مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوارة نجم تكتب : الحسين
نشر في أخبار النهاردة يوم 01 - 03 - 2013

رأيت فى ما يرى الثائر أن الحسين ملموم فوق جثته عساكر.. بيدغدغوه بالشوم كل اما ييجى يقوم
روح الحسين هى التى دفعتنا إلى اعتصام العباسية.. على الرغم من أننا نعلم أن والدة أبو إسماعيل أمريكية
تحية إلى مصطفى إبراهيم الشاعر الكبير قدرا والصغير سنا الذى وثّق زيارته لروح الحسين فى قصيدة رائعة
علاقتى بمولانا المعظم بدأت من يوم 24 يناير 2011.. وتطورت يوم 28 حينما رأيت الناس تنزل بنسائها تواجه الموت تماما كما فعل هو
الزمان:
أيام ما كان
لسه فى ناس ممكن تموت
مش لجْل لقمة ولجْل قوت
يعنى الزمان كان من زمان
المكان:
جوه العراق
صحرا على مدّ البصر
رملة بدون نقطة مطر
والخوف على رمية حجر
من كربلاء
السين بيبدأ
صوت نفس
مزيكا توحى بالقلق
دقات لقلب بينتفض
منظر لحبات العرق
على جبهة م الشمس استوت
الكاميرا تعمل زوم أوت
السين بدأ
***
الأبيات السالفة، هى مطلع قصيدة «الحسين»، رائعة الشاعر مصطفى إبراهيم، رفيق الميدان، والمشارح، والغاز، وحمل الجثث... إلخ إلخ إلخ.
«إنى أحب حسينا.. قرة كل عينا»
وما سبق مطلع أغنية صوفية.
أما الآتى فحديث نبوى صحيح رواه الترمذى، والزرقانى، وغيرهما من المحدثين، وصححه الألبانى: «حسين منى، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط».
ها قد خفق قلبى وأنا أكتب عبارة «أحب الله من أحب حسينا».
قد يندهش البعض إذا ما علموا أن علاقتى بمولانا المعظم الإمام الحسين بدأت من يوم 24 يناير 2011، وبدأت فى التطور من يوم 28 يناير 2011، حين رأيت الناس تنزل بنسائها وذراريها تواجه الموت تماما كما فعل.
كنت أحب سيدنا الحسين كما يحبه الجميع، لأنه حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولأنه قُتل مظلوما، ولأنه مثال تاريخى فى الشجاعة والنبل والشهامة والمروءة... حتى إن مروءته وشهامته وحرارة دمه فى إغاثة من يستغيث به فصلت رأسه الشريف عن جسده الطاهر، ولأنه الروح الثورية المتجردة عن كل مصالح وأغراض. وبما أن والدى الشاعر أحمد فؤاد نجم كان يقطن لسنوات عدة بجوار سيدنا الحسين، فإننى كنت أسلم عليه من بعيد وأقرأ له الفاتحة كعادة كل المارة.
كنا نستعد ليوم 25 يناير، وكنا قد قررنا أن لا نكتفى بنشر الدعوات على الشبكة العنكبوتية، وإنما سنطبع الدعوات، كل منا على حسابه الخاص، بالعدد الذى يسمح به المال الذى فى جيوبنا، ومن لا يملك مالا لنسخ الدعوة، فعليه أن ينزل إلى الشارع، وأن يتحدث مع المارة للدعوة إلى التظاهر ذاك اليوم. أحمد الله الذى أنعم علىّ بالمشاركة فى الدعوة على مدونتى، وفى عمودى بالدستور، وفى الشوارع، ولم أقل عن هذه الدعوات إنها «دعوات مراهقة»، كما قال عنها الدكتور محمد مرسى فى حينها. فى يوم 24 يناير نزلت أدور فى الشوارع، حملتنى شوارع القاهرة، حتى وضعتنى أمام مسجد الإمام الحسين، لا أذكر البتة، هل دخلت المسجد أم سلمت عليه من الخارج؟ لكننى أذكر أننى حدثت الناس فى جوار الإمام عن يوم 25، وكان لى زمن يقدر بالسنوات لم أمر من هذا الطريق.
