مازالت جماهير الاهلي تعيش صدمة كبيرة بعد قرار لجنة الكرة بالاستغناء عن خدمات أحمد حسن قائد منتخب مصر وعدم التجديد له, حيث مازالت الجماهير تذكر كيف أن أحمد حسن كان أهم لاعب بالفريق موسم 2009/2010 بفضل جهده الوافر وأهدافه المؤثرة التي عوضت غياب العديد من العناصر الاساسية. ولكن هل كان الاستغناء عن أحمد حسن مفاجأة حدثت خارج سياق سياسة وتصرفات البرتغالي مانويل جوزيه أم أن ترك الصقر ليرحل يتسق تماما مع تركيبة البرتغالي النفسية والمزاجية, حيث تشير القراءة المتأنية لقراراته وعلاقته بنجوم الأهلي الي أن المدير الفني قادر علي افتعال المشاكل والأزمات مع أهم وأبرز لاعبي فريقه وفي أي وقت بدون سبب واضح ومقبول. المهم أن مانويل جوزيه يعتبر غاوي مشاكل وأزمات مع النجوم, فما حدث مع أحمد حسن وسيد معوض لن يكون آخر فصول البرتغالي مع لاعبي الاهلي مادام لايجد من يقف في وجهه ويقول له كفي. بدأ جوزيه مشكلاته مع اللاعبين بالصدام مع عصام الحضري حارس مرمي الأهلي ومنتخب مصر وأفضل حراس المرمي في تاريخ الكرة المصرية بدون مقدمات, حيث تم سحب شارة الكابتن منه بسبب خطأ من الحارس في احدي المباريات الإفريقية لم يعجب المدرب البرتغالي فكان العقاب الفوري وبداية مشكلاته مع الحضري التي انتهت برحيل الحارس وهروبه من جحيم جوزيه الي المجهول في عالم الاحتراف. ثم جاء الدور علي وائل جمعة بعد الحضري وكاد اللاعب يعتزل بعد أن غضب عليه جوزيه لولا إعارته الي قطر لمدة 6 أشهر ابتعد فيها جمعة عن المدرب البرتغالي لتهدأ المشكلات معه ويعود اللاعب لمستواه العالي الذي لم يستطع خلاله جوزيه تنفيذ مخططه معه, خاصة أن اللاعب كان أساسيا في صفوف المنتخب وأحد دعائم الفريق. ذاق عماد متعب نجم هجوم الأهلي طعم المشكلات مع جوزيه خاصة في الموسم الاخير للمدرب قبل رحيله إلي انجولا, حيث تعمد جوزيه عدم اشراك متعب إلا في فترات محدودة من المباراة وكان بديلا لفلافيو, وتوترت العلاقة بين الطرفين انتهت برحيل متعب للاحتراف في السعودية, أما مشكلة جوزية مع أحمد حسن فليست وليدة اليوم ولكنها كانت قائمة في الموسم الاخير لجوزيه عندما كان واضحا في تغيير الصقر. في اغلب المباريات, دون سبب واضح لأن اللاعب دائما مايكون نجم المباراة ولكن ذلك لم يشفع له عند جوزيه الذي وجد الفرصة سانحة للتخلص من اللاعب هذا الموسم خاصة أن الصقر كان مصابا ومشاركته قليلة ونفس السيناريو نفذه جوزيه مع اسلام الشاطر وشادي محمد. سيد معوض هو الوحيد الذي نفد من مخطط جوزيه هذا الموسم مؤقتا لأن اللاعب اعتذر وقدم الولاء والطاعة ولكن الموسم المقبل لن يكون لمعوض دور مع جوزيه. لكن الغريب أن كل مشكلات جوزيه مع لاعبي الاهلي لم تحظ بقدر من الاهتمام لدي مجلس الادارة, ربما لأن الفريق مليء بالنجوم وغياب لاعب أو أثنين او حتي خمسة لن يؤثر, خاصة أن المنافسة شبه محسومة للأحمر لفارق الامكانات بينه وبين أقرب منافسيه. عندما توجه جوزيه إلي انجولا فشلت سياسته هناك مع المنتخب الانجولي لأن هناك فرقا بين الأهلي وانجولا فخرج المنتخب الانجولي من دور الثمانية لبطولة الأمم الافريقية المقامة علي ارضه وفشل جوزيه فشلا ذريعا ورحل. كانت المحطة الثالثة لجوزيه مع اتحاد جدة, حيث بدأ في تطبيق سياسته باختلاق مشكلة مع محمد نور نجم الفريق ولكن لم يجد جوزيه من يدعمه لمواجهة نجم في حجم محمد نور خاصة في ظل تدهور نتائج الفريق حتي تمت إقالته ليعود الي الاهلي مرة ثالثة. عودته كانت اكثر قوة بعد ان حقق الفوز ببطولة الدوري العام متفوقا علي الزمالك رغم انه تسلم الفريق وكان متأخرا عن منافسه التقليدي بست نقاط, مما جعله يفرض سيطرته ويصدر أوامره دون معارضة فكانت البداية الاستغناء عن أحمد حسن واسامة حسني رغم مطالبة الجماهير ببقاء الصقر في القلعة الحمراء. جوزيه لم يترك البرامج التليفزيونية في الفضائيات ولم يسلم منه المحللون, حيث أكد ان اغلب البرامج لاتعي معني كرة القدم وأن هناك مدربين فاشلين مع فرقهم ويقومون بالتحليل وانتقاد الناجحين من خلال هذه البرامج.