المعلم المصرى والمغامر البرتغالى.. وجهاً لوجه

لم يكن قرار مجلس إدارة الزمالك باختيار حسن شحاتة مديراً فنياً للفريق بالأمر الهين، وإنما صدر بعد عدة مناقشات بين أعضاء المجلس ما بين مؤيد ومعارض لإقالة حسام حسن، فلجأ المجلس إلى التصويت، وجاء القرار الأخير بنتيجة 3 إلى 4 لصالح المعلم؛ "صوت البلد" اخترقت الاجتماع وعلمت أن الثلاثى الذى أيد بقاء التوأم حسن هم رئيس النادي جلال إبراهيم، وماهر عبدالعزيز وطارق أنيس - عضوا مجلس الإدارة، وأكد الثلاثى أن رأيهم ليس اعتراضاً على تعيين حسن شحاتة لشخصه؛ وانما تمثلت وجهة نظرهم فى الابقاء على التوأم لسابق اتخاذ المجلس قراراً بالتجديد لهما، بما يعد عيباً في حق المجلس أن يتراجع في قرار سابق له، كما أن ذلك عطل "العميد" في البحث عن نادٍ جديد يتعاقد معه، فضلاً عن أنه أدى المطلوب منه في حدود الإمكانيات المتاحة؛ أما عن الجانب الآخر- المعترض على استمرار حسام حسن - فتمثل في الرباعي عبدالله جورج وشيرين فوزي وطارق غنيم وأسامة المليجي "أعضاء المجلس" وكانت وجهة نظرهم هي ضرورة تغيير الدماء داخل الفريق لإيجاد فكر جديد بين اللاعبين، فضلاً عن أن حسام حسن سنحت له الفرصة بالكامل "لمدة موسم ونصف الموسم" دونما تحقيق أي بطولة؛ ونقل الموقع الرسمي للزمالك قول المستشار جلال إبراهيم رئيس االنادي إنه سيتم خلال الجلسة مع المدير الفني الجديد معرفة كل متطلباته من حيث الراتب الشهري له ولجهازه المعاون، وكذا اللاعبون الذين يريد تدعيم صفوف الفريق بهم ومن يريد الاستغناء عنهم؛ وأشارت الأنباء إلى أن شحاتة من المقرر أن يتقاضى 200 ألف جنيه كراتب شهري بناءً على إتفاق مسبق بينه وبين بعض أعضاء المجلس خلال مرحلة المفاوضات؛ وقد قررالمجلس منح الصلاحيات كاملة لشحاتة في كل ما يخص الفريق وتحديد من يحتاجه من اللاعبين الحاليين مع محاولة توفير كل متطلباته من اللاعبين الجدد، وكذلك الجهاز المعاون له والذي من المقرر ألا يخرج عن إسماعيل يوسف "مدرباً عاماً، وأحمد سليمان مدرباً لحراس المرمى"، إضافة إلى إعادة عمرو المطرواي "إخصائياً للتأهيل" والذي سبق أن استبعده حسام حسن من العمل في الجهاز، ومعه المدرب المساعد السابق عبد الحليم علي بعد خلاف نشب بينهم.
ومن جانبه، عبر شحاتة عن سعادته بتولي مسئولية الفريق الأبيض فى الموسم الجديد، قائلاً: "أتمنى أن أكون على مستوى هذه الثقة، وأن أستطيع قيادة الزمالك نحو المسار الصحيح، ووعد بأن ينافس على أي بطولة سيخوضها؛ ودعا المعلم الى بدء علاقة جديدة مع جميع أندية مصر، تقوم على الاحترام المتبادل.. مؤكداً أنه لن يدخل في صراعات ومهاترات مع أحد، وإنما سيركز فقط على بناء فريق جديد للقلعة البيضاء يعيده لتحقيق البطولات المحلية والأفريقية.
فيما نفى أسامة المليجي - عضو مجلس إدارة الزمالك - تحمل ممدوح عباس رئيس النادي السابق جزءاً من راتب حسن شحاتة، مضيفاً أنه لاعلاقة لعباس بمقدم عقد شيكابالا؛ وبحسب مصادر مطلعة بالنادي الأبيض فإن شحاتة اختار إسماعيل يوسف "مدرباً عاماً"، وأحمد سليمان "مدرباً لحراس المرمى"، وألغى منصب مدير الكرة، والذي كان مرشحًا لشغله حازم إمام - كابتن الفريق السابق، ولم يستقر شحاتة بعد على منصب المدرب المساعد، فيما يرجح البعض أن يكون سامي الشيشيني هو الأقرب لتولي هذه المهمة.