كان الشباب ينتشرون فى الطرقات ذلك اليوم.. لم يكن أى منا يعلم وقتها أنه رسول الحسين، ولم نكن نعلم أن السهام فى انتظار العديد منا:
أصوات حوافر ع الطريق
الصوت بيعلا ويقترب
فى نقطة ع الشوف من بعيد
الزوم يزيد
يظهر بتاع خمسين فرس
من لبسهم
واضح بإن دول حرس من جيش يزيد
يغمز حصانه فينطلق زى الهوا
تلمح عينيهم م العفارة جريته
تلمع عينيهم كله يجرى ناحيته
مشهد مطاردة بدون أمل
خلفيته صوت طبل أفريقى اشتغل
ومافيش دقيقة بعدها
كان سهم لحقه واتقتل
فيسيب حصانه ويتهبد
يمسك السهم بإيديه
ويشوف شريط الفيلم كله قصاد عينيه
الشاشة تبهت لون ضباب
علشان تجيبه بيفتكر
والذكريات دايما بتصحى
لما بنيجى نحتضر
نزلت وحدى من بيتى فى صباح يوم 25 يناير، يتبعنى مخبر غبى، ظل واضعا هاتفه المحمول على أذنه طوال الطريق حتى وصلت إلى ميدان التحرير، والغريب أنه لم ينطق بكلمة، ولا حتى قال: أيوه ولا آلو.
كان أول ثلاثة أيام هم الأهم، فلو أننا عدنا إلى بيوتنا بعد أن ضُربنا فى الميدان ليلا يوم 25 لما كانت الثورة.. ظللنا نهرب إلى الشوارع الجانبية لنعود ونتجمع، ونخرج مرة أخرى، حتى فجر يوم 26، ثم نزلنا يوم 26، ثلة تتجمع، ثم تتفرق فى الشوارع الجانبية، ثم تعود للتجمع، حتى فجر 27، تساءلت عن مسيرات يوم 27 فلم يجبنى أحد.. نزلت إلى الشارع وحدى أحمل لافتة، حتى جاء أحمد عبد الفتاح الصحفى والمصور ليأخذنى إلى وسط المدينة، حيث سرنا فى مسيرات صغيرة، ثم اقترح أن نرتاح قليلا لأن يوم 28 يناير سيكون حاشدا وصعبا.
كنا قصاد قصر الخليفة بالآلاف
من كل شارع فى المدينة حتلاقينا
شىء مهول
ومهما أحكى أو أقول
اللى سمع طبعا ماهوش زى اللى شاف
كان هو جوه بيرتعش
وزى منه حاشيته
طوفانا عمال يقترب
والكل جاى فى سكته
والكاميرا طايرة ع الرؤوس
مع صوت هتاف
الصورة تعمل فيد أوت
كل الملامح تختفى
الصورة ترجع
الإضاءة نور قمر
والمشاعل اللى باقية
نورها قرب ينطفى
واللى فاضلين م الآلاف
يتعدوا يمكن ع الإيدين
ما اعرفش لسه الغلطة فين
بس الحسين
لازم خبرنا يوصله
قبل ما يفوت الأوان
فى يوم 28 يناير 2011 رأيت روح الحسين تتوزع على آلاف من الرجالات الذين نزلوا إلى الشارع بالنساء والأطفال، رأيت أما توصى طفلها بأن لا يخاف، وبأنه إن لم يحىَ بكرامة فالموت أشرف.
من السهل أن تضحى بنفسك، لكن الامتحان الأصعب هو أن تضحى بولدك وزوجك وأختك وأمك.. وهنا تكمن بطولة الحسين وتتجلّى روح الفداء لديه.
