يبدو أن الأوضاع في سوريا بلغت حدا من السوء والتدهور, دفع وزير خارجية طهران علي أكبر صالحي الحليف الوحيد لسوريا, الي ان يرسل تحذيرا مهما الي دمشق, يطالبها بسرعة الاستجابة لمطالب الشعب السوري. لأن الوقت ينفد! في موقف نادر يخرج عن السياق المعتاد لرسائل ايران الي سوريا التي تنطوي دائما علي مساندة غير مشروطة لحكم الرئيس بشار, وتصوير ما يحدث في سوريا من انتفاضات تعم المدن السورية علي انها مجرد مؤامرة خارجية!, وما يثير الدهشة والتأمل ان تتوافق رسالة طهران مع تصريحات الرئيس التركي عبد الله جول الأخيرة التي أعلن فيها يأسه من إمكان ان ينصلح حال النظام السوري الذي أدمن قتل شعبه, ولم يعد هناك رجاء يمكن انتظاره من حكم الرئيس بشار الذي يرفض كل مشورة ويعتبرها تدخلا في الشأن السوري, بما في ذلك مشورة الجامعة العربية التي تنصح بسحب قوات الأمن والجيش من مختلف المدن السورية والاستجابة السريعة لمطالب الإصلاح, لكن دمشق لا تريد مشورة العرب, وترفض استقبال الأمين العام للجامعة العربية الذي يعتبره الثوار السوريون صديقا للنظام السوري! والواضح من تطورات الأوضاع علي الأرض ان مظاهرات الاحتجاج لاتزال تتواصل, فجرا وليلا عقب صلاة التراويح برغم عنف النظام السوري الذي أودي بحياة أكثر من2500 شهيد, وان رجال الأعمال السوريين وغالبية تجار دمشق وحلب, المدينتين اللتين لم تشاركا بعد في الاحتجاجات بثقل ملحوظ لغياب بديل واضح يضمن أمن سوريا واستقرارها, يبدون تشككا معلنا في امكانية استمرار نظام الحكم, في ظل العقوبات الاقتصادية التي وضح تأثيرها علي الحياة السورية, غير أن اخطر الدلالات علي تدهور الاوضاع في سوريا الخوف الأمريكي المتزايد من أن يؤدي انهيار حكم الرئيس بشار علي نحو مفاجئ الي سقوط ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية التي تعتبرها واشنطن اكبر ترسانة من نوعها في العالم, في أيدي جماعات الارهاب خصوصا حزب الله, لانها تنطوي علي مئات الاطنان من غاز سيرين أخطر الغازات السامة وأشدها فتكا وعشرات من صواريخ سكود التي تحمل رؤوسا غازية سامة. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد