أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج- أمس- اعتراف بلاده رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي, وطرد جميع الدبلوماسيين الممثلين للعقيد معمر القذافي من بريطانيا. وأكد هيج أن بريطانيا تعتبر المجلس الانتقالي المعارض هو السلطة الحكومية الوحيدة في ليبيا, مضيفا أنه سيجري تسليم السفارة الليبية في لندن إلي المجلس. وأوضح هيج أن هذه الخطة من شأنها منح مساعدة عملية أكبر للمجلس الذي يطالب بتنحي القذافي بعد24 عاما قضاها في السلطة. كما يسمح هذا الإجراء بإلغاء تجميد الأصول الليبية لمساعدة المجلس في تمويل عملياته في المناطق التي يسيطر عليها في ليبيا. وعلي صعيد جهود الأممالمتحدة للوساطة بين بنغازي وطرابلس عن طريق مبعوثها الخاص لليبيا عبد الإله الخطيب, وصلت المساعي لطريق مسدود بعدما جددت الحكومة الليبية تمسكها بضرورة توقف الناتو عن حملته العسكرية ورفض تنحي العقيد الليبي معمر القذافي. وجاء ذلك خلال لقاء الخطيب في طرابلس مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي والذي تلاه اجتماع بممثلي المعارضة في بنغازي الاثنين الماضي دفعا لحل سياسي. وعلي صعيد آخر, رفضت المحكمة الجنائية الدولية مقترحات بريطانية وفرنسية بالسماح للعقيد الليبي معمر القذافي بالبقاء في ليبيا في إطار اتفاق يتنازل بموجبه عن السلطة, مشددة علي أن أية حكومة جديدة في ليبيا ستكون ملزمة باعتقال الديكتاتور بموجب مذكرات اعتقال المحكمة. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية في موقعها الالكتروني عن فلورنس اولارا المتحدثة باسم رئيس المحكمة الجنائية الدولية لويس موريو اوكامبو قولها إن القذافي لن يسمح له بالهرب من القضاء وأنه ينبغي اعتقاله, مشيرة إلي أن القرار باللجوء إلي القضاء ضد القذافي صنع داخل منظمة الأممالمتحدة, وشددت علي أن مذكرات الاعتقال حقائق قانونية لا يمكن إزالتها. ميدانيا, حذر حلف شمال الأطلنطي الناتو من أنه ستضرب منشآت مدنية إذا استخدمتها القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي لإطلاق هجمات عسكرية, مشيرا إلي أنه سيستهدف منشآت مثل المصانع والمستودعات ومواقع زراعية تستخدمها قوات كتائب القذافي لأغراض قتالية. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي, عن الناطق باسم الحلف الكولونيل رولان لافوا قوله من بروكسل إن طائرات الحلف قصفت في الأيام الأخيرة معملا لصناعة الأسمنت قرب البريقة, حيث كانت قوات القذافي تختبيء وتطلق صواريخ من منصات متعددة الإطلاق. وفي السياق نفسه, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الألغام الأرضية الكثيفة التي قامت القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي بزرعها داخل المناطق السكنية الواقعة علي الطريق المؤدي للعاصمة الليبية طرابلس وحولها تعيق تحرك الثوار إليها. وقالت الصحيفة أن أعداد الألغام التي يستخرجها الثوار حول العاصمة الليبية تتضاعف علي نحو سريع من مئات الألغام إلي الآلاف منها مع توغل المقاتلين منهم داخل المدن التي انسحبت منها قوات العقيد الليبي. ونقلت الصحيفة عن مسئول لم يكشف عن هويته بحلف شمال الأطلنطي( ناتو) قوله: إن الحلف رصد تزايدا في حجم الزرع العشوائي للألغام وتصاعدا في حجم استخدام القوة من قبل القوات الموالية للقذافي في مدينة البريقة شرق طرابلس وفي الجبال الغربية. وأفادت الصحيفة أن تحرك الثوار الليبيين نحو مدينة البريقة الغنية بالنفط قد شهد تباطؤا بسبب ما اكتشفوه من ألغام, ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم جيش الثوار الليببي العقيد أحمد باني قوله للصحفيين إن الثوار أبطلوا مفعول آلاف الألغام الأرضية خلال الأسبوع الماضي لتأمين طريق مؤدي للمدينة.