مرت الأيام، واحتوى المجلس العسكرى الثورة، وجلس بعض رفقاء الميدان مع عمر سليمان، وملّ الناس من المكوث فى الشارع، فتفرقوا، ونزلت مجموعة لا نعلم من هم يهتفون: الشعب يريد إخلاء الميدان، وحملونى هيلا بيلا خارج الميدان وأنا أصرخ: روحوا انتوا وسيبونى.. انخدعت بالمجلس العسكرى، وظننت أنه انحاز للثورة. ضربنا الجيش يوم 26 فبراير واعتذر، ثم ضربنا فى 9 مارس، وعذب النساء، وكشف على عذريتهن، ولم يعتذر.. لكن الجيش كان يضربنى فى 9 مارس وأنا أكذب عينى وأقنع نفسى بأن من يضربنى هم قوات الشرطة وبأنهم يرتدون ملابس الجيش لتشويه صورة الجيش وإحباط الثورة.. مبسوطين من هبلى؟
فى بداية شهر إبريل، بدأ البعض يتململ ويتشكك فى المجلس العسكرى، أما أنا فكنت أخاف: أخاف على الثورة التى ظننتها نجحت، أخاف من عودة مبارك، أخاف من انقسام الجيش حامى حمى الوطن الذى كنت أظنه معاد لأمريكا وإسرائيل، وبأنه فرح بالثورة لأنها خلصته من مبارك عميل أمريكا وإسرائيل، وحسبى الله ونعم الوكيل فى فيلم «أبناء الصمت». قبل مليونية 8 إبريل التى كنا سنطالب فيها بمحاكمة مبارك، بث شاب فيديو على اليوتيوب قال فيه إنه ضابط جيش سابق، وإنه يعيش فى أمريكا وإن ضباط الجيش سينزلون إلى الميدان بملابسهم العسكرية. أفزعنى الأمر على صعيدين: الصعيد الأول، هو الخوف من انقسام فى الجيش، والثانى والأهم هو المغامرة بأمن المدنيين الذين سينزل بينهم عسكريون بزيهم، مما يتيح الفرصة للجيش بأن يطلق الرصاص الحى على المتظاهرين دون أن تقع لائمة عليه، بل إننا سنفقد تعاطف الشارع الذى سيتهمنا بمحاولة تدمير الجيش. خوفى الأول لم يحدث، أما الثانى فقد حدث، وقام الجيش بضرب المتظاهرين، وقتل على ماهر، واتهمنا الناس بأننا نحاول تدمير الجيش المصرى على مدى سنة ونصف كاملة. كان يوم 8 إبريل فاتحة خير على المجلس العسكرى، فألقى القبض على الضباط الذين نزلوا لفضح نياته، ومنعنى خوفى من الثقة بهم، ثم أعملَ فينا قتلا بشكل دورى، وصدر للرأى العام بأنه يقتل من يريدون هدم الجيش «آخر عمود فى الخيمة».
وبدأت رحلة الحسين وحيدا.
ننزل وحدنا، نواجه الرصاص وحدنا، نحمل جثامين أصدقائنا وحدنا.. تعلمنا الكثير وحدنا، تعلمنا كيف نصنع المولوتوف، كيف نكسر الحجارة، كيف نحمل المصاب، كيف نشخص سبب الموت، كيف نفرق بين أنواع الرصاص، لكننا عجزنا عن تعلم إجابة عن سؤال من كانوا فى البيوت: هم إيه اللى وداهم هناك؟
ما تعلمته جيدا على الصعيد الشخصى أن خوفى هو عدوى، وأن الخوف الذى تملكنى يوم 8 إبريل وتسبب فى حسابات خاطئة لن أسمح له بأن يتسرب إلى قلبى مرة أخرى.
