بعد ساعات من التأكد من انهيار نظام الزعيم الليبي معمر القذافي, تحركت القوي العالمية الكبري متمثلة في الولاياتالمتحدة وأوروبا بسرعة كبيرة للتنسيق مع قادة الثورة الليبية. لحث المجلس الانتقالي الوطني علي الشروع فورا في تنفيذ خطط- جاهزة- للحكم في ليبيا بعد القذافي. فبمجرد ورود أنباء سقوط الجزء الأكبر من طرابلس في أيدي الثوار, حثت وزارة الخارجية الأمريكية المجلس الوطني الانتقالي علي البدء في التخطيط لفترة ما بعد القذافي في ليبيا. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة نواصل الجهود الرامية إلي تشجيع المجلس الوطني الانتقالي علي الحفاظ علي اتساع رقعة التواصل مع جميع العناصر في المجتمع الليبي والتخطيط لليبيا ما بعد القذافي. ايام القذافي اصبحت معدودة, مؤكدة أنه اذا كان القذافي يعبأ بصالح الشعب الليبي فعليه التنحي الآن. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الزخم ضد نظام القذافي قد وصل إلي نقطة اللاعودة, وطرابلس تتفلت من قبضة طاغية, ونظام القذافي تظهر عليه بوادر الانهيار.. والشعب الليبي يظهر أن السعي العالمي نحو الكرامة والحرية أقوي بكثير من القبضة الحديدية للديكتاتور, مطالبا المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بقيادة البلاد في هذه الفترة الانتقالية واحترام حقوق الشعب الليبي وتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين وحماية مؤسسات الدولة. وفي تأكيد علي الدور الأمريكي, أكد أوباما إن الولاياتالمتحدة سوف تواصل مستقبلا التنسيق عن كثب مع المجلس الوطني الانتقالي, وسوف تواصل الإصرار علي ضرورة احترام الحقوق الأساسية للشعب الليبي كما ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها في المجتمع الدولي لحماية شعب ليبيا ودعم تحول سلمي نحو الديمقراطية. وعلي الصعيد الأوروبي, أكد الاتحاد الاوروبي أنه يعمل بجدية للتخطيط لليبيا بدون القذافي بعد التقدم السريع لقوات المعارضة وحث الزعيم الليبي علي التنحي دون تأخير. وشدد مايكل مان المتحدث باسم كاثرين اشتون الممثل السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد أن التخطيط جار لما بعد القذافي... لدينا بعض السيناريوهات التي وضعناها فيما يتعلق بالمساعدة خلال فترة ما بعد القذافي. وفي لندن, قطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجازته لمتابعة التطورات الليبية عن كثب, مشيرا إلي أن هذه التطورات ستساعد بلاده علي الإفراج عن الأرصدة الليبية المجمدة في البنوك البريطانية في أقرب وقت ممكن, وذلك في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الأوروبي أن العقوبات المفروضة علي ليبيا ستستمر في الوقت الراهن. ومن المقرر أن يرأس كاميرون, الذي كان يقضي عطلته في كورنول بجنوب غرب إنجلترا, اجتماعا لمجلس الأمن القومي لبحث الوضع في ليبيا. كما حثت الحكومة البريطانية المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض علي الحفاظ علي النظام وعدم القيام بعمليات ثأرية, في محاولة لتفادي تكرار الفوضي واراقة الدماء التي وقعت في العراق بعد الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين عام2003. وفي باريس, دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي القذافي إلي التخلي علي الفور عما تبقي له من سلطة وتجنيب شعبه المزيد من المعاناة غير الضرورية في حين أن النهاية لم تعد موضع شك.وطالب ساركوزي في بيان وزعه قصر الأليزيه اليوم الأحد القذافي بإعطاء تعليمات فورية لعناصر القوات المسلحة التي مازالت موالية له لوقف إطلاق النار وتسليم اسلحتهم والعودة إلي ثكناتهم وتسليم أنفسهم للسلطات الليبية الشرعية, مشددا علي أن فرنسا ستواصل دعمها للمجلس لاستكمال تحرير ليبيا من الظلم والدكتاتورية, وذلك قبل ساعات من إعلان استضافة فرنسا لاجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا الأسبوع القادم. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مؤتمر صحفي أن بلاده اقترحت عقد واستضافة اجتماع استثنائي لمجموعة الاتصال علي أرفع المستويات. وفي برلين, استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميتسير مشاركة بلاده في مهمة عسكرية في ليبيا عقب سقوط نظام القذافي. وقال دي ميتسير في تصريحات لصحيفة راينيشه بوست الألمانية الصادرة إن هذه المسألة غير مطروحة. وأضاف الوزير: إننا نعول علي قدرة هذا البلد بعد القذافي في الحفاظ بنفسها علي استقرار الدولة مثل دول عربية أخري, فهذا هو الحال في تونس ومصر. وفي حال عدم التمكن من تحقيق أوضاع مستقرة في ليبيا عقب القذافي إلا بدعم عسكري من الغرب, قال دي ميزير: إذا كان هناك طلبات موجهة للجيش الألماني بذلك فإننا سندرس الأمر بصورة بناءة مثلما نفعل دائما. وفي روما, أكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أن إيطاليا تعمل بالفعل مع المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي لإعادة تشغيل المنشآت النفطية, مؤكدا أن بلاده تفعل الكثير لتهيئة وتدريب كوادر ليبية جديدة في مجالات الأمن والصحة والإعلام.