يعطي كتاب االاستشراق الأمريكي الولاياتالمتحدة والشرق الأوسط منذ عام1945 مفاتيح مهمة تفسر الكثير من السياسات الأمريكية في المنطقة وتشير بشكل ما إلي اننا ضحايا لصورة نمطية. جري تركيبها في الوعي الأمريكي الذي تكتشفه عبارة دالة كتبها الكاتب الأمريكي مارتك توين في كتابه االسذج خارج الوطن عام1869 إذ كتب انزلنا عليهم بكل عظمة أمريكا حتي دمرناهمب وهي عبارة لا تكشف فقط عن عظمة أمريكا و إنما أيضا عن إحساسها الفريد بالتفرد الراغب في محو أية خصوصيات قومية وقد استسلمت أمريكا تاريخيا لهذا الإغراء رغم فداحة الثمن الذي كان عليها أن تدفعه. ويقترح الكتاب مفهوما للشرق الأوسط يضم إلي جوار الدول العربية كلا من إيران وإسرائيل وتركيا وصولا إلي أفغانستان وعلي الرغم من التحولات السياسية التي جرت خلال الفترة التي يتناولها فإن الكتاب يؤكد أن الصورة النمطية عن المنطقة لم تتغير لأنها كانت وليدة تصورات استشراقية وبالتالي لا يمكن فهم طبيعة اللقاء بين أمريكا والشرق الأوسط من دونها فالثقافة الأمريكية الشعبية في لحظات اللقاء الأولي مع منطقتنا في القرنين ال18 و19 لم تعرف شعوب الشرق الأوسط إلا باعتبارهم متخلفين ومتعصبين وليسوا أهل ثقة. ويشير الكتاب إلي: كيف قادت غالبية الأمريكيين مشاعر معادية للسامية وللإسلام ولكن الأمر تغير قليلا بعد تأسيس إسرائيل حيث خفتت موجة العداء للسامية وأجريت معها عمليات تجميل انتهت باغربنةب إسرائيل أي إلحاقها بالثقافة الغربية في مقابل اشيطنةب العرب والمسلمين باعتبارهم إرهابيين معاديين للغرب. ويحدد المؤلف كيف لعبت السينما دورا رئيسيا في رسم تلك الصورة وتنميطها من خلال أفلام مهمة علي الصعيد الفني لعل أبرزها زقائمة شندلرس. ويكشف كيف غير اكتشاف البترول في الشرق الأوسط من أدوات السياسة الأمريكية التي أوجدت علاقة تكافلية تسمح للولايات المتحدة من خلال شركاتها بأن تقدم الدعم لإسرائيل وتمارس في نفس الوقت نفوذا بلا حدود في العالم العربي. وينتهي بالتأكيد علي أن زرع إسرائيل حليفا سياسيا لأمريكا خلال فترة الحرب الباردة كان ضروريا لمنع الاتحاد السوفيتي من ملء الفراغ الناجم عن انسحاب بريطانيا البطيء من إمبراطوريتها في هذا الجزء المهم من العالم وهو أمر دعمته أمريكا بتبني مجموعة من السياسات شملت العداء لنظام جمال عبدالناصر بعد أزمة السويس وانتهت إلي تحجيمه في حرب يونيو.1967 وغيرت أحداث11 سبتمبر2001 من صورة الشرق الأوسط للدرجة التي دعت مؤلف الكتاب إلي أن يفتتح طبعته الثالثة بمطلع أغنية شاعت في بلاده بعد تلك الأحداث يقول مطلعها زأيقظني عندما ينتهي سبتمبرس. تأليف: دوجلاس ليتل ترجمة: طلعت الشايب صدر عن المركز القومي للترجمة