خوفنا خلانا عبيد مالناش أمان
احنا مش قد اللى عاوز يعمله
وصوتنا النهارده جنب صوته
وموتنا موته
وبكرة قدام الخليفة
احنا اللى ممكن نقتله
صمت تام
بعده يبدأ صوت يبان
صوت لعزف حزاينى جدا ع الكمان
سين المظاهرة خلاص خلص
وسين العقاب واضح إنه فى أوله
الكاميرا فجأة تلتفت
جايبة شكل القصر كله من بعيد
زوم ع الفراندة اللى طالة ع الجنينة
من وسط ظباط حاشيته يظهر يزيد
زى اللى دبت روحه جواه من جديد
يكشف سنانه ويبتسم
وبسيفه بيشاور علينا
من غير ما ننطق كلمة واحدة
ف ظرف لحظة افترقنا
كل واحد ودع الباقيين بنظرة
وهو بيلف بحصانه وانطلق
كل واحد فى اتجاه
كل واحد منا يجرى وألف كلب صيد وراه
ما اعرفش مين فينا اتصلب
مين انضرب
مين فينا بالمدنة احتمى
ومين اللى من فوقها اترمى
أو حتى مين قتله العطش
بعد أما تاه
كل الشوارع مصيدة وكل البيوت
الكوفة نايمة حتى من قبل العشا
حطت صباعها فى ودنها
وسابتنا برة الباب نموت
قتلت الخوف.. قتلته أمام مقام مولانا المعظم سيدنا الإمام الحسين.
بدأت زياراتى لمقام مولانا تزيد، كنت فى البداية أقف أمامه، وأروى له عما رأيت فى يوم 28 يناير وأبتسم.
تطور الأمر، فأصبحت ألاحظ أننى أستيقظ فى بعض الأيام لأجد نفسى مدفوعة دفعا للزيارة، أمكث أمامه صامتة حتى يربت الخادم على كتفىّ: يالا يا ماما حنقفل الجامع، الساعة بقت واحدة الصبح.. أتشبث بالحديد: سيبنى شوية.. فيجيب: تعالى بعد صلاة الفجر.
لاحظت أيضا أن زيارة كهذه يعقبها مذبحة يقوم بها العسكرى.
مشرحة المستشفى القبطى هى أول مشرحة أدخلها فى حياتى، ولم تكن الأخيرة، كانت الجثث ملقاة على الأرض، تبتسم. خرجت من المشرحة لأسمع من يرددون بأن من ماتوا ليسوا شهداء لأنهم «نصارى»، ولأنهم ضربوا الجيش، ولأن الأنبا فلوباتير عميل لأمريكا!
ذهبت إلى مولانا الحسين.. بكيت أمامه بمرارة وسألته: يعنى ربنا يرضى كده؟ الناس تموت مظلومة وتتشتم وهى لسه ما اتدفنتش عشان مسيحيين.. ده ربنا اللى بيقول كده يعنى؟
بعدها حضرت إلى مسجد الحسين امرأة مسيحية توزع الحلوى على المصلين وتصر على الدخول لزيارة المقام بعد أن أغلق الخادم الباب للصلاة، لم تلتفت المرأة إلى الخادم الذى ظل يردد: بعد الصلاة.. طرقت الباب ونادت: يا مولانا دخلنى.. فدخلت.
جميل مولانا الحسين.. جميل جميل جميل، وكلما اقتربت منه كلما سطع بهاؤه.
بدأت أزور مقام مولانا الحسين يوميا، قبيل أحداث محمد محمود 2011، وأمكث هناك لساعات، لا أفارقه حتى يجبرنى الخدم على فراقه.
هنا علمت أنه يتم استدعائى لشحنى بطاقة ما تجعلنى أحتمل ما أواجه.
فى فترة زياراتى اليومية لمولانا الحسين، اكتشفت علاقة خاصة جدا بين مولانا المعظم وبين المصريين.
المصريون لا يبكون الإمام الحسين، ولا يتذكرون استشهاده بالأسى أو الألم أو اللطم.. على العكس تماما، مولانا الحسين هو مصدر بهجة للمصريين، اجلس بجوار الباب وراقب وجوه الناس وهى تدخل، راقب الابتسامة التى تشرق فجأة حين تقع أعينهم على المقام، استمع إلى زغاريد النساء التى تنطلق بصدق بمجرد ولوجهن إلى المقام، استمتع بأناشيد الرجال التى تحيط بالمقام. المصريون يغنون للإمام الحسين بإيقاعات راقصة. الحسين بالنسبة إلىهم عريس، أو كما قالت إحداهن لامرأة تذكرت كربها فبكت: هنا ماحدش يعيط، هو استشهد عشان احنا نعيش فرحانين.
