مازال السؤال يبحث عن إجابة، ومازال رجل الشارع ونحن معه نفكر بصوت مرتفع متسائلين لماذا قامت الثورة المصري ؟ وهل حققت ولو جزء ضئيل من أهدافها وهل شعر المواطن العادي بقيامها وهل حصد شيئا من وراء ذلك. المفترض أن قيام الثورات يكون نتاجا طبيعيا لسوء الاحوال السياسية والمعيشية بالبلاد ويثور المواطنون على هذه الأحوال المتردية ناشدين مستوى افضل على جميع المستويات بالدولة لكن حتى هذه اللحظة نرى العكس تماما فحدث الانفلات الامنى غير المبرر والمتعمد من رجال الشرطة أنفسهم وليس العيب فى رجال النظام السابق وفلوله غير المستفيدين من قيام الثورة ..بل رجال الشرطة أنفسهم أو معظمهم بدءا من مندوب الشرطة مرورا بأمين الشرطة ومختلف الرتب تصاعديا اضيروا أيضا من قيام الثورة المصرية حيث أنهم كانوا يعيشون حياة رغده على حساب المواطنين من جراء أخذهم لأموال الشعب بالباطل مقابل تسهيل خدمات المواطنين سواء بأقسام الشرطة أو المرور والجوازات وغيرها ، وأصبح رجل الشارع العادي أكثر جرأة وثقافة بعد الثورة في التعامل مع هذه المواقف واصبح من الصعب على رجل الشرطة ان يبتز اى مواطن مقابل حق أصيل للمواطن فى قضاء مصالحه وفقا للدستور والقانون الامر الذى جعل رجال الشرطة فى حيرة من أمرهم أمام قيامهم بواجباتهم مقابل رواتبهم البسيطة التي لا تكاد تكفى لقمة العيش الكريم وأصبح الامر فى غير صالحهم وفشل الثورة فى صالحهم لأنهم كانوا أكثر حظا فى النظام السابق وكانوا يعيشون فى رفاهية ورغد من العيش وهذا أصبح غير مباح لهم فى ظل ثورة قامت على القضاء على الفساد وبناء المجتمع على أسس جديدة قوامها العدالة الاجتماعية والمساواة طبقا للدستور للجميع . هذا الوضع الذى أصبح مفروضا وواقعا على رجال الشرطة جعلهم غير عابئين بما يحدث فزاد معدل الجريمة وزادت معها البلطجة على كل نوع واصبحت اليد الطولي للبلطجية والفتوات خصوصا الذين كانوا مقربين من رجال الشرطة ويستخدمونهم كمرشدين لهم وأصبح هؤلاء فى ظل الفوضى الامنية المتعمدة يعملون كل شىء واى شىء فى اى وقت فزادت معدلات السرقة وأصبح الاغتصاب مشروعا واصبح افراد الشعب غير امنين على انفسهم وأولادهم خصوصا البنات واصبحت الفوضى هى اللغة الرسمية بعد 25 يناير . وزاد الامر سوءا حالة الفوضى التى اصبحت سائدة فى الشارع المصرى والكل يأخذ حقه بيده حتى من رجال الشرطة الذين افتقدوا احترام المواطنين لهم جراء ارث قديم قوامه 30 سنه من الجبروت والطغيان لدرجة اصبح معها امين الشرطة هو الحاكم بأمره ولا يستطيع أحد أن يقول له لا . وكانت المحصلة ان شعر المواطنون انهم فى وطن بلا أمن ولا أمان ولابد من ايجاد حل سريع وعاجل يضمن عودة العلاقة بين الشرطة والشعب على أسس قوامها الاحترام والثقة المتبادلة ليقوم رجال الشرطة بدورهم على أكمل وجه لتغيير هذا الارث القديم فى ظل ثورة جاءت من أجل تصحيح المفاهيم واعلاء شأن الوطن والمواطنين . المزيد من مقالات فهمى السيد