رجع لينا العريش يامحمد في شهر مايو 1979 قبل أكثر من 32 سنة فوجيء الفنان محمد نوح متعه الله بالصحة بمن يطرقون بابه ويطلبون منه مصاحبته للقاء الرئيس السادات بناء علي أمر من السادات. كان نوح في بلدته بالجلباب الفلاحي الذي يستريح إليه, وقد حاول مع القادمين تأجيل الذهاب للرئيس الي أن يذهب الي منزله في القاهرة ويرتدي البدلة المناسبة لرئيس يلتقيه لأول مرة رغم الوساوس التي راودته, لكن الأوامر كانت احضروه فورا. كان السادات في إستراحته في القناطر الخيرية يدخن البايب في هدوء وتأمل عندما دخل عليه محمد نوح. قال له السادات: أهلا يامحمد. قال نوح بمزيج من القلق والسعادة: أوامرك ياريس. قال السادات وهو يسلط عينيه علي نوح: عاوزك ترجع لينا العريش يامحمد. إبتلع نوح ريقه وقال بدهشة: أرجعها إزاي ياريس, سيادتك بعد كام يوم حتروح ترفع العلم عليها إن شاء الله بعد ما تحررت. قال السادات: أيوه أنا عارف يامحمد.. لكن الناس يامحمد.. أنا خايف تكون إسرائيل نستهم مصر وعاوزك قبل ماروح تروح إنت وتولع النار اللي جواهم ناحية مصر.. عاوزك تروح وتغنيلهم أغانيك وأغاني سيد درويش الوطنية. قال نوح بعد أن فهم الرسالة وفرح بها: عينيه ياريس. قال له السادات: بس خلي بالك يامحمد. العريش لسه محتلة وجايز الإسرائيليين يعملوا فيك حاجة وانت حتروح وكأننا مش عارفين. رد نوح بسرعة: أنا فدا مصر ياريس. قال السادات بحزم: دول ممكن يقتلوك يامحمد وساعتها خلي بالك حنقول.... وراح يامحمد. ويكمل محمد نوح: ذهبت إلي العريش ووقفت أغني في شوارعها وبعد ساعتين أصبحت العريش مظاهرة حب تغني لمصر.. بلد بلد بلد.. شدي حيلك يابلد. إن كان في أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد. كان الرئيس وقتها يعرف قيمة رسالة الفن. المزيد من أعمدة صلاح منتصر