الحقيقة أننى انتابتنى الرغبة فى إطلاق الزغرودة عنده، ومنعنى الخجل، الحسين مبعث السعادة.
فى محمد محمود، لم أر خُلق الحسين وشجاعته فقط.. بل تفاجأت بكم هائل من الشباب المقاتل فى الصفوف الأولى ينتمى إلى نسبه ونسله فعليا، وحتى الآن لا أفهم هذه الظاهرة، لكننى أشهد على حدوثها.
الليل يفوت
والحظ يلعب لعبته ويسيبنى أعيش
الكاميرا قدام الحصان
الحركة ماشية بالبطىء
الكاميرا تعلا لفوق قوى
الصحرا تملا الكادر كله
والشمس فى نهاية الطريق
ع الضهر حسيت بالتعب
بطلت جرى
الشمس حامية وصدرى من كتر العطش عمال يضيق
ريقى باحاول أبلعه مش لاقى ريق
حسيت ساعتها إن النهاية بتقترب
فنزلت من فوق الحصان
طبطبت على كتفه وسندت
وبنظرة بصيت للسما زى الغريق
الصورة تتثبت بتاع أربع ثوانى
الصورة فجأة تجرى بس بسرعة جدا
مع صوت كأن حد بيسف الشريط
الصورة تثبت مرة تانية
جثة فوق الرمل نايمة
وسهم راشق نفسه فيها
زى شاهد من فوقيها
الكاميرا تبعد حبة حبة والإضاءة تنطفى
أصوات نايات ملو السمع
الكادر بيلم الوجع
بعدين يقرر يختفى
صورة سودا للسما من غير نجوم
مع صوت هَوَا عمال يزوم
فوق الرمال
وتبان بعيد أشباح جِمال
أصوات خفيفة للخيول
ينزل كبيرهم من على جناح الفرس
ويلف كفه ع اللجام بعدين يقول
الليلة دى نبات هنا
دقوا الخيام
ساعتين وكان الكل نام
يصحى فى نص الليل لوحده م القلق
ابنه الصغير يسأله: مالك؟
مافيش
هو احنا مش ع الحق برضه؟
يبقى تفرق إيه نعيش؟
تلمع عيونه بدمعتين
يحضنه دراع الحسين
والحضن دايما يختصر نص الكلام
يا رب مغلوب فانتصر
الظلم عمره فى يوم ما دام
وتفوت ساعات الليل قوام
الفجر يبدأ يوم جديد
وينكتب ع الشاشة بالفونط العريض:
يوم كربلاء
آخر ساعات قبل المصير
والكاميرا تتسحب على السين الأخير
قبل الختام
كنت أصدع أحيانا بحب الحسين على موقع «تويتر»، حتى إننى كتبت هاشتاج #أحب_الله_من_أحب_حسينا (مش فاهم يعنى إيه هاشتاج اعمل حساب على التويتر ماعنديش وقت أشرح لك) ففوجئت بهجمة على الهاشتاج من حسابات الإخوان والسلفيين، بدأها شاب إخوانى كتب: اللى عمل الهاشتاج ده شيعى نجس. ولم يفطن الشاب المسكين أن هاشتاج «الشيعى النجس» هو حديث رسول الله، ولم يفهم الشباب الإخوانى والسلفى الذى هاجمنى حين اكتشف أن بداية الهاشتاج تعود إلىّ وقالوا: يا شيعية يا بنت المجوسية عميلة إيران.. إننى لم أقل شيئا سوى أننى أحب الحسين، وإنكارهم علىّ حب الحسين، بل واتهامى فى عقيدتى يعنى ضمنا أنهم يكرهونه.. أمال إيه يعنى؟ من يذكر الحسين يتهم بأنه شيعى، ثم يشفعون ذلك بأن الشيعة أنجاس وأخطر على الأمة من اليهود، يعنى من يحب الحسين نجس وأخطر من اليهود؟ طيب هناك رجل أحب الحسين أكثر مما أحبه أى شخص آخر، وأكثر مما أحب هو أى شخص آخر: الرسول. فلا أحد يحب الولد أكثر من والده، ولا أحد يحب أحدا أكثر من ولده، وأعز من الولد ولد الولد.
