" هل حضنت ابنتك اليوم؟ هل طبطبت عليها ودلعتها وحكيت لها وسمعت منها؟ أرجوك اعمل كده في أقرب وقت حضورك المادي مش كفاية".. هذا ما كتبه الصحفي محمد طاهر لمدة 7 شهور على حسابه الشخصي على الفيسبوك بشكل يومي وعلى جدران أهم الشوارع والميادين ليجني ثماره الآن من رسائل ممتنه لحملته التي غيرت سلوكهم تجاه بناتهم.. يقول محمد طاهر ل" الأهرام العربي": "بدأت الحملة منذ 7 شهور وزادت شهرتها في الأيام الأخيرة، فكل ما كنت أقوم به هو نشر كلمات ثابتة يوميا تذكر الناس بأن يحضنوا بناتهم، وبعدها بدأت النشر في الشارع بطريقة الجرافيتي، لاعتقادي بأن تأثيره أعمق من مجرد منشور على الفيسبوك، وليصل لعدد أكبر من الناس منهم من لا يمتلك انترنت أو فيسبوك، وكتبت على الجدران "هل حضنت ابنتك اليوم؟" وقمت باختيار مناطق حيوية مثل وسط البلد وميدان لبنان وميدان رمسيس ونفق الهرم والعجوزة وفي بعض شوارع أكتوبر، وبدأت أتابع الهاشتاج على الفيسبوك ووجدت الكثير من الصور التي ألتقطها الناس للجداريات، وقابلت تعليقات من بنات كتبوا "هل حضنت ابنتك أصلا قبل كده؟" و"هل تعرف هي أصلا كام سنة"، وشعرت بأن منشوري يحفز الآباء ولكنه يجرح على الصعيد الآخر بعض البنات التي تفتقد حنان والدها ولذلك كتبت في نهاية كل منشور "أسف" .
ويستكمل محمد: "تلقيت العديد من ردود الفعل المتفاوتة، فهناك من يرى المنشور مكرر وعادي، وهناك من يرسلون لي رسائل تشجيع، ومنهم من قال لي أن منشوري يذكره بأن يحضن أولاده أو يجعله يخجل من ضربهم، وهناك من يرى أن المنشور مزعج ويذكرهم بمشاعر تنقصهم، وهناك من تحمس جدا وقام بكتابة الهاشتاج على الجدران أو على عملات النقود، ومنهم من قام بتطوير الفكرة فقامت فتاة بكتابة على بعض العملات الورقية "هل حضنت أختك اليوم؟"، ورسالتي لكل أب أحضن ابنتك واقترب منها وصادقها واحكي لها وأعطيها مساحة تحكي لك وهي مطمئنة ولا تهاب سلطتك القمعية عليها، لأن حضنك حصن من كل خوف خارجي يقابلها في حياتها خارج المنزل، والفتاة التي يحميها والدها وتشعر بأنه سندها من الصعب أن تقع في أخطاء كبيرة أو تنكسر".