ويرغب شحاتة فى تدعيم صفوف الفريق بكوكبة من النجوم في مقدمتهم حسني عبد ربه، وأحمد حسن، ومحمد نجيب، والمعتصم سالم؛ وفيما يتعلق باللاعبين الذين لايرى المعلم فائدة من وجودهم بالقلعة البيضاء فقد عهد شحاتة إلى مدحت عبدالهادي مدرب فريق ال 20 سنة بالنادي عبر طلب من مجلس الإدارة بكتابة تقرير عن اللاعبين الأجانب الذين يخضعون للاختبار مع الفريق، ويتدربون في الوقت الحالي مع فريق الشباب، والوقوف على مستواهم ودراسة إمكانية أن يبرز من بينهم أي لاعب بما يسمح بتعاقد النادي معهم، وبالفعل أخضع "عبدالهادي" الرباعي: "التونسي عربي جابر، والإيفوراي ماريانو، والليبى إبراهيم الحاسي، والبرازيلي رينان ماركيز" لتدريبات استكشافية؛ وجاء التقرير على النحو التالي: "تسريح عربي جابر نظراً لاحتياجه لوقت طويل من الإعداد البدني ليصل إلى المستوى المطلوب، وحاجة الفريق إلى خدمات صالح ماريانو، مما جعل اللاعب قريباً بشكل كبير من الانضمام للفريق بدايةً من الموسم المقبل، وبالنسبة للحاسي فقد حصل الزمالك على توقيعه على عقود رسمية بعدما نال ثقة الجهاز السابق من أول تدريبين، أما رينان ماركيز فلم يتم تقييم مستواه بشكل واضح، لاسيما وأنه يشعر بضيق شديد بسبب تدربه مع فريق الناشئين.
وفى سياق متصل، يرى عمرو زكي مهاجم الزمالك أن فريقه يفتقد لأسباب الفوز بأي بطولة في الوقت الحالي.. لافتاً إلى أن الأخطاء التي وقع فيها الجهاز السابق ستتكرر في عهد "شحاتة"، لأن الزمالك يفتقد للمنظومة، فمثلا عدم الالتزام بتسدسد المستحقات المالية بعقود اللاعبين أمر غاية في الخطورة؛ لأن اللاعب ليس لديه أي مصدر للكسب إلا كرة القدم، ولا يصح اشتراط فوز اللاعب بالبطولات للحصول على مستحقاته، لأن ببساطة لا يوجد شرط في العقد يفيد بذلك، وهذه الأخطاء والظروف ستتكرر مجدداً في عهد حسن شحاتة مع الزمالك، والفريق لن يحصل على بطولة الدوري طالما أن السياسة ستظل كما هي؛ وضرب "زكي" مثلاً قائلاً: "إن الأهلي فشل في الحصول على بطولة الدوري عام 2004، فتعاقد مع لاعبين سوبر، وحصد بعدها العديد من البطولات والألقاب، لوجود منظومة عمل حقيقية؛ وأنهى زكي تصريحاته التليفزيونية بإبداء حزنه الشديد لقيام مجلس إدارة ناديه بعرضه للبيع بعد إصابته، في الوقت الذي يرى فيه أنه كان مصدراً أساسياً للرزق بالنسبة للزمالك عندما احترف إلى "ويجان" الإنجليزي.
الخواجة البرتغالي.. غاوي مشاكل
لا تزال جماهير الأهلي تعيش صدمة كبيرة بعد قرار لجنة الكرة بالاستغناء عن خدمات "الصقر" قائد منتخب مصر وعدم التجديد له؛ ولكن هل كان الاستغناء عنه مفاجأة حدثت خارج سياق سياسة وتصرفات "جوزيه" أم أن ترك "الصقر" ليحلق خارج سماء الأهلي يتسق مع تركيبة البرتغالي النفسية والمزاجية، حيث تشير القراءة المتأنية لقراراته وعلاقته باللاعبين إلى أنه قادر على افتعال المشاكل والأزمات مع أهم وأبرز لاعبي فريقه.. في أي وقت ودون أي سبب مقبول، بل الواضح هو أن "جوزيه" يعتبر غاوي مشاكل وأزمات مع اللاعبين، فما حدث مع أحمد حسن وسيد معوض لن يكون آخر فصوله معهم، مادام لايجد من يقف في وجهه.
وترجع بداية مشكلات "الخواجة" مع اللاعبين بالصدام مع عصام الحضري "حارس مرمى الأهلي السابق ومنتخب مصر وأفضل حراس المرمى في تاريخ الكرة المصرية" دون مقدمات، عندما سحب منه شارة الكابتن بسبب خطأ منه في إحدى المباريات الأفريقية، والتي انتهت بهروب الحارس من جحيم "جوزيه" إلى المجهول في عالم الاحتراف؛ ثم جاء الدور على وائل جمعة، وكاد اللاعب يعتزل بعد أن غضب عليه "جوزيه" لولا إعارته إلى قطر لمدة 6 أشهر لتهدأ المشكلات معه؛ وذاق عماد متعب طعم المشكلات مع جوزيه "خاصةً في الموسم الأخير للمدرب قبل رحيله إلى أنجولا"، حيث تعمد جوزيه عدم إشراك متعب إلا في فترات محدودة من المباراة بديلاً لفلافيو، وتوترت العلاقة بين الطرفين إلى أن انتهت برحيل اللاعب للاحتراف في السعودية؛ أما مشكلة جوزية مع أحمد حسن فليست وليدة اليوم، ولكنها ترجع إلى التعنت الواضح في تغيير "الصقر" في أغلب المباريات دونما سبب واضح؛ ويبقى الوحيد الذي نفذ من مخطط جوزيه هذا الموسم "مؤقتاً" هو سيد معوض، لأنه "اعتذر" وقدم فروض الولاء والطاعة؛ ولكن الغريب هو أن كل مشكلات جوزيه مع اللاعبين لم تحظ بقدر من الاهتمام سواء من مجلس الإدارة أو من الإعلام.