لا ألوم هؤلاء الشباب، ببساطة لأن لو لهم علم بإن الهاشتاج هو جزء من حديث صحيح لما قالوا ما قالوا، وإنما ظنوا أنهم يدافعون عن عقيدتهم حسب ما علمهم شيوخهم الثقات، وشيوخهم الثقات لم يرووا لهم حديثا صححه الألبانى السلفى، لأن شيوخهم الثقات يخافون من روح الحسين.
تلك الروح التى تلبست الملايين يوم 28 يناير 2011 وظلت تنحسر حتى اصطف بضع مئات، وحتى اصطفى الله منهم ما شاء من الشهداء.
شحذت الأرواح الشريرة الأسلحة، والهمم، والخطط، والمؤامرات، والاجتماعات، والمبادرات... مطاردة روح الحسين التى تفلتت من الكثير، لكن قلة تشبثت بها.
أنت برىء من جريمة لم تقترفها بقدر استنكارك لها، أنت مشارك فى جريمة لم تقترفها بقدر تبريرك لها.
يقول سيدنا عمر بن عبد العزيز: تلك فتنة وقانا الله دماءها.
يقول ذلك لأنه يعلم أنه يستنكر الجريمة ويستبشعها بكل جوارحه، فهو لم يقل: إيه اللى وداه هناك؟ لكن من المؤرخين، وهم من يستمد منهم شيوخ العصر سلاحهم لمطاردة روح الحسين، من قال: ليس فى خروج الحسين خير فى دين ولا دنيا! وهو الترجمة الفورية لمقولة: إيه اللى وداه هناك؟
فى يوم قابلنى أحد الثوار باسما: انت كنتى بتتخانقى مع مولانا إمبارح ولّا إيه؟ كنت شايفك بتشتكى وعمالة تعدى على صوابعك وتشوحى..
سألته: هو أنت بتروح؟
فأجاب: بارتاح هناك.
من دون سابق اتفاق، بعيد أحداث محمد محمود، بالتحديد، لحظة أن انفض الناس عنا ذاهبين إلى الانتخابات، وقبيل أحداث مجلس الوزراء، بدأت أرى وجوها ثورية أعرفها وأراها فى الميدان، مسلمين ومسيحيين، تتسلل ليلا إلى المقام.. وتبتسم.
فى يوم شاهدت أحدهم فى المقام، أخذت زيارتى وغادرت منتظرة إياه بالخارج.. انتظرته طويلا، وحين خرج قلت: إيه يا عم ده كله؟ فقال: حسيت بصوت جوايا بيقولى انت رايح فين؟ هو احنا لسه قعدنا؟
الكاميرا جايبة صقر طاير فوق بعيد
عمال يلف ويرسم دايرة مقفولة
وكأنه حاسس باللى حينقتل تحته
وإن الحسين على وش مدبحته
وإن الرمال تحتيه بالدم راح تشبع
وإن الهوا حواليه حبة وحيبقى تراب
وحيبقى هو وصحبته أغراب
وإن المدد مش جاى
مش هو ده عالمهم
اللى قالوا لك تيجى رجعوا فى كلامهم
يا حسين حتموت لمين؟
ارجع
كل اللى جاى علشانهم تفدى وتناضل
راضيين يعيشوا عبيد
والمشهد الفاضل
حتموت فى آخره وحيد
الشاشة تتفتح بالراحة ع المشهد
الصورة سودا وتاريخ بيطلع ينكتب بابيض
الزمان:
عشرين ديسمبر
شهر ونكمل سنة ع الثورة تقريبا
الوقت:
قبل الفجر
المكان:
أسفل إشارة عمر مكرم
جنب الصينية تحديدا
ويخش آخر كادر فى القصة على غفلة
فيد إن على الكريشيندو والقفلة
