أسرار التسريبات الإعلامية الإسرائيلية لعرقلة جهود ترامب فى ملف السلام تشير مصادر مطلعة أن هناك جهودا أردنية لعقد عدد من اللقاءات المهمة على هامش القمة العربية التى ستعقد فى العاصمة الأردنيةعمان يومى 28 و29 مارس الحالى، حيث يتم الإعداد لعقد قمة مصرية - فلسطينية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس، بعد ما أثير عن خلافات فى الرؤى بين الجانبين أخيرا، واقتصرت المباحثات الفلسطينية - المصرية على زيارات متقطعة يقوم بها صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى القاهرة، بينما تم ولأول مرة منع جِبْرِيل الرجوب القيادى فى حركة فتح من دخول مصر وإعادته إلى عمان الأسبوع الماضى. وكانت تسريبات صحفية إسرائيلية قد حاولت استغلال الفرصة، وأشارت إلى وجود خلافات بسبب محاولات مصرية لإعادة القيادة الفلسطينيى محمد دحلان إلى صفوف حركة فتح بعد أن فصله الرئيس الفلسطينيى، ورفض عباس حضور قمة إقليمية فى مصر ورفضه أى مسارات إقليمية لحل القضية الفلسطينية، وتمسكه بمبادرة السلام العربية وبمفاوضات مع إسرائيل بمظلة دولية. ويشير المصدر المطلع إلى أن القمة العربية ستكون فرصة لتذويب الاختلافات فى الرؤى ، حيث يبذل العاهل الأردنىً الملك عبد الله جهودا لتوحيد المواقف العربية بشأن القضية الفلسطينية، مضيفا أنه يجرى حاليا أيضا محاولات لتحسين الأجواء بين القاهرة والرياض فى إطار الإعداد لعقد قمة مصرية - سعودية بين الرئيس السيسى والعاهل السعودى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وذلك على هامش القمة العربية المقبلة، و يضيف أن القمة العربية المقبلة فى نهاية مارس الحالى تأتى فى توقيت بالغ الأهمية حيث ستعقد قبل زيارة الرئيس السيسى إلى الولاياتالمتحدة فى إبريل المقبل، وبعد عقد المؤتمر الوزارى للدول ال 68 الأعضاء فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش ، بهدف تسريع الجهود الدولية لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين فى 22 و23 مارس فى واشنطن، وكذلك تأتى القمة بعد عقد لقاء فى مجلس الأمن فى شأن عملية السلام فى الشرق الأوسط 24 مارس الحالى، وبعد زيارة العاهل الأردنىلواشنطن فى فبراير الماضى، كما ستعقد القمة العربية قبل زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى واشنطن، بعد أن دعاه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفى الذى جرى بينهما منذ عدة أيام، وهو الاتصال الذى جاء بعد محاولات فلسطينية مستمرة للتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، حيث عقدت مباحثات على مستوى مسئولين أمنيين، ثم قام مدير وكالة المخابرات الأمريكية CIA بزيارة إلى رام الله منذ ثلاث أسابيع والتقى الرئيس الفلسطينيى، ثم جاء الاتصال الهاتفى بين ترامب والرئيس الفلسطيني، وأيضا التقت السفيرالأمريكية فى الأممالمتحدة نيكى هايلى ونظيره الفلسطينى السفير رياض منصور. وكان بيان للبيت الأبيض قد أشار الأسبوع الماضى أن الرئيس الأمريكى يريد إبرام صفقة للسلام لن تمنح الفلسطينيين والإسرائيليين فقط السلام، لكن سيكون لها صدى واسع فى المنطقة والعالم كله، ويشير المصدر المطلع إلى أن إسرائيل سارعت لعرقلة أى خطوات لعقد مؤتمر دولى أو إقليمى للسلام بتسريب أخبار حول عقد قمة ثلاثية أمريكية - فلسطينية - إسرائيلية، وأن الرئيس الأمريكى ترامب يريد إجراء مفاوضات مباشرة بدون آلية دولية للتفاوض ولا يتمسك بحل الدولتين، وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن مستشارى ترامب يبحثون الاكتفاء بعقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وعباس ونيتانياهو، ليتم من خلالها الإعلان عن بدء حوار مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين بموافقة أمريكية، بدلا من مؤتمر سلام إقليمى يعقد فى عمان أو القاهرة، وهى تسريبات تسعى لإشعار الجانب الفلسطينى والعربى بالخطر من جهود الإدارة الأمريكية الجديدة فى ملف عملية السلام، خصوصا أن الفلسطينيين يريدون آلية دولية للمفاوضات، لكن الواضح أن الرئيس الفلسطينى عباس لا يريد الوقوع فى الفخ الإسرائيلى والاصطدام مع الرئيس الأمريكى ترامب أو إغضابه، بل يريد كسبه إلى صف الحقوق الفلسطينية. ويوضح المصدر أن بالونات الاختبار التى تم تسريبها للصحف الإسرائيلية، خصوصا يديعوت أحرونوت جاءت متضاربة، فمرة يتحدثون عن إمكانية عقد مؤتمر إقليمى للسلام فى الأردن أو مصر بمشاركة ترامب خلال العام الحالى، حيث ينوى ترامب زيارة إسرائيل خلال النصف الثانى من العام الحالى، وأن ترامب يحاول تجنيد السعودية لدعم انعقاد مؤتمر هكذا، إذ ينظر الرئيس الأمريكى للسعودية كشريك مهم، ومرة يتحدثون عن أن مستشارى ترامب يفضلون قمة ثلاثية فقط وبدأ للمفاوضات تنضم إليها بعد ذلك دول إقليمية كالسعودية،