وفي هذا السياق، أكد أحمد حسن كابتن المنتخب الوطني إن تفاوضه مع الزمالك قبل انتهاء الموسم الأخير ليس "جريمة".. مستشهداً بما فعله "جوزيه" عندما تفاوض مع منتخب أنجولا قبل عامين تقريباً، رغم أنه كان مرتبطاً وقتها بعقد مع الأهلي، ورحل الصقر عن الأهلى مؤخراً بعد انتهاء عقده مع النادي، وتابع "الصقر" - في تصريحات تليفزيونية أنني من حقي التفاوض مع الزمالك أو أي نادٍ آخر، لأنني لم أفعل ذلك إلا قبل انتهاء الموسم الأخير بمباراتين فقط، ولم يفاتحني أحد من القلعة الحمراء، لذا كان من الطبيعي أن أجلس مع مسئولي الزمالك؛ وأشار "الصقر" إلى أنه كان من الممكن أن يستمر في الأهلى لو اعتذر لجوزيه عن مفاوضاته مع الزمالك، وأنه لم يخطأ حتى يعتذر ولو أخطأ لاعتذر لأنه سبق واعتذر لحسام البدري المدير الفني السابق للأهلي عندما أخطأ في حقه في إحدى المرات وتحديداً خلال مباراة "نبروه" بالكأس الموسم الماضي، لافتاً إلى أنه كان يتمنى الخروج من الأهلي بشكل أفضل مثلما انتقل إليه قبل ثلاثة مواسم سابقة، مؤكدًا أن جوزيه "ناقض" نفسه فقد قال لي في غرفة الملابس ذات مرة أمام جميع اللاعبين: "أنت لاعب رائع ونموذج يُحتذى به، ولديك قدرة على أن تلعب لمدة ثلاثة مواسم مقبلة، ثم عاد الآن ليقول إن كبر سني وراء عدم التجديد، واعترف بتوتر علاقته بسيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي قائلاً : "كان هذا الخلاف منذ أن تمت استضافتي بأحد البرامج الفضائية بعد خلاف مع مدير الكرة حول الظهور على شاشة هذه الفضائية"؛ بينما أضاف "الدينامو" أحمد فتحي لاعب الأهلي أن الفترة الانتقالية التي تولى فيها عبدالعزيز عبدالشافي القيادة الفنية للفريق هي الأصعب في مشوار الفريق بالدوري، لأن الأهلي فقد فيها العديد من النقاط المؤثرة من خلال خمسة تعادلات، مما أدى إلى اتساع الفارق بينه وبين الزمالك المتصدر آنذاك، لافتاً إلى أن عودة جوزيه حسنت لأوضاع لأنه يجيد التعامل مع كل لاعب نفسياً ويخرج منه أفضل ما لديه.
وعبر "فتحي" - في تصريحات تليفزيونية عن استيائه من رحيل حسن شحاتة عن القيادة الفنية للمنتخب الوطني، قائلاً: "إن شحاتة من أفضل المدربين الذين تولوا إدارة المنتخب في تاريخه، وكان يستحق البقاء في منصبه من أجل بناء فريق جديد، والمعلم تعرض للظلم كثيراً وتحمل فوق طاقته"؛ وعن تولى حسن شحاتة مهمة تدريب الزمالك، رفض جوزيه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر النادي في وقت سابق التعليق، وأكد أنه لن يكرر تجربة القيادة الفنية للمنتخبات لأنه يفضل تدريب الأندية، حيث يقوم بالتعامل مع اللاعبين كل يوم عكس المنتخبات التي يقتصر فيها العمل عدة شهور كل سنة، وهو ما لا يفضله، نافياً ما تردد عن أنه تلقى عرضاً لتدريب منتخب مصر، وقال: "لم يفاوضني أحد ولم أرفض العرض".. مؤكداً أنه يؤدى عمله داخل النادي دون تدخل أحد من مسئوليه، قائلاً: "لو تدخل أحد في عملي سأرحل فوراً".
وعن تعاقد الأهلي مع السيد حمدي لاعب الفريق، ومهاجم بتروجت السابق قال جوزيه، إنه اختاره نظراً لأنه يتمتع بمواصفات كان يحتاجها، وعن عودة أحمد شديد قناوى إلى صفوف الفريق، قال: "إن قناوى قدم موسماً مميزاً مع المصري البورسعيدى وهو من اللاعبين المميزين، إلا أن تألقه لا يعني عودته للقلعة الحمراء".. وأكد جوزيه أن رحيل أحمد حسن كان متخذاً منذ أكثر من شهر، وأن سبب استبعاد اللاعب لا يرجع إلى مفاوضاته مع الزمالك، متمنياً له التوفيق وموجهاً الشكر له على المجهود الذي بذله مع الفريق ومساهمته في تحقيق درع الدوري.