قال ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي إن الحملة العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة منعت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) من شن هجمات جديدة بالرغم من زعم حماس أنها حققت نصرا مضيفا أن الجبهة الآن في أهدأ حالاتها منذ 20 عاما. وأدى تبادل غير متوازن للقصف على مدار ثمانية أيام لمقتل 170 فلسطينيا وستة اسرائيلين قبل أن تتوسط مصر في هدنة يوم 21 نوفمبر تشرين الثاني. وتقول حماس التي تمكنت ولاول مرة من اطلاق صواريخ صوب تل ابيب والقدس خلال الصراع إنها انتصرت في غياب اجتياح بري اسرائيلي كان من الممكن أن يطيح بحكومتها في غزة. وقال الضابط الاسرائيلي إنه يجب اعطاء حماس فرصة لحفظ ماء الوجه بعدما فشلت في الحاق مزيد من الضرر بالدولة العبرية. وأضاف الضابط الذي لا يمكن ذكر اسمه طبقا للوائح العسكرية "ابتهاجهم ليس بسبب النصر لكن لشعورهم بالارتياح لتمكنهم من الخروج من الملاجيء." وأضاف "تلقوا ضربة كبيرة وكان عليهم أن يحافظوا على كبريائهم." وخرج عشرات الألوف من الفلسطينيين إلى شوارع قطاع غزة يوم الجمعة الماضي للترحيب بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعيش في المنفي في أول زيارة يقوم بها للقطاع. وأعلن مشعل النصر في تجمع حاشد وتعهد باستعادة السيطرة على كل الاراضي التي تقوم عليها دولة اسرائيل حاليا. ومنح وقف اطلاق النار الفلسطينيين امكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية الحدودية ومياه الصيد التي فرضت عليها اسرائيل الحصار فيما سبق وربما تقود محادثات الهدنة إلى رفع الحصار الاسرائيلي على القطاع الساحلي بصورة أكبر. ووقعت مواجهات متفرقة منذ ذلك الحين إذ قتلت القوات الاسرائيلية فلسطينيين بعد اقترابهما من الحاجز الحدودي. وقال الضابط الاسرائيلي إن مثل هذه الحوادث نادرة وتفتقر لدعم حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة التي قال إن اسرائيل "روعتها تماما" وتحاول تثبيت الهدنة أو على الاقل تجنب انتهاكها. وتابع قائلا "هدوء مثل ذلك الذي تمتعنا به خلال الشهر الماضي لم يحدث على مدار 20 عاما." وحصل الفلسطينيون على حكم ذاتي محدود عام 1993. وكانت غزة موطن انتفاضة فلسطينية اندلعت عام 2000 دفعت اسرائيل للانسحاب من القطاع بعد خمس سنوات. وبسطت حماس سيطرتها على القطاع بعد اقتتال داخلي مع حركة فتح عام 2007 وتخوض قتالا مع اسرائيل منذ ذلك الحين.