كتب محمد أبوالخير: كيف تعود العلاقات الكروية بين مصر والجزائر, واغلاق ملف الفترة الماضية؟, هذا هو عنوان المشهد العام حاليا للمهتمين بمستقبل كرة القدم هنا وهناك بعد التأكد من خسارة الجميع من استمرار حالة الاحتقان والابتعاد . التي اثبتت الأيام استفادة بعض الأطراف والقوي من وجود توتر وزيادة الفجوة برغم ان البلدين عربيان شقيقان تربط بينهما العديد من العلاقات التاريخية في شتي المجالات. واتساقا مع كل ذلك كان من الطبيعي والمنطقي أن تتزايد مطالب العديد من الشخصيات العربية المرموقة والتي تحظي باحترام الجانبين بضرورة وجود حلول لانهاء حالة الجمود في العلاقات الكروية بين البلدين. بل إن بعضهم طالب بإقامة أكثر من مباراة بين منتخبي مصر والجزائر في أكثر من عاصمة عربية وأوروبية لتكون هذه المباريات بمثابة محاولة لكسر الحاجز النفسي والقضاء علي أي عصبية تظهر دائما في مثل هذه اللقاءات, كما انها ستكون أيضا محاولة لالتفاف الجماهير حول المنتخبين بصرف النظر عن المنافسة الشريفة بينهما فهذه إحدي سمات الممارسة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. كل ذلك أعطي الأهمية لاجتماع اليوم الذي يعقده السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية مع الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم في الواحدة ظهرا بوزارة الخارجية, حيث سيتم خلال الاجتماع طرح كيفية التغلب علي الاشكالية واعادة الأمور لمسارها الصحيح والطبيعي, فإذا كانت العلاقات السياسية والاقتصادية تمثل قاطرة التعاون مع البلد الشقيق فإن التعاون والعلاقات في ملف كرة القدم لابد أن يرتقي لنفس المستوي بصرف النظر عن حدوث بعض الخروقات من الطرفين. ومن المنتظر ان يتناول اللقاء أيضا كيفية استمرار تفاعل الخارجية مع بعثات المنتخبات الوطنية المشاركة في البطولات الكبري وهي الصيغة التي اتفق عليها المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة مع السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وظهر تفعيلها في مجموعة العمل التي تواجدت مع منتخب مصر خلال مشاركته في بطولة كأس الامم الافريقية في انجولا التي فاز المنتخب الوطني بها للمرة الثالثة علي التوالي وكان للدبلوماسية المصرية دور كبير في تذليل كل العقبات ومساندة الفريق, وهو ما أفسح المجال أمامه للتركيز في تحقيق حلم الفوز بالبطولة. كما سيتم خلال الاجتماع اطلاع سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة لوزير الخارجية علي جميع ابعاد ملف أزمة العلاقات الكروية وكيفية تفادي حدوث أي خروج عن المألوف في المستقبل علي هامش لقاءات المنتخبين المصري والجزائر, وكذلك كيفية التنسيق بين مصر والجزائر بما يضمن سلامة المنتخبين ومنع الجماهير في البلدين من اشاعة أي توتر. وكانت بعض الأصوات في الجزائر الشقيقة قد طالبت بضرورة اغلاق ملف الأزمة الكروية مع مصر وعودة العلاقات في مجال كرة القدم الي سابق عهدها وتدخل الدبلوماسية المصرية والجزائرية لحسم هذا الأمر وعدم تركه لمسئولي اتحاد الكرة في البلدين فقط لتشبع ابعاده بشكل منهجي لا يحقق مصالح الطرفين, برغم انهما في الأساس ليس مسئولين عن اتساع رقعة الخلاف بشكل غير مسبوق لكنه الحماس الذي اتخذ شكلا جديدا لم تألفه مباريات كرة القدم وحان الوقت ليتوقف وتستمر الروح الرياضية الجميلة لمباريات منتخبات الاشقاء في مصر والجزائر التي بدأت في مباريات منتخب الجزائر في بطولة افريقيا لكرة اليد التي استضافتها مصر أخيرا.