أصوات هتاف
وبتقطعه أصوات بعيدة
لسراين الإسعاف
وساعات قريبة لضرب نار
الكاميرا بتزوم ع الهدوم الكاكى
والكادر فجأة فى بشر ظاهرة
صفين عساكر جيش مترصصين بالعرض
وبلاط رصيف الحى مخلوع ومتكسر
والراوى يبدأ حكايته وصوته متأثر
أمسك محمد مصطفى ع الأرض
وأبكى وأنا بقلبه من كتفه على ضهره
ونشيله جرى فاشيله من باطه
وصوابعى حاسة بقلبه بيدقدق
مع كل نبضة تخف نبضاته
كان دمه مش بينقط
دمه بيدلدق
قال الدكاترة بعدها
اللى اتقطع شريان مهم
المهم
لفينا وسطه بشال وعقبال
ما جرينا للشارع ولقينا عربية
ولحد مستشفى الهلال
ولحد ما استلموه طقم النباطشية
كان هو متبرع بنص دمه للطريق
وعرفنا بعدها بيومين
انه اتبرع بروحه للقضية
وإنه ساب لصحابه فى هدومه وصية
هجم الجيش على اعتصام مجلس الوزراء فجرا، صبيحة ذاك اليوم تعرت ست البنات، وتم القبض على منى سيف وسناء سيف وعدد آخر من الفتيات، كان عددنا لا يتجاوز المئتين، لكننا انتظرنا المدد، ظننا أن مصر بقدها وقديدها ستثور حين تشاهد صورة الفتاة التى تعرت، وصورة الطبيبة غادة كمال التى سحلت. لكن المدد لم يأت أبدا.
وبدلا من المدد جاءنا سؤال عابر للحواجز عن ست البنات: إيه اللى وداها هناك؟ كما علمنا أن العباية بكباسين، وإن المجمع العلمى أهم من شرف المرأة، لأن المرأة الجاهلة لا تساوى قيمة عباءتها أم كباسين، واكتشفنا يومها أن الشعب المصرى شعب مثقف جدا، يبكى بكاء حارا على كتب المجمع العلمى، ولا يبكى القتلى والمنتهكين.
سرنا فى جنازة الشيخ عماد عفت، وطارت فى أنوفنا رائحة مسك قوية ظل الناس على أثرها يتبادلون النظرات المندهشة وهم يتساءلون: حد شامم الريحة اللى أنا شاممها؟
روح الحسين هى التى دفعتنا دفعا إلى اعتصام العباسية، بالرغم من أننا نعلم أن والدة حازم أبو إسماعيل أمريكية، وبأن الشباب المؤيد له والذى يطالب بإلغاء المادة 28 أمام وزارة الدفاع هو الذى صوت على ذات المادة ب«نعم» فى الاستفتاء الأول، وإنه ما كان ليعترض عليها لولا تعارضها مع ترشح أبو إسماعيل.. لكن الناس تستغيث بنا.
فى أغنية «إنى أحب حسينا» يصف المنشد الإمام قائلا: حسين العظيم، الشهم الهمام.
كيف لى أن أجلس أمام مقام الشهم الهمام وقد استنجد بى إنسان ولم أنجده؟
فقدت صديقى عاطف الجوهرى، وفقدت الدكتورة آية جزءا من بشاشتها وإقبالها على الحياة بعد القبض عليها، وفقدت 6 إبريل عددا من شبابها، وفقد حليم حنيش لمعة فى عينيه بعد خروجه من السجن.
انفض عنا الناس مرة أخرى، بعد أن سألونا للمرة الألف بعد المليون: إيه اللى وداكم هناك؟
هنا وجدت الإجابة: أنتم.
