يواصل وباء الكوليرا الانتشار فى اليمن، فى ظل انهيار المنظومة الصحية مما يجعل مقاومة الوباء أمرا صعبا، فيما رفضت وزارة الصحة اليمنية، التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادى، إعلان نظيرتها فى حكومة المتمردين الحوثيين حالة الطوارئ الصحية بسبب انتشار وباء الكوليرا، ووصفت هذا الإعلان بأنه «غير شرعى». حملت حكومة هادى الحوثيين مسؤولية انهيار منظومة الصحة، بسبب الحرب، وطالبت منظمات الإغاثة الإقليمية والدولية، بمساعدتها فى مكافحة المرض. وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أنها تستجيب مع شركائها للزيادة المفاجئة فى انتشار الكوليرا فى اليمن، والتى أودت بحياة 184 حالة، منذ 27 إبريل الماضى، ووصلت عدد الحالات التى يشتبه بإصابتها إلى 11 ألف حالة. واتهمت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، على عبدالله صالح، بمنع إدخال الأدوية لذويهن المختطفين فى صنعاء والمصابين بوباء الكوليرا. وقدمت المنظمة الأدوية والإمدادات الطبية لاحتواء الوباء، وشملت مستلزمات علاج الكوليرا ومحاليل الإماهة الفموية والسوائل الوريدية، وتوفير الأثاث واللوازم الطبية لدعم توسيع نطاق مراكز علاج حالات الإسهال. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دو جاريك: «أبلغنا زملاءنا فى اليمن بأن نحو 7.6 مليون شخص يعيشون فى المناطق المعرضة لخطر انتقال الكوليرا، وإن عدم كفاية البنية التحتية للصرف الصحى، مع النزوح، وأماكن الإيواء والمستوطنات المكتظة، يؤدى إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا من شخص إلى آخر. واستجابة لذلك، تدعم الأممالمتحدة 33 مركزا لعلاج الإسهال فى اليمن، وافتتحت 10 مراكز للعلاج بالإماهة الفموية»، كما أنشأت مركزين للطوارئ فى عدنوصنعاء، ونشرت فرق الاستجابة السريعة لرصد ومعالجة مصادر المياه الملوثة. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» تخصيص 2 مليون دولار لمكافحة الكوليرا، وتوفير الماء المضاد للجفاف والأدوية المطلوبة لمكافحة الوباء، كما خصصت فرنسا 2 مليون يورو للمساهمة فى مكافحة الانتشار السريع للوباء، وأكد منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية المقيم فى اليمن، جيمى ماكجولدريك، أن سبب تفشى المرض هو عدم عمل 50% من المرافق الصحية، وعدم قدرة اليمنيين على الذهاب إلى المراكز الطبية، وعدم دفع رواتب العاملين فيها، قائلا إن «الإحصائية الفعلية لحالات الكوليرا تفوق الأرقام المعلنة». ومن جهة أخرى، قالت صحيفة «الخليج» الإماراتية، الإثنين، إن الرئيس المخلوع على عبدالله صالح أبدى استعداده لمغادرة اليمن إلى السعودية أو سلطنة عمان. ونقلت عن مصادر لم تسمها، تأكيدها وجود اتصالات سرية بين مسؤولين أمريكيين وصالح، انتهت بإقناعه بمغادرة اليمن للمساهمة فى حل سياسى للأزمة.