الأمطار الغزيرة جرفت النفايات لمصادر المياه والوضع الأمنى يعوق الوصول إلى الحالات المصابة المنظمة دعمت 26 مركزًا لعلاج المناطق المتضررة ودربت الكوادر الصحية لمكافحة العدوى والوقاية
فى ظل حالة الاضطراب المستمر فى اليمن والصراع الدائر على أراضيها بين الحوثيين والجيش اليمني، فضلاً عما يفعله داعش، وحالة التردى البيئى والصحى فى معظم مدن وقرى اليمن.. وانعدام النظافة وخصوصًا مع سقوط قتلى وغياب الوعى تنتشر الأوبئة، وهذا ما حدث بالفعل فى اليمن الشقيق، إذ ظهرت الكوليرا فى بعض هذه المناطق فى أكتوبر الماضي، ثم انتشر الوباء الذى اقتطف آلاف الأرواح.. ومن جانبنا تواصلنا مع المسئولين فى منظمة الصحة العالمية بمقرها فى القاهرة، فأفادونا بهذا التقرير الشامل، الذى يوضح أنه منذ 27 إبريل الماضي، سُجلت أكثر من 10.700 حالة اشتباه بالكوليرا فى 17 محافظة يمنية، منها أكثر من 4000 حالة فقط، فى مدينة صنعاء (أمانة العاصمة)، كما سُجلت 122 حالة وفاة فى 16 محافظة، ووصل عدد حالات الكوليرا المؤكدة مختبرياً إلى 209 حالات. منذ الإعلان عن الموجة الثانية لوباء الكوليرا فى "اليمن"، قامت منظمة الصحة العالمية بتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل عاجل، بما فيها مستلزمات علاج الكوليرا، ومحاليل الإماهة الفموية، والسوائل الوريدية، بالإضافة إلى توفير الأثاث والمستلزمات الطبية لدعم توسيع نطاق مراكز علاج حالات الإسهال، ودعمت منظمة الصحة العالمية تأسيس 5 مراكز لعلاج حالات الإسهال خلال الأسبوعين الماضيين. ويكشف التقرير عن أن منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية تدعم لتأسيس نقاط معالجة الجفاف عن طريق الإماهة الفموية، لمعالجة حالات الجفاف الخفيفة والمتوسطة الناجمة عن الإصابة بالإسهال، وتم البدء ب 10 نقاط لمعالجة الجفاف فى صنعاء، وسيتم تأسيس نقاط مماثلة فى بقية المناطق المتأثرة، فيما ستتم إحالة الحالات الشديدة لمراكز علاج الإسهال. ويذكر التقرير أن الانهيار فى البُنية الأساسية بما فيها أنظمة المياه والصرف الصحي، أسهم فى انتشار أمراض الإسهال، وتلعب حالة الطقس دوراً، فالعوامل الممرضة التى تسبب الكوليرا أكثر عرضة للانتشار فى الطقس الحار، كما أن الأمطار الغزيرة الأخيرة تسببت فى جرف النفايات المتراكمة نحو بعض مصادر المياه. وينوه التقرير إلى أن قبل عودة ظهور الكوليرا، دعمت منظمة الصحة العالمية تأهيل 26 مركزاً لعلاج حالات الإسهال فى المحافظات المتضررة، ودربت مجموعة من الكوادر الصحية بناء على معايير المنظمة المتعلقة بتدبير الحالات ومكافحة العدوى والوقاية منها، كما دعمت منظمة الصحة العالمية تدريب وإرسال فرق الاستجابة السريعة للتقصى عن الحالات المحتملة، و"كلورة" مصادر المياه فى المناطق التى سُجلت فيها حالات اشتباه بالكوليرا. وتستمر منظمة الصحة العالمية فى دعم جهود السلطات الصحية من أجل تعزيز القدرات التشخيصية وتحسين نظام الترصد للأمراض وتوفير الأدوية للمناطق عالية خطر تفشى المرض، بالإضافة إلى تنظيم حملات للتثقيف الصحى للسكان المعرضين للخطر، وتدريب كوادر محلية على إدارة الحالات والاكتشاف والتبليغ المبكر عنها. ويؤكد التقرير أن منظمة الصحة العالمية فى حالة طوارئ قصوى، لاحتواء الارتفاع الأخير فى حالات الكوليرا المشتبهة، وأن احتواء انتشار الوباء يمثل أولوية قصوى للمنظمة، التى يعمل كل أفرادها على تنسيق الجهود مع كافة الأطراف والشركاء فى مجال الصحة، والمياه، والإصحاح البيئي، لتوسيع نطاق الاستجابة الفاعلة والمتكاملة للقضاء على وباء الكوليرا. ويلفت التقرير الانتباه إلى التحديات التى تواجه العاملين بمجال الصحة فى جميع أنحاء اليمن، يتمثل فى إمكانية الوصول للمرافق الصحية فى ظل الوضع الأمني، وأن العديد من الوفيات تحدث فى مجتمعات لا يمكن الوصول إليها، وتنعدم فيها المرافق الصحية بسبب الوضع الأمنى، أو تعرض هذه المرافق للضرر والدمار، كما أن أكثر من 55 % من المرافق الصحية لا تعمل أو أنها تعمل جزئياً، فضلاً عن عدم وجود أطباء فى 49 مديرية من أصل 276 مديرية. أما فيما يتعلق بالاحتياجات لإتمام القضاء على الكوليرا وتقديم العلاج الشامل، فيؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن المرافق الصحية المتضررة بحاجة إلى افتتاحها، وإعادة تقديم خدماتها (بما فيها إدارة الحالات) للسماح باستمرار الحصول على العلاج، كما أن المجتمعات بأشد الحاجة إلى تثقيف صحى حول كيفية انتقال الكوليرا وما الأعراض، ويؤكد القائمون على منظمة الصحة العالمية أنهم يعملون مع نظرائهم لتدشين حملة توعية وتثقيف صحي، كما هناك حاجة مُلحة للمياه الصالحة للشرب وسط السكان، وأيضًا حاجة للدعم المادى 4 - 5 ملايين دولار.