كل من أعرف من الثوار لم يكن يعانى فى زمن مبارك، وكانت فرصته سانحة لعقد صفقات مع المجلس العسكرى ومن خلفهم الإخوان، لكنكم، أيها المواطنون الشرفاء، استصرختم نخوتهم، أنتم من شكوتم سوء الأحوال، أنتم من أدميتم قلوبهم بالبكاء على من مات فى عبّارة أو قطار أو حادثة طريق، أنتم من جأَرتم بقطع أرزاقكم بعد بيع أملاك الوطن إلى الأجنبى، أنتم من قلتم لهم كما قال أهل الكوفة لمولانا الحسين: تعال على جند مجندة، ثم فوجئوا، كما فوجئ مسلم بن عقيل رسول الحسين، بأنكم توصدون الأبواب فى وجوههم.
أما وقد أوصدتم الأبواب، فقد تمكن منهم زياد بن أبيه وخيّرهم بين السِلة والذلة، وهيهات منهم الذلة.
الكاميرا جايبة شاب بيغرق إيديه بالدم
وجايبة صاحبه بيعدى جنبه بيدمع
بيقول كلام ويعيده كأنه بيسمع
شيع صحابك من معركة بالليل
والصبح فرج دمهم للخلق
والأوتوبيسات والناس الرايحة للأشغال
زعق بصوت رايح وبحشرجة فى الحلق
واسكت عشان ما بقاش فاضل كلام يتقال
الكاميرا ماشية بالبطىء
جنب الصينية
الكاميرا ماشية بالبطىء
فوق الطريق الأحمر
بتودع الواقفين فى الكادر
وبتطلع
واصحاب محمد لسه بيحاوطوا الأمل
بالطوب
زى ما يحاوطوا
أتر الشهيد المحتمل ع الأرض
أفتح وصيته واقرا إيه مكتوب
الكاميرا طايرة ع الميدان من فوق
فى العباسية، جلست بجوار بقع الدم على الأرض، وكان الشباب قد حفها بالحجارة حتى لا يطأها أحد بقدمه.
الناس أوصلوا شفيق ومرسى إلى الإعادة فى انتخابات الرئاسة. قاطعت الإعادة، لكن كثير ممن تلبستهم روح الحسين «عصروا على أنفسهم ليمونا» وانتخبوا مرسى آملين فى أن يحقق لهم ما طلبه جيكا: طلع المعتقلين وهات حق الشهدا واحنا كلنا حنبقى وراك إن شاء الله.
لكن جيكا استشهد.
وأحمد نجيب استشهد.
وكريستى استشهد.
والجندى استشهد.
والحسينى استشهد.
الحسينى هو أول من استشهد على يد الإخوان بشكل مباشر، وكان جيكا قد استشهد قبله على يد الداخلية.
اسمه الحسينى.. أليست مصادفة غريبة؟
لكل حسين مختار.
والمختار الثقفى، هو ذلك الرجل الذى نادى: يااااااالثارااااااات الحسين.. وأعمل قتلا فى كل من علم بأنهم كانوا فى جيش بنى أمية.
يااااااالثاااااارااااااات الحسينى أبو ضيف.
يا لثارات جيكا..
يا لثارات كريستى..
يا لثارات الجندى..
يا لثارات الأصدقاء والأحباء الذين يتساقطون واحدا تلو الآخر.
صرخة بدأت تتردد وتشكل تكوينات فى الشارع تطالب بالقصاص وتهدد بالفوضى.
فلكل حسين مختار.
قبل أن تغادرنا روح الحسين لتتلبسنا روح المختار، وثق الشاعر الكبير قدرا، الصغير سنا، مصطفى إبراهيم تلك الزيارة لروح الحسين:
والصوت يرن لوحده فى سما المنظر
إنى رأيت اليوم
الصورة من برة
قلت الحسين لسه
حيموت كمان مرة
إنى رأيت اليوم
فيما يرى الثائر
إن الحسين ملموم
فوق جثته عساكر
بيدغدغوه بالشوم
كل اما ييجى يقوم
وإن البشر واقفة
تبكى بدال ما تحوش
وإن العلم مصفى
م السنكى والخرطوش
وإن الطريق مفروش بالدم للآخر
إنى رأيت اليوم الدم ع الآيش
وإن الحسين احنا
مهما اتقتل.. عايش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.