بدون طيار". وتشمل هذه الدول: المملكة المتحدة، إسرائيل، فرنسا، ألمانيا، بولندا، جمهورية التشيك، كندا، اليونان، بلغاريا، اسبانيا، ايطاليا، روسيا، الصين، كوريا الجنوبية، النمسا، الهند، جنوب أفريقيا، اليابان، وسنغافورة. وقال ديكرسون أيضا أن الولاياتالمتحدة لديها الحصة الأكبر في سوق إنتاج الطائرات بدون طيار، بما يزيد عن أي بلد آخر في العالم. وأفاد بأن السوق العالمية للطائرات بدون طيار تبلغ قيمتها رقما مذهلا بنحو 70،9 مليار دولار على مدى العشرة أعوام المقبلة: 39.2 مليار دولار للعمليات المتصلة بإنتاج هذه الطائرات؛ 28.7 مليار دولار للإنفاق علي البحث والتطوير، ونحو 3.0 مليار دولار للحصول على عقود خدمات الطائرات بدون طيار. ومن الجدير بالذكر أن المحامي البريطاني والمقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، بن ايمرسون، يتولي حاليا مهمة إعداد تقرير إستقصائي بشأن استخدام "الطائرات بدون طيار". ويركز هذا التقرير على 25 غارة شنتها الطائرات بلا طيار تحديدا في أفغانستانوباكستان واليمن والصومال والأراضي الفلسطينية (بإستخدام طائرات بدون طيار إسرائيلية)، حيث تسفر هذه الهجمات عن مقتل مواطنين مدنيين. و من المتوقع أن يتم عرض هذا التقرير على الجمعية العامة في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر /تشرين الثانى القادم. هذا ويذكر أن منظمة العفو الدولية أفادت أن عدد غارات الطائرات بدون طيار قد تجاوزت أكثر من 300 غارة في باكستان وحدها على مدى السنوات القليلة الماضية، وأسفرت عن مقتل مواطنين مدنيين فضلا عن متشددين مشتبه بهم، علي حد السواء. وفي تصريح لوكالة إنتر بريس سيرفس، قالت سوزان لي -مديرة برنامج الأمريكيتين في منظمة العفو الدولية-أنه حتى الآن بينت المبررات المقدمة علنا من قبل كبار المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما، أن سياسة الولاياتالمتحدة تبدو وأنها تسمح بتنفيذ عمليات "إعدام خارج نطاق القضاء".. إنتهاكا للقانون الدولي. هذا وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "قلقه" تجاه استخدام طائرات بدون طيار مسلحة في عمليات "القتل المستهدف"، لكونها "تثير تساؤلات حول الامتثال لمبدأ أساسي من مبادئ التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين". وصرح مساعد المتحدث باسم الاممالمتحدة، فرحان حق، للصحفيين في الشهر الماضي ان هجمات الطائرات بدون طيار ورد أنها تسبب "خسائر جوهرية.. مما يثير تساؤلات حول قدرة ضمان الامتثال التام لمبدأ التناسب" أو التكافؤ.