علي الرغم من البعد الجغرافي بين مصر وموريتانيا يصل لنحو تسع ساعات طيران( في الوقت الذي بينها وبين الولاياتالمتحدة علي الجانب الاخر من الاطلنطي نحو ثلاث ساعات ونصف)فإن شعبي مصر وموريتانيا قريبان من بعضهما إنهما مرتبطان بروابط الدم والتاريخ والحضارة الاسلامية المشتركة. وفي هذا الإطار, اكد السفير يوسف الشرقاوي سفير مصر في موريتانيا في حوار ل الأهرام أن عوامل الترابط بين البلدين أكثر من مسافات السفر وأن الشعب الموريتاني لديه رغبة قوبة في توثيق العلاقات الاقتصادية ودفع التعاون في جميع المجالات. يضيف الشرقاوي ان قبائل بني حسان الذين يشكلون مكونا كبيرا من مكونات شعب موريتانيا قد نزحوا من صعيد مصر خلال الهجرة الهلالية الشهيرة في القرن السادس الهجري إلي المغرب العربي. ومنها علي ضفاف المحيط الأطلنطي وشكلوا مع تجمعات بشرية أخري بلاد شنقيط التي عرفت بعروبة وإسلام أبنائها واسهاماتهم في مختلف فروع العلوم. لكني أقول لكم بصراحة إنني لم أكن سعيدا عندما وجدت أن العلاقات الاقتصادية ليست علي المستوي المطلوب, ولا تترجم الإرادة القوية لدي القيادة السياسية في البلدين; حيث إني قد لمست إرادة قوية وراسخة من أجل دعم علاقات البلدين في مختلف المجالات, ومن أجل إعادة العصر الذهبي لهذه العلاقات. من هنا بدأت التحرك علي مختلف الأصعدة, وأيضا من السادة الوزراء في كل من مصر وموريتانيا, وقد التقيت العديد من رجال الأعمال الموريتانيين ومهدت لهم الطريق للسفر إلي مصر دعما لهذه العلاقات, كما رتبت أيضا زيارات للسيد رئيس غرفة التجارة و الصناعة في موريتانيا إلي مصر, وفي هذا الإطار رتبت لزيارة وزير الإسكان إلي القاهرة وتنظيم مقابلة له مع السيد المهندس ابراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب وكذا للعديد من رجال الاعمال من البلدين; حيث هناك اقتناع تام بأن موريتانيا الآن تشكل مجالا خصبا للاستثمارات المشتركة بفضل ما تتمتع به من ثروات طبيعية وبشرية ومن فرص واعدة للاستثمار في مجالات مختلفة( في السياحة, في الاقتصاد, في المعادن). إن ثروات موريتانيا الطائلة والغنية لم تكتشف جميعها, ولم تستغل بعد الاستغلال الأمثل; لذلك ينصب اهتمامي الآن علي محاولة فتح قنوات اتصال بين رجال الأعمال المصريين ورجال الأعمال في موريتانيا من أجل إقامة استثمارات مشتركة. وفي هذا الإطار دفعت بوفد سياحي موريتاني إلي مصر, و نحن الآن في انتظار وصول وفد سياحي مصري يقدم الخبرة المصرية لأبناء موريتانيا وللمكتب الوطني للسياحة مساهمة في تدعيم أسس العلاقات بين البلدين. كما التقيت الرئيس الموريتاني مرات عديدة من أجل تدعيم التعاون و تعميقه بين البلدين. كما وجدت رجال دولة علي مستوي عال من الثقافة والنضج الفكري, فضلا عما يتمتع به من إرادة راسخة لتدعيم العلاقات بين موريتانيا و غيرها من الدول. و نسعي الآن لإنشاء مصنع للأدوية في موريتانيا. ولدينا أيضا مجموعة طبية, وخبراء من الصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا هنا في موريتانيا, وسوف نسعي إلي زيادة عدد الأطباء الموفدين وبناء مستشفي في نواكشوط